الرئيس الذي يستأهله المسيحيون
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الرئيس الذي يستأهله المسيحيون..

الرئيس الذي يستأهله المسيحيون..

 الجزائر اليوم -

الرئيس الذي يستأهله المسيحيون

بقلم : خير الله خير الله

سيكون للبنان رئيس للجمهورية ابتداء من الحادي والثلاثين من تشرين الأوّل ـ أكتوبر. هذا يفرض التفكير في مرحلة ما بعد وصول ميشال عون إلى قصر بعبدا مع عدم تجاهل ما رافق ذلك من أحداث في الفترة الممتدة من الخامس والعشرين من أيار ـ مايو 2014، عندما انتهت ولاية الرئيس ميشال سليمان إلى يومنا هذا.

لعلّ الدرس الأول الذي يمكن للبنانيين تعلّمه من فترة الفراغ الرئاسي أن بلدهم صار فيه “مرشد” على غرار ذلك “المرشد” الموجود في إيران الذي يمتلك سلطة خاصة به تعلو على كلّ السلطات الأخرى. هذا “المرشد” في لبنان الذي يؤمن بولاية الفقيه، قرّر أن لا رئيس للجمهورية آخر غير ميشال عون.

في النهاية، رضخ الجميع له. لم يتأمّن النصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلا بعد ما تقبل الجميع إرادة “المرشد”، علما أن من المشروع طرح سؤال في غاية الأهمية: هل كان “المرشد” يريد بالفعل رئيسا للجمهورية.. أم كان هدفه الفراغ الرئاسي؟

جاءت موافقة زعيم “تيّار المستقبل” سعد الحريري على تبني ترشيح ميشال عون لتضع حدّا للفراغ الرئاسي الذي كان سيقود حتما إلى نسف اتفاق الطائف والوصول إلى “المؤتمر التأسيسي” في وقت تمرّ فيه المنطقة كلّها بحال مخاض. يحصل ذلك في ظلّ إدارة أميركية قررت اتخاذ موقف المتفرّج من جهة وفي ظلّ استغلال إيراني إلى أبعد حدود للغرائز المذهبية التي تستثمر فيها طهران منذ ما يزيد على ثلاثة عقود من جهة أخرى.

كان لبنان يستحقّ رئيسا للجمهورية أفضل بكثير من ميشال عون. ولكن ما العمل عندما يقبل قسم من مسيحيي البلد الدخول في لعبة “حزب الله” القاضية بالامتناع عن النزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية بشكل طبيعي. هناك شخصيات كثيرة تستطيع شغل منصب رئيس الجمهورية بجدارة ولعب الدور المطلوب على الصعيد الوطني، أي أن يكون رئيس الجمهورية على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين.

الأهم من ذلك كلّه، أن يكون رئيس الجمهورية حاميا للدستور وحاجزا في وجه أيّ عقل انقلابي ومثلا أعلى يُقتدى به في النزاهة والشفافية ومؤمنا بالإنماء والإعمار والتطوّر والدور الذي يستطيع لبنان لعبه في هذا المجال على الصعيد الإقليمي.

لم يكن هناك أفضل من النائب هنري بيار حلو يستطيع تأدية هذا الدور. وهذا ليس عائدا إلى أنّه كان مرشّح الزعيم الدرزي وليد جنبلاط فحسب، بل لأنّه يعرف أيضا ما هو لبنان وكيف تكون الدول الحديثة، إضافة بالطبع إلى أنّه ليس في بحث عن الثروة وأنّه على تماس قديم وحقيقي مع ما يدور في المنطقة والعالم وكلّ ما هو حضاري فيهما..

يحتاج لبنان إلى رئيس لا يخجل من ماضيه، إلى رئيس يسمع، إلى رئيس لم يغيّر ثيابه في كلّ موسم من المواسم من أجل الوصول إلى قصر بعبدا. رحم الله ريمون إدّه الذي أنهى حياته في المنفى لأنّه رفض التخلّي عن مبادئه رافضا أيّ سلاح غير شرعي من أيّ نوع كان على أيّ جزء من الأرض اللبنانية.

الآن، وقد حصل ما حصل، أي صار ميشال عون في قصر بعبدا، هل يدرك الرجل ما هي صلاحيات رئيس الجمهورية بموجب الدستور؟ هل يدرك ما هو الدور المطلوب من رئيس الجمهورية لعبه؟

لا شكّ أن الدور الأكبر والأهمّ في قصر بعبدا سيكون لصهر “الجنرال”، وزير الخارجية الحالي جبران باسيل.

ورث باسيل، الذي لم يستطع يوما أن يكون نائبا، زعامة “التيار” عن والد زوجته. ليس جبران باسيل، الذي يمتلك تأثيرا كبيرا، بل كاملا على ميشال عون، سوى الابن الذي لم ينجبه “الجنرال” يوما.. فاستحق وراثته وهو لا يزال حيّا يرزق.

سيتوقف الكثير على أداء جبران باسيل، الذي يمتلك فضيلة العمل الدؤوب وقراءة الملفات بدقة. كلّ كلام عن أنّ ميشال عون الذي يبلغ الثالثة والثمانين من العمر، في أقلّ تقدير، قادر على القيام بمهماته يظل مجرد كلام.

هناك أمران يشغلان البال.الأوّل مرتبط بنفوذ “حزب الله” ومدى تأثيره على المقيم الجديد في قصر بعبدا والآخر لمدى استيعاب ميشال عون وجبران باسيل لأهمّية الإنماء والإعمار انطلاقا من بيروت ومن كلّ مدينة ومنطقة لبنانية.

إنّها بيروت التي تشكل نموذجا للمدينة التي يلتقي فيها اللبنانيون من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق والطبقات الاجتماعية، بيروت التي كانت في الماضي قبلة العرب والأجانب، بل مدينتهم المفضّلة على البحر المتوسط.

تستطيع بيروت أن تلعب دورا مهمّا على الصعيد الإقليمي وفي الحدّ من هجرة اللبنانيين ووقف عملية إفقارهم في حال سمح “حزب الله”، ومن خلفه إيران، للعرب والأوروبيين والأميركيين بالعودة إليها.

تصعب الإجابة عن السؤال المتعلّق بمدى النفوذ الذي سيمتلكه “حزب الله” في قصر بعبدا في عهد ميشال عون. لكنّ الأكيد أن الحزب سيشعر بالارتياح لوجود حليف له في رئاسة الجمهورية لن يطرح يوما موضوع سلاحه المذهبي الذي يستقوي به على اللبنانيين الآخرين خصوصا أهل السنّة.

أكثر من ذلك، لن يكون في بعبدا شخص يمتلك ما يكفي من الجرأة ليقول للحزب إنّ تورّطه في الحرب التي يشنها النظام السوري، بدعم إيراني وروسي، على الشعب السوري لا يمكن إلّا أن يجلب الويلات على لبنان واللبنانيين.

في كلّ الأحوال، سنكتشف في الأسابيع المقبلة هل تغيّرت نظرة ميشال عون إلى المدينة وإلى دور بيروت المؤهلة لأن تكون جاذبة للبنانيين والعرب والأجانب، أم المطلوب أن تكون ضاحية من ضواحي طهران الفقيرة لا أكثر؟ سنرى هل يمكن لـ”الجنرال” استيعاب معنى تورط ميليشيا مذهبية بعناصرها اللبنانية في الحرب الدائرة في سوريا؟

ليس في تاريخ ميشال عون ما يشجّع على التفاؤل. لكنّه كان “مخاطرة” لا مفرّ منها بعدما اعتبر “حزب الله”، الذي جعله على رأس كتلة من عشرين نائبا تافها، بل يجسّدون التفاهة، الخيار الوحيد في حال كان مطلوبا سدّ الفراغ الرئاسي.

سنرى في الأيّام القليلة المقبلة مشاهد فولكلورية لا علاقة لها بالواقع والذوق من قريب أو بعيد من نوع تعطيل المدارس يوم انتخاب عون رئيسا للجمهورية. لكنّ الأسابيع الآتية ستجعلنا نكتشف هل كانت “المخاطرة” خيارا لا مفرّ منه للتأكد من أنّ المسيحيين الذين التفوا حول ميشال عون، عن حسن نيّة أو عن رغبة في وراثته، يدركون ماذا يفعلون؟

ما هي إلّا أسابيع ونرى هل كلّ ما في الأمر أن المسيحيين في لبنان، والكلام هنا عن أولئك الذين أيّدوا ميشال عون، يستأهلون “الجنرال”؟ إنّهم يستأهلون ذلك الذي لم يتوقف لحظة ليسأل نفسه كيف للبنان أن يعيش في ظلّ “المرشد”؟

ارتكب قسم من المسيحيين في لبنان عددا لا يحصى من الأخطاء، خصوصا منذ اتفاق القاهرة في العام 1969.. وصولا إلى أن يكون “المرشد” وصيّا على الجمهورية. الخطأ الأخير يمكن أن يكون قاتلا بالنسبة إليهم، خصوصا إذا لم يوجد في قصر بعبدا من يدرك أن هناك ثمنا مطلوب دفعه لقاء الوصول إلى الرئاسة بقوة سلاح غير شرعي شريك في كلّ الحروب ذات الطابع المذهبي الدائرة في المنطقة وليس في سوريا وحدها.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الذي يستأهله المسيحيون الرئيس الذي يستأهله المسيحيون



GMT 15:37 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

الأردن... من مخاض الولادة الى المئوية الثانية

GMT 23:02 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الخيار الذي رفضته ايران

GMT 17:57 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

الانتخابات السورية لن تكافئ بشّار

GMT 19:07 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

لبنان في غياب مرجعية... باستثناء "حزب الله"

GMT 14:56 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 22:23 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

"ألفا روميو جوليا" تفوز بلقب سيارة العام 2018

GMT 04:38 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

جيمي سونغ يحوِّل منزله غابة تحوي نباتات نادرة

GMT 00:35 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

نور درويش يكشف ثبات أسعار السيارات

GMT 15:16 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

صلاح يفوز بجائزة لاعب الشهر في ليفربول للمرة الرابعة

GMT 20:42 2014 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

"أرميل" تطرح أحذية رجالية راقية لشتاء 2015

GMT 06:01 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرزالتوقعات الفلكية عن كل برج في سنة 2018 تعرف عليها

GMT 00:02 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طرق متنوعة لارتداء اللون الأبيض مع الحجاب لإطلالة مثالية

GMT 09:55 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

حريق هائل استدعى تدخّل جماعي لفرق الدفاع المدني في جازان

GMT 01:45 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الجيش التركي يمهّد لشن عملية عسكرية في عفرين

GMT 06:12 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سميرة الكيلاني تعطي نصائحها للحصول على بشرة نضرة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria