الغياب الأوروبي… من خلال الانحدار الفرنسي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الغياب الأوروبي… من خلال الانحدار الفرنسي

الغياب الأوروبي… من خلال الانحدار الفرنسي

 الجزائر اليوم -

الغياب الأوروبي… من خلال الانحدار الفرنسي

بقلم : خير الله خير الله

كان جاك شيراك آخر رئيس حقيقي لفرنسا. منذ خروج شيراك من قصر الإليزيه في أيار – مايو من العام 2007، فقدت فرنسا ما بقي من مكانة لها على الصعيدين الداخلي والخارجي. فقدت الكثير من بريقها وما كان يسمّى عظمة فرنسا. باتت دولة شبه عادية ليس في استطاعتها سوى لعب أدوار هامشية، حتّى في مناطق كانت تعتبر في الماضي مناطق نفوذ لها.

يستطيع كلّ من يشعر بحاجة إلى التأكّد من ذلك، مراجعة الموقف الفرنسي من النظام السوري، وذلك منذ ما قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005.

لعبت فرنسا، وكان لا يزال شيراك رئيسا، دورها في مجال مساعدة لبنان في الوقوف على رجليه، في وقت كانت إيران تسعى إلى إحلال وصايتها على البلد لملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب العسكري السوري بعد شهرين وأسبوع على جريمة تفجير موكب رفيق الحريري.

سيكون صعبا على فرنسا استعادة وضعها. كانت نتائج السياسة الخارجية لنيكولا ساركوزي، الذي خلف شيراك، ذات طابع كارثي أكثر من أيّ شيء آخر. عمل ساركوزي على إعادة تأهيل بشّار الأسد ودعاه إلى باريس. أظهرت فرنسا، على الرغم من كلّ ما تعرفه عن الوضع الداخلي السوري، أنّها دولة تتبع سياسة لا علاقة لها بالمبادئ من قريب أو بعيد. كانت سياسة ساركوزي ومساعديه الأساسيين، في مقدّمهم كلود غيان الذي رافقه عندما كان في وزارة الداخلية وفي قصر الإليزيه، تتسم بالانتهازية ولا شيء آخر غير الانتهازية. ليست الفضائح المالية، بما في ذلك الأموال الليبية، سوى نموذج حيّ على ما كان عليه عهد ساركوزي الذي لم يستطع الحصول على ولاية ثانية.

هل من رئيس فرنسي يملك ذرة من المنطق يدعو بشّار الأسد إلى احتفالات اليوم الوطني الفرنسي، ويراهن في الوقت ذاته على إمكـان إعـادة التعاطي معه وعلى احتمال إخراجه من تحت الهيمنة الإيرانية… في مرحلة ما بعد اغتيال رفيق الحريري ورفاقه؟

كانت لدى جاك شيراك بعض المبادئ. كان يعرف أن النظام السوري، غطّى في أقل تقدير، الجريمة التي كان الهدف الأوّل منها استكمال عملية وضع اليد على لبنان. وهي جريمة لا تزال فصولها مستمرّة إلى اليوم. لم يتراجع عن مواقفه قيد أنملة. كان بعيد النظر إلى درجة أنه حذرّ جورج بوش الابن من اجتياح العراق. كان يعرف تماما ماذا يعني القيام بعملية عسكرية من هذا النوع من دون إعداد كاف لمرحلة ما بعد صدّام حسين ونظامه.

جاء نيكولا ساركوزي ليضع فرنسا في موقع الدولة الأوروبية المستعدة لكلّ أنواع المساومات. بالنسبة إليه، كلّ شيء قابل للبيع والشراء. بدأ في عهده الانحدار الفرنسي الذي بلغ ذروته في عهد فرنسوا هولاند الذي لم يتجرّأ على خوض الانتخابات من أجل ولاية ثانية. هذا حدث نادر في تاريخ الجمهورية الفرنسية. تكفي قراءة للكتاب الممتع الذي وضعته فاليري تريفيلير، التي كانت رفيقة هولاند في السنوات الأولى من عهده الرئاسي لاكتشاف من هذا الرجل الذي وصل إلى السلطة بصفة كونه “اشتراكيا”. من بين ما تورده تريفيلر، التي أقامت في البداية مع هولاند في الإليزيه، أن الرئيس الاشتراكي يحتقر الفقراء ويصفهم بأنّهم “بلا أسنان”. كتبت تلك المرأة التي ترك هولاند رفيقته السابقة سيغولين رويال من أجلها، علما أن لديه منها أربعة أولاد، أن الرئيس “الاشتراكي” لا يرتاد إلا المطاعم الفاخرة ذات النجوم التي منحه إياها دليل المطاعم “ميشلان”.

يختزل ساركوزي وهولاند ما آلت إليه فرنسا وربّما أوروبا كلّها. لم يعد لأوروبا دور على الصعيد العالمي. تبقى ألمانيا الاستثناء الوحيد. لكن لهذه الدولة التي تمتلك اقتصادا قويّا حسابات خاصة بها تجعل سياساتها تتّسم بالحذر الشديد في كلّ مناطق العالم. لعلّ أفضل تعبير عن هذه السياسات الألمانية شخصية المستشارة أنجيلا ميركل التي تفادت أيّ مواجهة مع فلاديمير بوتين الذي لم يتردّد في تحدي العالم، عبر أوكرانيا وإرسال سلاحه الجوّي إلى سوريا. إلى ذلك، فضلت ميركل اتخاذ مواقف متذبذبة من المأساة السورية ومن تركيا ومن المشروع التوسّعي الإيراني، كاشفة أنهّا لا تعترف سوى بالمصالح الألمانية وكيفية حمايتها بعيدا عن أيّ أوهام أوروبية.

سيسير الوضع الأوروبي من سيّء إلى أسوأ. سيخلف هولاند فرنسوا فيّون على الأرجح، وهو رجل باهت لا علاقة له من قريب أو بعيد بمبادئ الجمهورية الفرنسية، خصوصا أنّه من الذين سقطوا في فخّ الاعتقاد أن النظام السوري يشنّ حربا على الإرهـاب، في حين أنّـه يشنّ حربا على شعبه… وقـد تنحدر أكثر باتجاه مارين لوبين!

انتهى زمن الزعماء الكبار في أوروبا. كشفت سوريا كم صارت فرنسا صغيرة. وكشف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إثر استفتاء الصيف الماضي، كم أن هذا البلد صار عاديا وكم أنّ هموم البريطانيين صارت داخلية.

من بين ما تميّزت به السنوات الثماني لعهـد باراك أوباما ذلك الابتعاد عن أوروبا. لم تعد للولايات المتحدة أي اهتمامات أوروبية تذكر. لم يعد حلف الأطلسي في صلب السياسة الأميركية. ترك أوباما فلاديمير بوتين يفعل ما يشاء في أوروبا وخـارج أوروبـا، ويتركه يحوّل حلف الأطلسي إلى مهزلة، خصوصا عندما رفض إقامة علاقات متميّزة مع تركيا. جعل ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان في حال من اللاتوازن يُعتبر التقارب بينه، من جهة، وبين روسيا وإيران من جهة أخرى أفضل تعبير عنها.

في ظلّ غياب الاهتمام الأميركي، لم تستطع أوروبا استعادة مكانتها الدولية. زاد في الطين بلّة غياب الزعامات الأوروبية. لم يعد الأمن الأوروبي – الأميركي أمنا واحدا وذلك للمرّة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. هل إلى هذا الحد غيّر باراك أوباما العالم، إلى حدّ لم تعد فرنسا فرنسا، وبات في الإمكان الاعتقاد أن الاتحاد السوفياتي خرج رابحا من الحرب الباردة، وأن فلاديمير بوتين بات قادرا على الانتقام لسقوط جدار برلين، وأن إيران تستطيع أن تتمدّد إلى حيث تشاء من دون حسيب أو رقيب، وصولا إلى الشاطئ اللبناني، مرورا بحلب وحماة وحمص وبيروت.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغياب الأوروبي… من خلال الانحدار الفرنسي الغياب الأوروبي… من خلال الانحدار الفرنسي



GMT 15:37 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

الأردن... من مخاض الولادة الى المئوية الثانية

GMT 23:02 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الخيار الذي رفضته ايران

GMT 17:57 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

الانتخابات السورية لن تكافئ بشّار

GMT 19:07 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

لبنان في غياب مرجعية... باستثناء "حزب الله"

GMT 14:56 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria