الرجل الذي قرر مصيره بنفسه
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الرجل الذي قرر مصيره بنفسه

الرجل الذي قرر مصيره بنفسه

 الجزائر اليوم -

الرجل الذي قرر مصيره بنفسه

بقلم : خير الله خير الله

لم يكن علي عبدالله صالح بعيدا عن المصير الذي لقيه في الشهر الأخير من السنة 2017. قرّر مصيره بنفسه. قرر بكل بساطة الذهاب إلى النهاية والدخول في مواجهة مع الحوثيين بعدما يئس من الرهان على شراء الوقت. ذهب ضحية اللعبة اليمنية التي أتقن أصولها وقواعدها أكثر من أي يمني آخر.

كان علي عبدالله صالح أكثر يمني يعرف اليمن واليمنيين. لذلك استطاع البقاء في السلطة ثلاثة وثلاثين عاما تحققت خلالها الوحدة بين الشطرين في العام 1990، وهو حلم كان يصعب إيجاد من يصدق بأن في الإمكان تحقيقه يوما. صحيح أن ظروفا إقليمية ودولية، في مقدمها انهيار الاتحاد السوفياتي، ساعدت في تحقيق الوحدة، لكنّ الصحيح أيضا أن علي عبدالله صالح أدار المرحلة التي مهّدت للوحدة بطريقة لا تشوبها شائبة.

يكفي أنه لم يجازف بالتدخل عسكريا في الجنوب بعد ما يسمى “أحداث الثالث عشر من يناير 1986” للتأكد من أنّه كان قادرا في تلك المرحلة على استشراف المستقبل. أدرك أن النظام في الجنوب سقط بعد حصول الصدام بين علي ناصر محمد وخصومه. انتصر هؤلاء الخصوم ولجأ علي ناصر وجماعته، من بينهم عبدربّه منصور هادي، إلى صنعاء. لكن انتصارهم على علي ناصر كان بطعم الهزيمة التي جعلت علي سالم البيض يفرض في نهاية المطاف الوحدة الفورية على رفاقه في الحزب الاشتراكي. أنقذت الوحدة ما بقي من أهل النظام وقضت على النظام الذي كان انهياره في مطلع العام 1986.

ماذا تعني تصفية الحوثيين (أنصار الله) للرئيس اليمني السابق في الرابع من كانون الأوّل – ديسمبر 2017؟ تعني قبل كل شيء أنّ اليمن الذي عرفناه لم يعد قائما.

كان علي عبدالله صالح آخر رئيس لليمن الموحد. لم تعد الوحدة في مصلحة اليمن واليمنيين لسبب واحد على الأقل. يتمثل هذا السبب في أنه لم يعد هناك مركز يمكن أن يدار منه البلد الموحد. كانت لدى علي عبدالله صالح القدرة على إيجاد مصالح مشتركة بين المكونات المختلفة في اليمن، بمن في ذلك قسم من الجنوبيين الذين بقوا تحت جناحه بعد حرب صيف العام 1994 التي أراد الحزب الاشتراكي من خلالها العودة عن الوحدة.

كان قادرا على أن يكون قاسما مشتركا بين تجار تعز الذين يتحكمون بقسم لا بأس به من اقتصاد البلدـ وتاجر سلاح من صعده وبين جشع عدد من الضباط الآتين من سنحان اعتقدوا، خصوصا بعد حرب 1994 أن كلّ ما في اليمن مباح لهم، بما في ذلك الاستيلاء على منازل وأراض في عدن وغيرها من مدن الجنوب.

كان يعرف ما الذي يريده الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، زعيم حاشد الذي توفّي أواخر العام 2007، كما كان يعرف إلى أي حدّ يمكن للشيخ عبدالله الذهاب في المواجهة معه. مع وفاة الشيخ عبدالله، بدأت الصيغة التي كانت من بين ركائز النظام الذي أقامه علي عبدالله صالح تتآكل من الداخل، خصوصا مع بدء السيطرة الكاملة لجناح الإخوان المسلمين على حزب التجمع اليمني للإصلاح، على حساب الجناح القبلي من جهة، وظهور مسألة التوريث من جهة أخرى.

ترافق ظهور هذه المسألة مع الحروب مع الحوثيين التي تخللتها خلافات بين علي عبدالله صالح من جهة، وقريبه اللواء علي محسن صالح الأحمر (نائب رئيس الجمهورية الآن برتبة فريق) من جهة أخرى. جاءت هذه الخلافات في مرحلة صعد فيها نجم أفراد العائلة المباشرة لعلي عبدالله صالح الذين سماهم “فريق عملي” وبناء الحرس الجمهوري كقوّة رئيسية بقيادة نجله العميد أحمد علي.

لم يكن وصول الحوثيين إلى السيطرة على صنعاء سوى نتيجة مباشرة لانهيار الصيغة التي تحكّمت بالبلد طوال ثلاثة وثلاثين عاما استطاع خلالها علي عبدالله صالح إقامة شبكة علاقات داخلية وإقليمية معقّدة تدور حول شخصه قبل أيّ شيء آخر. استطاع خصوصا تهميش القوى الأخرى، بما في ذلك “الإصلاح” والإخوان المسلمين الذين وضعوا رجل الأعمال حميد عبدالله بن حسين الأحمر في الواجهة كي يقولوا إنهم مازالوا يتمتعون بغطاء قبلي من حاشد.

إذا كان من كلمة حقّ تقال، فإن علي عبدالله صالح حقق الكثير لليمن على الصعيديْن الداخلي والخارجي، بما في ذلك إقامة بنية تحتية في الحدّ الأدنى من المواصفات المعتمدة عالميا، وترسيم الحدود مع السعودية بفضل العلاقة الخاصة التي أقامها مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقبل ذلك مع سلطنة عُمان. كذلك، تصدّى بنجاعة لمحاولات أريتريا وضع اليد على جزيرة حنيش وجزر أخرى في البحر الأحمر.

كان بناء الحرس الجمهوري بالطريقة التي اتبعها نجله خطوة على طريق بناء مؤسسات لدولة حديثة. لم يكن ذلك سهلا في ظل عدم اقتناع علي عبدالله صالح بأهمية التركيز على بناء مدارس ونظام تعليمي حديث، وفي ظل الهجمة التي شنها الإخوان المسلمون من أجل الاستيلاء على السلطة، وهي هجمة بلغت ذروتها في العام 2011 ومحاولة اغتياله في دار الرئاسة يوم الثالث من حزيران – يونيو من تلك السنة.

ذهب علي عبدالله صالح في نهاية المطاف ضحية رغبته في الانتقام من الذين حاولوا اغتياله. هؤلاء تجاهلوا الخطر الحوثي تماما مثلما تجاهله الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي الذي أراد تقليد علي عبدالله صالح في اللعب على التوازنات والبقاء في موقع الحاكم بأمره. هذا ما فعله ومارسه علي عبدالله صالح دائما، خصوصا في مرحلة ما بعد الوحدة عندما راح يتفرّج على الصراع بين الحزب الاشتراكي والإخوان المسلمين ممثلين بـ“الإصلاح”.

عندما رفض عبدربّه منصور التصدي للحوثيين في عمران، لم يستوعب معنى النصيحة التي قدّمها له علي عبدالله صالح باستخدام ما لديه من جيش لمنع سيطرتهم على تلك المحافظة ذات الأهمية الإستراتيجية. اعتقد أن لديه ما يمكّنه من ممارسة لعبة قديمة لم يمتلك في أيّ يوم الأدوات التي تسمح له بذلك.

انهار اليمن قبل سيطرة “أنصار الله” على العاصمة في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014. انهار في 2011 حين انتقل الصراع على السلطة في اليمن إلى داخل أسوار صنعاء.

كان على علي عبدالله صالح أن يغادر اليمن يوم تسليمه السلطة إلى الرئيس الانتقالي بموجب المبادرة الخليجية في شباط – فبراير 2012. اختار البقاء لعل وعسى يستعيد دور الحكَم والحاكم. لم يجد بعد دخول الحوثيين صنعاء فريقا داخليا يلعب ورقته ضدّ الحوثيين. هؤلاء كانوا في كل مكان. كانوا اخترقوا حتّى جهاز الأمن القومي الذي بناه علي عبدالله صالح في مرحلة معيّنة من أجل إيجاد توازن مع الأجهزة الأمنية الأخرى التي كان يسيطر عليها الإخوان المسلمون.

تميّز عهد علي عبدالله صالح بمزاجية كبيرة تحكّمت بالرجل، خصوصا بعد حرب صيف العام 1994. الأكيد أن هذه المزاجية زادت بعد محاولات الاغتيال التي تعرّض لها في 2011. شاهد الموت يومذاك بأم عينيه. ظنّ أنّه سيتغلب عليه دائما. كان شخصا فريدا من نوعه في تاريخ اليمن الحديث. من يراهن على وراثته، إنما يراهن على سراب. لا وجود لجيش يمني موحد بعد اليوم. لا وجود لحزب اسمه “المؤتمر الشعبي العام”. لا وجود لرجال أعمال من تعز أو من مناطق جنوبية يقيمون في صنعاء.

بدأت مرحلة نهاية اليمن الذي عرفناه في 2011. انتهت المرحلة مع تصفية علي عبدالله صالح. الأكيد أن الحوثيين لن يحكموا صنعاء إلى ما لانهاية. هناك من سيخرجهم منها. الأكيد أنّ السؤال المطروح حاليا أي صيغة لليمن الجديد، أو على الأصح كم عدد الدول والكيانات التي ستحلّ مكان اليمن الموحّد؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل الذي قرر مصيره بنفسه الرجل الذي قرر مصيره بنفسه



GMT 15:37 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

الأردن... من مخاض الولادة الى المئوية الثانية

GMT 23:02 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الخيار الذي رفضته ايران

GMT 17:57 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

الانتخابات السورية لن تكافئ بشّار

GMT 19:07 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

لبنان في غياب مرجعية... باستثناء "حزب الله"

GMT 14:56 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة

GMT 02:09 2017 الخميس ,22 حزيران / يونيو

رئيس الصومال يصل إلى كمبالا عاصمة أوغندا

GMT 19:41 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 19:50 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محكمة الأسرة تشطب دعوى طلاق علا غانم بعد تصالحها مع زوجها

GMT 20:57 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

HMD تطلق هاتف نوكيا 106 ببطارية تدوم 21 يوم في وضع الاستعداد

GMT 19:31 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب طائرة الأهلي جاهز لمواجهة 6 أكتوبر في الدوري

GMT 16:23 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض مذهل من إمبيد يهدي سيفنتي سيكسرز الفوز بعد وقت إضافي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria