ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان

ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان

 الجزائر اليوم -

ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان

بقلم :خير الله خير الله

مطروح جدّيا أن يصبح ميشال عون رئيسا للجمهورية في لبنان. لا يشكّل ذلك خطرا على الجمهورية اللبنانية، أو على الأصحّ، ما بقي منها، بمقدار ما يشكّل خطرا على مستقبل لبنان كدولة مستقلة وعلى علّة وجوده كدولة مستقلّة سيّدة تنتمي إلى محيطها العربي.

يكفي لرفض أن يكون ميشال عون رئيسا للجمهـورية ما حصل قبل أيّام قليلة في ذكرى يوم الثالث عشر من تشرين الأوّل – أكتوبر 1990 في لبنان. إنّها ذكـرى توفير ميشال عون كلّ الأسباب التي مكّنت النظام السوري من فرض وصايته الشاملة على لبنان. وجد، للأسف الشديد، من يحتفل بالهزيمة، أي بدخول القوات السورية قصر بعبدا ووزارة الدفاع بفضل البطولات التي ارتبطت بقائد الجيش وقتذاك، أي بميشال عون.

مجرّد حصول مثل ذلك الاحتفال، وهو احتفال بالهزيمة، يكشف أن لبنان بلد العجائب والغرائب. هناك شخص اسمه ميشال عون يحتفل بهزيمة تسبب بها بدل أن يعتذر من اللبنانيين، خصوصا من المسيحيين منهم، ويعلن توبته عن التعاطي في كلّ مـا له علاقة بالسيـاسة. هـل في العـالم بلد آخر غير لبنان، يوجد فيه من يحتفل بالهزيمة العسكرية والسياسية التي لحقت بشخصه وبالبلد؟ هل في العالم بلد يكافئ شخصا على إلحاق الذل بشعبه؟ هل من ذلّ أكبر من هذا الذلّ الذي يجعل في الإمكان أن يكون ميشال عون الذي ليس مجرّد أداة إيرانية، بل أداة لدى أداة إيرانية، رئيسا للجمهورية اللبنانية بعد رجال مثل بشارة الخوري وكميل شمعون وحتّى شارل حلو؟

لا بدّ من العودة قليلا إلى الخلف للتأكّد من أنّ ميشال عون لا يصلح لما دون أقلّ بكثير من رئيس للجمهورية، هو الذي يمتلك أكبر كتلة نيابية مسيحية بفضل الأصوات التي يؤمّنها له “حزب الله” وليس لسبب آخر. ماذا حصل في ذلك اليوم من العام 1990 الذي دخل فيه الجيش السوري قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية في اليرزة واستولى على كلّ الملفات فيها ونقلها إلى دمشق، مكرّسا وصاية على البلد استمرّت خمسة عشر عاما؟ كانت الذكرى نهاية لآخر متر مربّع تمارس من خلاله السيادة اللبنانية.

كيف تسلسلت الأحداث وصولا إلى ذلك اليوم المشؤوم الذي لا يخجل أنصار عون من الاحتفال به؟

في الثالث والعشرين من أيلول – سبتمبر 1988، انتهت ولايـة الرئيس أمين الجميّل الذي رفض التوقيع على أيّ ورقة يمكن أن تنتقص من سيادة لبنان، على الرغم من لقاءاته الطويلة مع حافظ الأسد، وهي لقاءات زاد عددها على عشرة. غادر الرجل قصر بعبدا ليحل فيه ميشال عون، قائد الجيش وقتذاك، على رأس حكومة مؤقتة لا مهمّة لها سوى المساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس الذي انتهت ولايته. اضطرّ الجميّل، في ظلّ ظروف معيّنة، بل قاهرة، إلى تكليف ميشال عون تشكيل حكومة مؤقتة والحلول مكانه، كشخصية مسيحية، في قصر بعبدا في انتظار مجيء الرئيس الجديد.

بدل المساعدة في انتخاب خلف لأمين الجميّـل، قرّر ميشال عـون أن يكـون هو رئيس الجمهـورية معلنا تمرّده على كلّ شيء، بدءا بعـدم أخذ العلم بأنّ الحكومة التي شكلها وكانت تضم ثلاثة ضبّاط مسلمين وثلاثة آخرين مسيحيين، استقال منها جميع المسلمين. أكثر من ذلك، قرّر حلّ مجلس النواب في وقت كان النوّاب يستعدون للاجتماع في الطائف للوصول إلى اتفاق ينهي الحـرب الأهلية في البلد ويؤسس لنظام جديد مبني على نصّ مدروس بعناية كرّس المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

قبل التوصل إلى اتفاق الطائف، قصف ميشال عون بيروت الغربية، ذات الأكثرية الإسلامية. قتل القصف كثيرين. وبعد اتفاق الطائف الذي وقع في سبتمبر 1989، والذي سمح للنوّاب بانتخاب رجل عاقل هو رينيه معوّض رئيسا للجمهورية، خاض حربا مع “القوات اللبنانية” التي كانت وقتذاك ميليشيا مسيحية. منع رينيه معوّض من دخول قصر بعبدا. سمح ذلك للنظام السوري باغتياله، بعد أسابيع قليلة من انتخابه. كانت لدى النظام السوري حسابات خاصة به تتجاوز شخص رينيه معوّض الذي كان يتمتع بغطاء عربي ودولي. كان يريد رئيسا للجمهورية يدور قدر الإمكان في فلكه، فجاء بإلياس الهراوي رئيسا…

بإصراره على أن يكون رئيسا للجمهورية، بأيّ ثمن كان، لعب ميشال عون في كلّ وقت الدور المطلوب منه سوريا. كان حليفا لصدّام حسين الذي أرسل إليه عن طريق البحر دبابات استخدمها في حربه على “القوّات اللبنانية”. عبرت هذه الدبابات الحدود البرية بين العراق وتركيا ونقلت إلى لبنان بحرا بعدما سمحت بذلك إسرائيل… التي كانت تفرض حصارا على الشاطئ اللبناني!

لم يكتف ميشال عون بخوض حرب مع “القوات اللبنانية” أدت إلى أكبر موجة هجرة مسيحية من البلد، بل قرّر الدخول في مواجهة مباشرة مع حافظ الأسد الذي لم يقتنع بجعله رئيسا للبنان. هناك أربعمئة ألف لبناني، معظمهم من المسيحيين، هاجروا من البلد بسبب حربي “التحرير” و“الإلغاء” اللتين تسبّب بهما ميشال عون.

لم يستوعب ميشال عون في أيّ وقت أهمية التوازنات الإقليمية والدولية. وعندما وجد حافظ الأسد الفرصة المناسبة لوضع يده على البلد، قصف، من الجوّ، قصر بعبدا وفرّ ميشـال عـون إلى السفـارة الفرنسية، قبل أن ينتقل من هناك إلى فرنسا نفسها حيث بقي لاجئا طوال خمسة عشر عاما. قبض حافظ الأسد سلفا ثمن إرسال وحـدة مـن الجيش السـوري قاتلت الجيـش العـراقي، إلى جانب الأميركيين، في حرب تحـرير الكويت. كـان الثمـن الوصاية السورية على لبنان. عرف الرئيس السوري الراحل كيف يستغل ميشال عون إلى أبعد حدود.

عاد ميشال عون إلى لبنان على دمّ رفيق الحريري في 2005 وذلك بعدما أخرج هذا الدمّ الجيش السوري من لبنان. عاد من دون أن يتعلّم شيئا. هدفه الوحيد في الحياة أن يكون رئيسا للجمهورية حتّى لو كان ذلك على أشلاء لبنان.

يبدو أن عقدة رئاسة الجمهورية لا يمكن أن تفارق الرجل. هذه العقدة تسمح باستغلاله سياسيا لتنفيذ مآرب معينة. مثلما لعب الدور الأساسي في جعل النظام السوري يحتل قصر بعبدا ويفرض وصايته على لبنان كلّه بين 1990 و2005، نجده اليوم في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني الذي تعبّر عنه رغبة “حزب الله” في منع انتخاب رئيس للجمهورية… أو انتخابه هو رئيسا للقضاء على الجمهورية. يستغلّ “حزب الله” عقدة عون الرئاسية لتعطيل انتخابات الرئاسة، والعمل في خط مواز يصبّ في تغيير طبيعة النظام اللبناني.

من قال إن لا فائدة من ميشال عون ومن وجود جمهور مسيحي ساذج مؤيد لشعاراته الفارغة؟ من يتخيّل أنّ في العالم شخصا يحتفل بهزيمته وهزيمة بلده؟ أليس ذلك التميّز اللبناني؟

نعم، هناك خوف من أن يصبح ميشال عون رئيسا للجمهورية. إنه خوف على لبنان، نظرا إلى أن ميشال عون في بعبدا لا يمثّل سوى الاستسلام للمشروع الهادف إلى جعل لبنان ذنَبا لإيران. من لديه أدنى شك في ذلك يستطيع مراجعة سجلّ وزير الخارجية، صهر عون، في الاجتماعات العربية. كان لبنان كل شيء في تلك الاجتماعات باستثناء دولة عربية مستقلّة… كان صوت إيران في مجلس جامعة الدول العربية!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان



GMT 15:37 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

الأردن... من مخاض الولادة الى المئوية الثانية

GMT 23:02 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الخيار الذي رفضته ايران

GMT 17:57 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

الانتخابات السورية لن تكافئ بشّار

GMT 19:07 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

لبنان في غياب مرجعية... باستثناء "حزب الله"

GMT 14:56 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 06:53 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

متجر "فاشي" في لندن يتيح تصميم المجوهرات حسب الطلب

GMT 13:04 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

ظهور نسخة جديدة من كيا موهافي في ألمانيا

GMT 11:42 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

خالد مسعد يؤكد اعتزازه بعمله كسائق أجرة

GMT 06:49 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

ميريام فارس تحارب الشتاء من خلال إطلالة مثيرة

GMT 05:41 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

إضافة اللوحات المطبوعة إلى الحائط يعد فكرة مميزة

GMT 20:55 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ميسي يتمنى الفوز بلقب كأس العالم 2018 في روسيا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria