إضاءة شمعة في الظلام العراقي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إضاءة شمعة في الظلام العراقي

إضاءة شمعة في الظلام العراقي

 الجزائر اليوم -

إضاءة شمعة في الظلام العراقي

العرب اليوم
بقلم : خير الله خير الله

هل الرهان على تغيير العراق في محلّه؟ يطرح السؤال نفسه مجدّدا في ضوء الجولة العربية التي قام بها رئيس الوزراء حيدر العبادي والتي شملت المملكة العربية السعودية ومصر والأردن.

قبل كل شيء، من المفيد التذكير بأن من يتعاطى من العرب حاليا في موضوع العراق لا يمتلك أي أوهام من أي نوع. هناك حسابات دقيقة تأخذ في الاعتبار ما هو العراق في العام 2017 وما هي إمكانات التغيير وحدوده، خصوصا في ظلّ الهيمنة الإيرانية على البلد الذي شارك في تأسيس جامعة الدول العربية في العام 1945.

إذا كان ما يميّز المرحلة الراهنة في العراق، فما يميزها هو وجود هامش للمناورة لدى العبادي سمح له بزيارة الرياض والقاهرة وبغداد. لكنّ لهامش المناورة هذا حدودا ضيقة جدا أيضا. ظهر ضيق هذه الحدود عندما ردّ رئيس الوزراء العراقي على وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي دعا خلال زيارته للرياض إلى انسحاب كلّ الميليشيات الإيرانية من العراق. لم يجد العبادي ما يقوله سوى الدفاع عن “الحشد الشعبي” من منطلق أنّ مقاتليه ليسوا إيرانيين، بل عراقيون. زاد أن الحشد “مؤسسة رسمية” وأن “علينا تشجيع مقاتلي الحشد لأنهم سيكونون أملا للبلاد وللمنطقة”. أيّ أمل للعراق والمنطقة عندما تكون ميليشيات مذهبية العمود الفقري للدولة، أيّ دولة؟

كلّ ما قاله تيلرسون كان وصفا لواقع لا يمكن الرضوخ له في حال كان العراق يريد أن يستعيد بالفعل دوره على الصعيد الإقليمي وأن يكون دولة مستقلّة. اكتفى وزير الخارجية الأميركي بالقول “بالطبع، هناك ميليشيات إيرانية (في العراق). والآن، بما أن المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية شارفت على نهايتها، على تلك الميليشيات العودة إلى موطنها. على جميع المقاتلين الأجانب العودة إلى ديارهم”.

أين الخطأ في ما قاله تيلرسون؟ هل من عيب في دعوة إيران إلى الانسحاب من العراق والتوقّف عن فرض سياساتها عليه؟ هل عيب أن ترفض دولة، أيّ دولة في العالم، أن تكون مرتبطة بميليشيات مذهبية، بغض النظر عن هوية المقاتلين المنتمين إلى هذه الميليشيات؟

هناك بكل تأكيد من سيقول إن العراق بلد سيّد حرّ وأنّ من حقه أن يدعو من يريد من جيوش أجنبية إلى أرضه. مثل هذه المناورات الكلامية لا تمرّ على أحد. هناك وضع عراقي عجيب غريب يبدو العبادي عاجزا عن التخلص منه. يتمثّل هذا الوضع في أن إيران تعمل على فرض أمر واقع في العراق من منطلق أن تجربتها هي التجربة التي لا بدّ من تكريسها. إنّها تجربة “الحرس الثوري” في إيران. لا بدّ من أن يكون “الحشد الشعبي” على غرار “الحرس الثوري”. لا بدّ من أن يكون حاميا للمصالح الإيرانية في العراق والمشرف الأعلى على السياسة العراقية.

ليس العبادي العراقي الوحيد الذي يحاول التملص من إيران ومسايرتها في الوقت ذاته. تبدو مهمّة رئيس الوزراء مستحيلة في غياب تطوّر على الصعيد الإقليمي يعيد إيران إلى حجمها الطبيعي.

التقى العبادي الملك سلمان بن عبدالعزيز في البحر الميّت على هامش القمة العربية التي انعقدت في الأردن في آذار-مارس الماضي. بعد ذلك زار الرياض في حزيران-يونيو الماضي. شهدت الأشهر القليلة الماضية إعادة فتح معبر عرعر الحدودي بين العراق والمملكة، وزيارات متبادلة بين مسؤولين عراقيين ومسؤولين سعوديين. كذلك زار الرياض وأبوظبي الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الذي ذهب حديثا إلى عمّان وقابل الملك عبدالله الثاني بعد يوم واحد على زيارة العبادي للعاصمة الأردنية.

هناك بكل بساطة أحداث تتسارع على صعيد العلاقات العراقية-العربية. هناك إيجابيات وهناك سلبيات. ليس أمام الجهة العربية سوى التشجيع على تراكم الايجابيات لعلّ وعسى تحصل معجزة وينزاح أخيرا الكابوس الإيراني عن العراق. وهو كابوس استمرّ طويلا، بل أكثر بكثير ممّا يجب.

في النهاية أي حيدر العبادي يجب أن نصدّق؟ الواضح أن الرجل صادق إلى حدّ كبير، على الرغم من أنه لا يزال أسير فكر “حزب الدعوة” الذي ينتمي إليه نوري المالكي أيضا. لو لم يكن صادقا لما بذل كلّ تلك الجهود من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين العراق ودول عربية مهمّة مثل السعودية ومصر والأردن. إنّه صادق أيضا في رغبته في المحافظة على وحدة العراق والتصدّي لـ“داعش”، علما أنّ لا تفسير لمواقفه التي جعلت الأكراد أمام خيار واحد هو الذهاب بعيدا في السعي إلى الاستقلال. تصرّف العبادي في الموضوع الكردي وكأنه لا يعرف أن مسعود البارزاني ما كان ليذهب إلى حدّ إجراء الاستفتاء الشعبي في موعده، لولا أنّه وجد نفسه أمام حكومة عراقية ترفض مبدأ الشراكة في الحكم وتصرّ على قيام دولة دينية لا يمكن للأكراد القبول بها بأيّ شكل.

هل ينجح العبادي في تغليب الإيجابيات على السلبيات، ويسهّل في الوقت ذاته على مسعود البارزاني القيام بخطوة تراجعية تنقذ ماء الوجه بالنسبة إليه، خصوصا بعد الهزيمة التي لحقت به في كركوك؟

لا شكّ أن الرجل في وضع لا يحسد عليه. لا شك أيضا أنّه لا بد من الاعتراف بأن زيارته الأخيرة للسعودية كانت خطوة جريئة وذلك في وقت تتعاطى فيه إيران مع المملكة بصفة كونها عدوّا لها.

يبقى أنّ لا خيار آخر غير خيار الرهان على العراق وعودة العراق وعلى المرجعية الشيعية في النجف التي على رأسها آية الله السيستاني الذي ليس من أتباع ولاية الفقيه. يدعم السيستاني العبادي كما أنه ليس مقتنعا بأهلية نوري المالكي كرئيس للوزراء.

هناك قوى في داخل العراق لا تزال تعمل من أجل تأكيد أن البلد صار تحت السيطرة الكاملة لإيران، وأن “الحشد الشعبي” بالنسبة إلى العراقيين مثل “الحرس الثوري” بالنسبة إلى الإيرانيين. هناك في المقابل بين العرب من لا يزال يؤمن بضرورة إضاءة شمعة في هذا الظلام العراقي وأن بلدا مثل العراق لا يمكن أن تحكمه إيران بواسطة أشخاص دخلوا إلى بغداد على دبابة أميركية وما لبثوا، فور نزولهم من الدبابة، أن بدأوا الحديث عن “المقاومة”، أي عن التصدي للوجود الأميركي.

في النهاية، لن يصحّ إلا الصحيح مهما طال الزمن ومهما ذهبت إيران في عملية التطهير ذات الطابع المذهبي التي تقوم بها في مناطق عراقية عدّة، بدءا ببغداد. الواقع يقول إنه لا يمكن في هذه الأيام سوى الرهان على العبادي، على الرغم من أن أقصى ما يستطيع الذهاب إليه هو الدفاع عن شرعية “الحشد الشعبي” ودعوته إلى الانسحاب من كركوك، في وقت كان “الحشد” يشرف على عملية تهجير ما يزيد على مئة ألف كردي من المدينة المتنازع عليها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إضاءة شمعة في الظلام العراقي إضاءة شمعة في الظلام العراقي



GMT 15:37 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

الأردن... من مخاض الولادة الى المئوية الثانية

GMT 23:02 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الخيار الذي رفضته ايران

GMT 17:57 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

الانتخابات السورية لن تكافئ بشّار

GMT 19:07 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

لبنان في غياب مرجعية... باستثناء "حزب الله"

GMT 14:56 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria