من بورقيبة… إلى بوتفليقة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

من بورقيبة… إلى بوتفليقة

من بورقيبة… إلى بوتفليقة

 الجزائر اليوم -

من بورقيبة… إلى بوتفليقة

بقلم - خير الله خير الله

إذا كان عبدالعزيز بوتفليقة لا يستطيع لأسباب كثيرة الاستفادة من دروس تجربة بومدين، ما الذي يمنعه من تفادي الوقوع في الفخ الذي أوقع فيه بورقيبة نفسه فانتهى "المجاهد الأكبر" بالطريقة التي انتهى بها.

ما تشهده الجزائر حاليا تعبير عن أزمة عميقة لنظام اعتمد على عبدالعزيز بوتفليقة من أجل إنقاذه
من حقّ رجال الدولة الكبار الذين خدموا في الحقل العام طوال سنوات أن يرتاحوا لدى بلوغهم سنّا معيّنا. الراحة مكافأة لمثل هؤلاء الرجال الذين تجاوزوا الثمانين من العمر والذين أدّوا خدمات كبيرة لبلدهم. دفعت تونس في بداية ثمانينات القرن الماضي ثمنا كبيرا لرفض الرئيس الحبيب بورقيبة، الذي وضع الأسس لدولة حديثة، الانسحاب من الحكم. أصرّ على الاحتفاظ بالرئاسة بعدما تقدّم به السن، ولم يعد يمتلك كلّ قدراته العقلية والجسدية وصار أسير مجموعة من النساء من أقربائه وعدد من كبار موظفي القصر الجمهوري…

في النهاية، تحتاج الدول الحديثة إلى قادة شباب يتمتعون بالقدرة على العمل الدؤوب ومتابعة كلّ الملفات المهمّة، خصوصا الاقتصادي منها، فضلا بالطبع عن التكيّف مع التغييرات التي تجري في هذا العالم.

بلغ الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الواحد والثمانين من العمر وهو مقعد منذ العام 2013. يشبه وضع بوتفليقة إلى حد كبير وضع بورقيبة في السنوات الخمس وحتّى العشر الأخيرة من حكمه. الأكيد أنّ الرئيس الجزائري لم يفقد كلّ القدرة على التفكير والتركيز مثلما فقد القدرة على الكلام بسلاسة. لكنّ الثابت أنّ الرجل الذي أعاد الأمل إلى الجزائر بعد توليه الرئاسة في العام 1999 لم يستطع النجاح حيث كان مفترضا أن ينجح وأن يحقق إنجازا فعليا. سقط في امتحان نهاية عهده، تماما كما سقط قبله بورقيبة الذي خلعه ثلاثة من كبار الضباط على رأسهم زين العابدين بن علي. أزاح الثلاثة بورقيبة مستندين إلى “أسباب طبّية”. كان ذلك في مثل هذه الأيّام من العام 1987.

كان ضمان انتقال السلطة بطريقة حضارية، استنادا إلى الدستور، المكان الذي يستطيع فيه بوتفليقة تحقيق إنجاز كبير ودخول التاريخ من أبوابه الواسعة. لم يستطع، بكل بساطة، إيصال الجزائر إلى مرحلة التداول السلمي للسلطة بعيدا عن فكرة “الرئيس لمدى الحياة” التي دمّرت السنوات الأخيرة من عهد الحبيب بورقيبة.

كان بلوغ الجزائر مرحلة التداول السلمي للسلطة، بمثابة إنقاذ للبلد واستكمال لما بدأ في العام 1999. بكلام أوضح، كان مفترضا في رجل مثل عبدالعزيز بوتفليقة أن يضع الأسس لتطوير النظام الجزائري من جهة، وإظهار أنّ هذا النظام قادر على تطوير نفسه من جهة أخرى.

لم يكن إعلان جمال ولد عبّاس، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وهو الحزب الذي بقي طويلا الحزب الحاكم، عن أن لا خيار آخر غير ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة بمثابة مفاجأة. كانت المفاجأة في الإعلان عن تبني ترشيح شخص آخر لموقع رئيس الجمهورية في الانتخابات المتوقعة بعد نحو ستة أشهر.

منذ انتخب رئيسا في 1999، حقّق عبدالعزيز بوتفليقة الكثير للجزائر. كان لجوء المؤسسة العسكرية إليه خيارا موفّقا. استطاع تضميد الجروح، كذلك لعب دورا في تحقيق نوع من المصالحة بعد سنوات عشر عجاف. في عهد بوتفليقة، عاد الأمن والأمان إلى معظم أنحاء الجزائر. كان متوقعا أن يؤسس لمرحلة جديدة بالفعل انطلاقا من التجربة التي مرّ فيها شخصيا بين 1979 و1999. شهدت تلك التجربة اضطراره إلى العيش في المنفى طويلا بعد توجيه اتهامات إليه بارتكاب مخالفات مالية في أثناء توليه موقع وزير الخارجية في عهد هواري بومدين، بين العامين 1965 وأواخر 1978.

 قضى بومدين إثر مرض عضال بعدما أَدخل الجزائر في متاهات كانت في غنى عنها. من بين تلك المتاهات “الثورة الصناعية” و”الثورة الزراعية” و”التعريب” الذي جعل الجزائريين ينسون الفرنسية من دون أن يتعلموا العربية على يد الإخوان المسلمين المصريين أو مدرسين فاشلين من أتباع حزب البعث أو ما شابهه جاؤوا من سوريا والعراق. غابت البديهيات عن رجل مثل بومدين، كان من دون شكّ نظيف الكفّ ووطنيا جزائريا إلى أبعد حدود. كانت مشكلته في أنّه لم يفهم يوما معنى التخلي عن عقد وأوهام كثيرة ورث بوتفليقة قسما لا بأس به منها. أراد بوتفليقة ارتداء ثوب بومدين متجاهلا أنّ كلّ شيء تغيّر في الجزائر، وأن النظام الذي أقامه هواري بومدين كان مقبولا في مرحلة معيّنة. كانت أموال النفط والغاز كافية للتغطية على كل الأخطاء التي ارتكبها حاكم الجزائر بين 1965 و1978، بما في ذلك الاعتقاد أنّ في استطاعته قيادة العالم الثالث. لم يدر في أي وقت أنّه لم يكن سوى أداة استخدمت في اللعبة التي كان الاتحاد السوفياتي يمارسها في أثناء الحرب الباردة…

في كلّ الأحوال، إذا كان بوتفليقة لا يستطيع لأسباب كثيرة الاستفادة من دروس تجربة بومدين، ما الذي يمنعه من تفادي الوقوع في الفخّ الذي أوقع فيه بورقيبة نفسه فانتهى “المجاهد الأكبر” بالطريقة التي انتهى بها، أي أسير بيته في المنستير. إنها عقدة السلطة من جهة، والسقوط في أسر الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس من جهة أخرى. عندما يتقدم الإنسان في العمر لا يعود قادرا على اتخاذ قرارات تتّسم بالحكمة.

كان على بورقيبة الانسحاب من الحلبة السياسية قبل أن يتقدم به العمر وقبل أن يصبح أسير سيدات القصر. كان أسير زوجته الثانية وسيلة بن عمّار التي ما لبث أن طلقها، ثم قريبته سعيدة ساسي. تسبب تقدم بورقيبة في السنّ وفقدانه القدرة على اتخاذ القرارات السليمة في الانقلاب الذي نفذه زين العابدين بن علي مع رفيقين له أحدهما الحبيب عمار. يبدو بوتفليقة حاليا في وضع شبيه بذلك الذي كان عليه بورقيبة. الفارق أن شقيقه سعيد بوتفليقة حلّ مكان سيدات القصر.

الفارق الآخر أنّ هناك وعيا في القصر الرئاسي الجزائري لإمكان حصول انقلاب عسكري. لذلك شهدت الأسابيع القليلة الماضية تغييرات كبيرة على صعيدي المؤسستين العسكرية والأمنية. يريد بوتفليقة، أو على الأصحّ، أولئك الذين يمسكون بالسلطة وأختام الرئاسة في الجزائر قطع الطريق على العسكر. هذا ما لم يستطع القيام به في 1987 أولئك الذين كانوا يشغلون مواقع مهمّة في تونس مثل محمّد الصيّاح وغيره.

كان على بورقيبة الانسحاب باكرا في وقت كان يمتلك كلّ وعيه وقدراته العقلية والجسدية، وألا يترك عقدة السلطة تتحكّم به. كان على بوتفليقة أن يفعل ذلك أيضا. صار هناك ما يجمع بين الرجلين على الرغم من الفارق الكبير بين شخصيتيهما. بورقيبة كان زعيما حقيقيا ولم يصعد في ظلّ أحد كما الحال مع بوتفليقة الذي اعتبر نفسه دائما الخليفة الشرعي لهواري بومدين. هذا لا يمنع الاعتراف بأنّ ما تشهده الجزائر حاليا تعبير عن أزمة عميقة لنظام اعتمد على عبدالعزيز بوتفليقة من أجل إنقاذه. إذا بعبدالعزيز بوتفليقة يعمل كلّ شيء من أجل ألا تقوم للنظام قيامة في يوم من الأيّام…

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من بورقيبة… إلى بوتفليقة من بورقيبة… إلى بوتفليقة



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"

GMT 09:50 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

بوسعيد يعترف بارتفاع نسبة البطالة في المغرب

GMT 05:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

سلمى الصمدي تؤكد احترافها عالميًا في تصميم القبعات

GMT 15:55 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أفضل العاب فيديو على جهاز بلاى ستيشن 4 بمناسبة الكريسماس

GMT 14:40 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

جيب تطلق نظاماً بموقعها لتتيح لك بناء رانجلر 2018 الخاصة بك

GMT 06:00 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

10 جيوش أفريقية تنهي تدريباً كبيرًا في السودان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria