المهمة المستحيلة في بريطانيا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

المهمة المستحيلة في بريطانيا

المهمة المستحيلة في بريطانيا

 الجزائر اليوم -

المهمة المستحيلة في بريطانيا

بقلم : خيرالله خيرالله

لم تكشف استقالة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي غياب القيادة السياسية عن بريطانيا فحسب، كشفت أيضا أزمة أوروبا في شكل عام. تحاول بريطانيا الهروب من أزمة أوروبا لتجد نفسها في أزمة أكثر عمقا وأكثر سوءا كانت في غنى عنها. ما تعاني منه بريطانيا، على وجه الخصوص، يتمثّل في غياب الشخصية التي يمكن أن توصف بأنّها قادرة على ممارسة دور ذي علاقة بالزعامة الحقيقية. شخصية تقود الشارع، مثل مارغريت تاتشر، التي حطّمت النقابات العمالية ونفوذها، ولا تنقاد له.

أصبحت تيريزا ماي رئيسة للوزراء بعد استقالة ديفيد كاميرون في العام 2016 إثر استفتاء على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. أي إنها كانت رئيسة للوزراء بالصدفة تولّت مهمّة مستحيلة. كان على ماي معالجة موضوع في غاية التعقيد، موضوع ولد من جهل أكثرية البريطانيين لمعنى بقاء بلدهم في الاتحاد الأوروبي والنتائج المترتبة على هذا الخروج-الكارثة الذي يسمّى “بريكسيت”.

هناك مسؤوليات كبيرة يتحمّلها كاميرون الذي لم يحسن التمهيد للاستفتاء على “بريكسيت” وجعل البريطانيين يفهمون أن الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي انضمّت إليه بريطانيا في العام 1973 هو كمن يطلق النار على قدمه. في النهاية انتصر مؤيدو الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء. كان الفارق ضئيلا. انتصر في الواقع الجهلة على الذين يمتلكون حدّا أدنى من المنطق. ما حصل أقرب إلى مأساة من أي شيء آخر. لا يشبه استفتاء “بريكسيت” سوى انتصار رأي أحد عشر غبيا على رأي عشرة عقلاء. لا يمكن اعتبار ذلك سوى كارثة ذات طابع مأساوي تسببت بها الديمقراطية.

لم يمتلك ديفيد كاميرون، الذي كان يعتقد أن نتيجة الاستفتاء مضمونة لمصلحة البقاء في الاتحاد الأوروبي، الحدس السياسي الذي كانت تحتاجه مرحلة التحضير للاستفتاء قبل ثلاث سنوات من الآن. استخف بسياسيين شعبويين، لا يعرفون شيئا عما يدور في العالم بل يحسنون إثارة الغرائز، مثل بوريس جونسون أو نايجل فرّاج.

لعب هؤلاء السياسيون ورقة الهجرة من دول أوروبا الشرقية التي انضمّت حديثا إلى الاتحاد الأوروبي. لم يسأل أي من هؤلاء السياسيين الانتهازيين عن الدور الذي لعبته بريطانيا في توسيع الاتحاد الأوروبي كي تجد طريقة للحد من النفوذ الألماني-الفرنسي فيه. لم يسأل أي من هؤلاء لماذا يصعب الاستغناء عن البولونيين أو الرومان أو غير ذلك من الأوروبيين عندما يتعلّق الأمر بخدمات الفنادق أو المطاعم أو أعمال البناء.

كلّ ما في الأمر أن بريطانيين ينتمون إلى أصول متواضعة، بعضهم كان مستفيدا من مساعدات الاتحاد الأوروبي، صدّقوا إشاعات تقول إن الأوروبيين سيجتاحون بلدهم وسيأخذون وظائفهم، علما أنّ أيا من هؤلاء البريطانيين يرفض مثل هذا النوع من الوظائف التي يقبل عليها آخرون. ماذا سيحدث إذا غادر البولونيون وغيرهم بريطانيا إلى غير رجعة؟ من سيحل مكانهم في قطاعات مختلفة؟

كان يمكن التعويض على المنطق الذي جعل حكومة ديفيد كاميرون تلجأ إلى الاستفتاء عن طريق زعامة قويّة تشرح للبريطانيين أن خطأ جسيما حصل وأن لا بدّ من إصلاحه. كانت تيريزا ماي كلّ شيء باستثناء الزعيم القادر على وضع شعبه أمام مواجهة الواقع وجعله يواجه الحقيقة بدل الهرب منها.

يندرج تصرّف تيريزا ماي في سياق أحداث توالت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ساهمت هذه الأحداث في جعل بريطانيا تدرك حجمها الحقيقي في عالم تغيّر كلّيا. كانت حرب السويس في العام 1956 المنعطف. اضطرت الإدارة الأميركية، وقتذاك، إلى تذكير بريطانيا العظمى بأنّها لم تعد عظمى.

لو كانت عظمى بالفعل لما اضطرت إلى الانسحاب من الهند جوهرة التاج البريطاني، ولو كانت عظمى، لما اضطرت إلى وقف الحرب التي شنتها مع فرنسا وإسرائيل بعد تأميم جمال عبدالناصر لقناة السويس. وقتذاك، اتصل جون فوستر دالس وزير الخارجية الأميركي بأنطوني إيدن رئيس الوزراء البريطاني وطلب منه وقف حملة السويس. كلّ ما في الأمر، أنّ الرئيس دوايت ايزنهاور كان غاضبا من شن عدوان ثلاثي على مصر من وراء ظهر الولايات المتحدة التي حالت دون سقوط أوروبا تحت سيطرة هتلر في الحرب العالمية الثانية.

انصاع إيدن وانصاعت فرنسا وانصاعت إسرائيل وظنّ جمال عبدالناصر أنّه حقّق انتصارا على بريطانيا وفرنسا وإسرائيل مجتمعة!

منذ حملة السويس ونتائجها، بدأت بريطانيا تعي معنى أن تتحوّل إلى دولة عادية، وصولا إلى الاعتراف بأنّ لا غنى لها عن أوروبا التي وافقت أخيرا على انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. استعادت بريطانيا حيويتها، اقتصاديا، على الرغم من انسحابها من شرق قناة السويس، بما في ذلك ميناء عدن الإستراتيجي في العام 1967.

لعبت مارغريت تاتشر دورا محوريا في جعل المملكة المتحدة تستعيد موقعا لها على خريطة العالم استنادا إلى ثلاث ركائز هي الإصلاحات التي نفّذتها على الصعيد الداخلي بدءا بتحرير الاقتصاد والقضاء على سلطة النقابات العمالية. أما الركيزة الثانية، فكانت أوروبا. جذبت بريطانيا شركات أوروبية كبيرة أرادت الاستفادة من تحرير الاقتصاد البريطاني. وكانت الركيزة الثالثة العلاقة المميزة بين واشنطن ولندن.

كانت بريطانيا في كلّ وقت الطفل المدلّل في الاتحاد الأوروبي. مكّن ذلك السوق المالية للندن من أن تصبح بين الأهمّ في العالم. لم تنضم بريطانيا إلى العملة الموحدة (اليورو) وحافظت على تأشيرة خاصة بها بعد رفضها الانضمام إلى معاهدة شنغن. حافظت على مزايا كثيرة خاصة بها… إلى أن ظهرت طبقة جديدة من السياسيين الذين يصنعون مجدا من خلال المزايدات الرخيصة.

بدأت تظهر الآن آثار غياب مارغريت تاتشر. يكفي للتأكد من ذلك المقارنة بين المرأة الحديد وتيريزا ماي التي أمضت ثلاث سنوات رئيسة للوزراء ولم تستطع في يوم من الأيّام الاعتراف بأنّها أمام مهمّة مستحيلة، وأنّ لا خيار آخر أمام بريطانيا سوى تجاوز نتائج الاستفتاء عبر استفتاء آخر تسبقه حملة مدروسة. تستهدف مثل هذه الحملة إفهام البريطانيين بلغة الأرقام أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيجلب على بلدهم الويلات، بما في ذلك احتمال وصول زعيم حزب العمال جيمس كوربن، وهو شخص يساري، إلى موقع رئيس الوزراء…
  
ليست بريطانيا وحدها من يحتاج إلى زعيم سياسي يضع المواطن أمام مسؤولياته بعيدا عن أنصاف الحقائق التي روّج لها داعمو الخروج من الاتحاد الأوروبي. أوروبا كلّها تعاني من المشكلة نفسها. لم يبق من زعيم أوروبي غير المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي لم يعد بعيدا اليوم الذي تعلن فيه تقاعدها. ستظلّ ألمانيا ألمانيا، بسبب قوّة اقتصادها وشركاتها الكبيرة وتوق الألمان إلى العمل ساعات طويلة، على العكس من الفرنسيين الذين لا يفكّرون سوى بالإجازة المدفوعة والتعويضات والخدمات التي تقدّمها الدولة..

ليست بريطانيا وحدها من يحتاج إلى زعيم سياسي يضع المواطن أمام مسؤولياته بعيدا عن أنصاف الحقائق التي روّج لها داعمو الخروج من الاتحاد الأوروبي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهمة المستحيلة في بريطانيا المهمة المستحيلة في بريطانيا



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria