ما كشفته غزوة حزب الله لجامعة لبنانية عريقة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ما كشفته غزوة "حزب الله" لجامعة لبنانية عريقة...

ما كشفته غزوة "حزب الله" لجامعة لبنانية عريقة...

 الجزائر اليوم -

ما كشفته غزوة حزب الله لجامعة لبنانية عريقة

خيرالله خيرالله

ترمز الجامعة اليسوعية في بيروت، بين ما ترمز اليه، الى انّها مكان يلتقي فيه لبنانيون من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق والفئات الاجتماعية بهدف تحصيل العلم. تكمن أهميّتها في التنوّع وفي انّها مكان يتعرّف فيه الشاب اللبناني على الآخر ويتناقش معه في قضايا سياسية وغير سياسية في ظلّ حدّ ادنى من أجواء الحريّة. لعلّ ابشع ما في غزوة "حزب الله" للجامعة اليسوعية في بيروت، شعور الحزب المذهبي، أوّلا،  بأنّه بات قادرا على فرض هيمنته وطريقة تفكيره وسلوكه، أي منطق السلاح، على أي منطقة لبنانية. يحاول أن يفرض ذلك بغض النظر عن رأي أهل هذه المنطقة أو تلك بسلوكه وعقيدته. انه باختصار نقيض الانفتاح الذي ترمز اليه الجامعة اليسوعية والآباء اليسوعيون المؤسسون لها... كان الحزب، الى مرحلة قريبة دولة داخل الدولة اللبنانية. صار يعتبر نفسه الآن دولة فوق الدولة اللبنانية. ما كشفته الغزوة التي تعرّضت لها الجامعة العريقة الواقعة في منطقة ذات اكثرية مسيحية، لا تبعد كثيرا عن وسط بيروت، أن الميليشيا المذهبية التابعة لايران المسمّاة "حزب الله" حققت اختراقات في غاية الاهمية في كلّ بيروت. كان يمكن اعتبار هذه الاختراقات أمرا ايجابيا لو جاءت بشكل طبيعي وعبرّت عن مزيد من العيش المشترك والتفاعلبين اللبنانيين وتعميق له. المؤسف أن هذه الاختراقات جاءت لتؤكّد أن ايران، عن طريق الحزب، أقامت رؤوس جسور ذات طابع عسكري في كلّ بيروت. يريد الحزب ابلاغ اللبنانيين، عبر غزوة الجامعة اليسوعية، أنّ بيروت مدينة ايرانية على المتوسّط وأنها ليست أكثر من رهينة، وما على اللبنانيين سوى القبول بهذا الواقع الذي لم تنبس تجاهه ببنت شفة  حكومةعلى رأسها نائب سنّي من طرابلس. مرّة اخرى يمتحن "حزب الله" قدرة اللبنانيين على المقاومة. جاء تطويقة للجامعة اليسوعية التي تضمّ مبانيها في تلك المنطقة كلّيات عدة، بينها كلية الحقوق وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكلّية ادارة الاعمال، بمثابة تأكيد للرغبة في ابلاغ المسيحيين، بعد السنّة والدروز، أن لا خيارات كثيرة أمامهم. هناك خيار وحيد اسمه الرضوخ لمشيئة حزب مذهبي يسعى الى تغيير طبيعة النظام اللبناني وحتى طبيعة المجتمع في الوطن الصغير بعد نجاحه في تغيير طبيعة المجتمع الشيعي،  بأكثريته طبعا. فهناك شيعة ما زالوا يرفضون الرضوخ للحزب ويسمّون الاشياء بأسمائها. هؤلاء يضعون الولاء للوطن فوق كلّ ولاء ويعرفون أن لبنان مجموعة أقلّيات وأن كلّ أقلية من هذه الاقليات مسؤولة عن العيش المشترك والمحافظة عليه بدل الاستقواء بالخارج...حتى باتفاق توصّلت اليه ايران مع "الشيطان الاكبر" في شأن برنامجها النووي! ما ارتكبه "حزب الله" من منطلق مذهبي متكلا على اداته المسيحية المتمثلة في تيار النائب ميشال عون، ليس مجرّد اعتداء على جامعة القدّيس يوسف التي تأسست في العام 1875. ما ارتكبه يشكّل ضربة في الصميم الى لبنان. لا يمكن مقارنة هذه الضربة الاّ بغزوة بيروت والجبل في السابع والثامن والتاسع من أيّار- مايو 2008 ثم بالتهديدات الموجهة الى المواطنين العرب كي يقطعوا أيّ علاقة لهمبلبنان واللبنانيين. تمثّل جامعة القديس يوسف التي لديها فروع في أماكن أخرى من لبنان صرحا من صروح العلم في الشرق الاوسط. منها تخرّج كبار رجال القانون ورجال السياسة في البلد. هؤلاء ينتمون الى كلّ الطوائف والمذاهب. لم تميّز الجامعة يوما بين طالب وآخر. الموضوع لا يتعلّق بالرئيس الشهيد بشير الجميّل، خريج كلّية الحقوق في الجامعة، الذي يسعى موتورون الى الاساءة الى صورته والذي اغتيل في العام 1982 لاسباب لا تخفى على أحد. أبرز هذه الاسباب رفضه، بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، الاذعان للاسرائيلي والسوري في الوقت ذاته. لم يسع بشير الجميّل طوال السنوات التي أمضاها في الجامعة الى فرض آرائه على أحد بأي شكل من الاشكال أو وسيلة من الوسائل...باستثناء الحوار. كانت الجامعة اليسوعية، عبر تاريخها، على غرار الجامعة الاميركية، التي تأسست في العام 1866، والجامعات الأخرى في لبنان، مكانا للتنافس السياسي البحت في جوّ راق الى حدّ كبير. لم يرتد هذا التنافس يوما طابعا مذهبيا وطائفيا، بين مسلم ومسيحي، حتى عندما كان هناك خلاف بين اللبنانيين في شأن المقاومة والوجود الفلسطيني المسلّح. كان الخلاف بين يمين ويسار عموما. كان هناك، للاسف، مسيحيون ومسلمون مع المقاومة الفلسطينية مثلا. وكان هناك مسيحيون ومسلمون ضدّها. لم يعطّل ذلك الدروس في الجامعة التي لم تشهد الاّ نادرا صدامات بين طلابها. كانت هذه الصدامات بين أحزاب مسيحية، لأسباب تافهة في معظم الاحيان، وبقيت في اطار حدود معيّنة. تكمن  خطورةما نشهده حاليا أن المطلوب لا يقتصر على جعل الجامعة اليسوعية تشبه كلّ شيء باستثناء الجامعة اليسوعية. المطلوب تحويل الجامعات الى قواعد عسكرية لـ"حزب الله"، أي لايرانوضرب الاسس التي قام عليها لبنان لمصلحة مشروع ذي طابع مذهبي يشبه الى حدّ كبير ما حصل في العراق بعد الاحتلال الاميركي للبلد. انّه احتلال لم يفد سوى ايران وميليشياتها المذهبية المسلحة التي غزت بغداد والبصرة ومدنا أخرى وضربت الاسس المتقدّمة التي عرفت بها جامعات البلد. هل ينجح هذا المشروع؟ لو كان قابلا للنجاح في لبنان لكان اللبنانيون بقوا في بيوتهم بعد تظاهرة الثامن آذار - مارس 2005 بعد التهديدات التي وجهها اليهم وقتذاك الامين العام لـ"حزب الله". لوكان قابلا للنجاح، لما خرج الجيش السوري من لبنان. كذلك، لو كان هذا المشروع قابلا للنجاح لكان لبنان كلّه وقف مع حلف الاقلّيات في المنطقة الذي يروّج له الحزب ومن خلفه ايران. يبدو أن على "حزب الله" اخذ دروس في تاريخ لبنان وتاريخ الجامعات فيه، تاريخ  كلّ جامعاته التي يسعى الى السيطرة عليها الواحدة تلو الاخرى مستخدما اسلوب الاقناع بواسطة السلاح. أي أنّه يمارس كلّ ما يفترض بالطالب الجامعي الابتعاد عنه في حال كان على هذا الطالب أن يكون في مستوى الشهادة التي قد يحصل عليها يوما!  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما كشفته غزوة حزب الله لجامعة لبنانية عريقة ما كشفته غزوة حزب الله لجامعة لبنانية عريقة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria