لماذا لا تجوز الشماتة بمصر
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لماذا لا تجوز الشماتة بمصر

لماذا لا تجوز الشماتة بمصر

 الجزائر اليوم -

لماذا لا تجوز الشماتة بمصر

بقلم :خير الله خير الله

من المضحك أن يُوجد في العالم العربي من ينتقد الزيارة الأخيرة التي قام بها لإسرائيل وزير الخارجية المصري سامح شكري. قبل كل شيء، هناك علاقة دبلوماسية بين البلدين، وهناك سفارة مصرية في تل أبيب وسفارة إسرائيلية في القاهرة وذلك منذ العام 1979، أي منذ سبعة وثلاثين عاما.

كان طبيعيا أن تأتي الزيارة بعد جولة أفريقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي أراد استغلال حالة الفراغ في القارة السمراء. استغل الفراغ ليقوم بجولة فيها بين الثاني والسابع من الشهر الجاري. كان التركيز في الجولة التي شملت بعض دول حوض النيل، مثل أوغندا وإثيوبيا وكينيا وجنوب السودان، على استعادة إسرائيل لدورها في هذه الدول.

ما كان ملفتا في الجولة هو اصطحاب رئيس الوزراء الإسرائيلي خمسين رجل أعمال إسرائيليا يمثلون خمسين شركة كبيرة لتأكيد أن بلاده جدّية في دخول السوق الأفريقية من بوابة الدول التي زارها. أليس من حق مصر معرفة ما هي نتائج جولة نتانياهو في دول تقع في معظمها على حوض النيل؟ أليس النيل شريان الحياة بالنسبة إلى مصر؟

استهل رئيس الوزراء الإسرائيلي الجولة بمطار انتيبي حيث استقبله الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني. كان استقبال نتانياهو في انتيبي، وهو المطار الرئيسي في أوغندا، في ذكرى مرور أربعين عاما على العملية التي نفذتها قوات خاصة إسرائيلية أنقذت ركاب طائرة “آر فرانس” اختطفتها مجموعة من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” (جناح وديع حداد) بمشاركة اثنين من منظمة “بادر ماينهوف” الألمانية. كان على الطائرة عدد كبير من الإسرائيليين الذين احتجزتهم “الجبهة الشعبية” في انتيبي بالتواطؤ مع الرئيس الأوغندي وقتذاك عيدي أمين الذي ليس معروفا الدور الذي لعبه في مساعدة الإسرائيليين… أو في التصدي لهم. لكن الأكيد أن القوات الإسرائيلية التي نفّذت العملية دمرت إحدى عشرة طائرة “ميغ” كانت جاثمة في انتيبي، وهي تشكل ربع سلاح الجو الأوغندي وقتذاك. في المقابل، قتل جندي أوغندي قائد القوة الإسرائيلية، يوناتان نتانياهو، الشقيق الأكبر لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

استطاعت القوات الخاصة الإسرائيلية التي جاءت في ثلاث طائرات نقل عسكرية (سي. 130) حطت في نيروبي للتزود بالوقود، كما توقفت فيها في طريق العودة إلى إسرائيل، إطلاق الرهائن من ركاب الطائرة الفرنسية. كذلك، قتل الإسرائيليون خاطفي الطائرة وعددهم أربعة، إضافة إلى ثلاثة من أربعة فلسطينيين انضموا إليهم في انتيبي. يشير ذلك إلى تواطؤ بعض الذين كانوا محيطين بعيدي أمين مع الخاطفين… هذا إذا لم يكن عيدي أمين، بنفسه، هو المتواطئ.

من المفيد العودة إلى ما جرى في مطار انتيبي قبل أربعين عاما للتأكد من عمق التغييرات التي شهدها الشرق الأوسط من جهة، ومدى تراجع القضية الفلسطينية من جهة أخرى. وهذا ما يبدو أن مصر أخذت علما به. صار في الإمكان القول أن مصر تتصرف انطلاقا من الواقع، وليس استنادا إلى أوهام جعلتها تخسر حرب العام 1967.

المفارقة، أنّ هناك جهات سعت إلى استغلال جولة نتانياهو للشماتة بمصر، والقول أنّها لم تحرّك ساكنا. كان ردّ مصر بإرسال وزير خارجيتها إلى إسرائيل في زيارة هي الأولى من نوعها منذ العام 2007. الواضح أن الهدف من الزيارة إنقاذ ما يمكن إنقاذه فلسطينيا في وقت توجد في إسرائيل حكومة لا تؤمن سوى بالاحتلال. كذلك، ترتبط هذه الزيارة بالجولة الأفريقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي. أين المشكلة في حال وجدت مصر أن مصلحتها معرفة ما أسفرت عنه هذه الجولة؟

في الواقع، كان تصرّف مصر أكثر من طبيعي، خصوصا أنّها منهمكة في ترتيب أوضاعها الداخلية، فضلا عن أن ليس ما يشير إلى أن إسرائيل، التي تربطها بها معاهدة سلام، تسعى حاليا إلى عقد صفقات على حسابها مع دول حوض النيل. مصر تعمل بما يخدم مصالحها، فيما إسرائيل تسعى إلى تحقيق اختراقات في أفريقيا في غياب أي نوع من الدبلوماسية الفلسطينية أو العربية في هذه الأيّام.

ليس معروفا هل يمكن لوم السلطة الوطنية الفلسطينية في هذا المجال أم لا. الأمر الثابت أن الأيّام التي كان فيها الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، ياسر عرفات، يسرح ويمرح في أفريقيا ويقيم تحالفات مع دول مهمّة في القارة السمراء، ولّت إلى غير رجعة. لماذا لا تتولّى إيران مهمّة ملء الفراغ الفلسطيني والعربي في أفريقيا ما دامت أخذت على عاتقها المتاجرة بالقضية الفلسطينية والفلسطينيين وقرّرت إحياء “يوم القدس”. هل بالكلام وحده والتظاهرات والاستعراضات في بيروت وبغداد وطهران وإثارة الغرائز المذهبية، في هذا البلد الأفريقي أو ذاك، تعود القدس إلى الفلسطينيين، وتعود قضية فلسطين إلى الواجهة؟

لن تنطلي على مصر مزايدات المزايدين من الذين يريدون إحراجها بسبب العلاقة الحميمة القائمة بين إسرائيل وأوغندا وإثيوبيا وكينيا وجنوب السودان الذي أصبح دولة مستقلة عاصمتها جوبا، علما أنّ جنوب السودان في وضع لا يحسد عليه.

كلّ ما يمكن قوله هذه الأيّام أن ثمّة حاجة إلى التعاطي مع واقع جديد في المنطقة بعيدا عن الشعارات والأوهام والأحلام. لا يمكن مواجهة إسرائيل في أفريقيا على الرغم من كلّ الظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من أنّها تمارس إرهاب الدولة.

هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها. تتمثّل هذه الحقيقة في أنّ أفريقيا نسيت القضية الفلسطينية ونسيت فلسطين. دولة مثل إثيوبيا في حرب مستمرة مع إريتريا التي كانت في الماضي جزءا منها… ودولة مثل كينيا مهتمة، قبل كل شيء، بأمنها الوطني في ظل الهجمات الإرهابية التي تتعرّض لها بين حين وآخر من عصابات إرهابية تتسلل من الصومال.

أما مصر، فهي في مرحلة عليها أن تتساءل فيها ما انعكاسات التقارب التركي – الإسرائيلي على الوضع في قطاع غزّة؟ هل يمكن أن تتخلى “حماس” عن نهجها القائم على توفير حاضنة للإرهاب والإرهابيين الذين يتحرّكون في سيناء، وهدفهم الأمن المصري من منطلق الانتماء الحمساوي لحركة الإخوان المسلمين؟

تغيّرت المنطقة وتغيّرت هموم أهلها. يخطئ كلّ من يفكر وفق نهج قديم من نوع أن وزير الخارجية المصري جاء إلى إسرائيل للتعبير عن استياء مصر من الجولة الأفريقية لنتانياهو. من يفكّر بهذه الطريقة، إنّما يعيش خارج التاريخ وخارج الجغرافيا لا أكثر. من يفكّر بهذه الطريقة، إنما يعيش في الماضي، وذلك في الوقت الذي ليس لدى الشامتين بمصر أي حلول بديلة يمكن أن تؤدي إلى مواجهة السياسة الإرهابية التي تمارسها إسرائيل في حق الفلسطينيين… أو التعاطي مع الوضع الشاذ القائم في غزة منذ العام 2007. هذا الوضع الذي يشكل خطرا على الأمن المصري والذي لا يبدو أن إسرائيل بعيدة عنه كثيرا.

هل ما يبرر الشماتة بمصر في ظل المعطيات القائمة، أم تفرض الضرورة تفهم وضعها ومساعدتها في تجاوزه؟

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا تجوز الشماتة بمصر لماذا لا تجوز الشماتة بمصر



GMT 15:37 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

الأردن... من مخاض الولادة الى المئوية الثانية

GMT 23:02 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الخيار الذي رفضته ايران

GMT 17:57 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

الانتخابات السورية لن تكافئ بشّار

GMT 19:07 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

لبنان في غياب مرجعية... باستثناء "حزب الله"

GMT 14:56 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria