السعودية في مواجهة تحديات ما بعد النفط
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

السعودية في مواجهة تحديات ما بعد النفط

السعودية في مواجهة تحديات ما بعد النفط

 الجزائر اليوم -

السعودية في مواجهة تحديات ما بعد النفط

بقلم :خير الله خير الله

تؤكد المملكة العربية السعودية مرّة أخرى القدرة على التكيّف من منطلق أنّها دولة راسخة وقديمة. لعلّ أهمّ ما في “رؤية المملكة العربية السعودية 2030” التي أقرّها مجلس الوزراء في المملكة في جلسة برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، هو ربط المملكة بالمستقبل من دون طلاق مع الماضي. هناك للمرّة الأولى، ربّما، كلام من داخل المملكة يعتمد لغة الأرقام والتحليل العلمي للوضع السعودي وكيفية تطويره.

يصدر هذا الكلام عن الأمير محمد بن سلمان، وليّ وليّ العهد، الذي يتحدّث عن وضع المملكة بكلّ شفافية ومن دون عقد. حدّد مكامن الضعف ونقاط القوّة، وما يمكن عمله من أجل تحقيق الأهداف المنشودة الواردة في “الرؤية”.

لا شكّ أن المقابلة التي أجراها الأمير محمد بن سلمان مع الزميل تركي الدخيل وبثّتها قناة “العربية” كانت أيضا نقلة نوعية في حدّ ذاتها، إذ كشفت مدى تقدّم الإعلام في المملكة أوّلا، وقدرة زميل سعودي على الارتقاء بالحوار إلى مستوى أيّ محطة عالمية أميركية أو أوروبية جديرة بالاحترام.

قدّم “الرؤية”، التي وافق عليها مجلس الوزراء، مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه الأمير محمّد بن سلمان نفسه. الملفت أنّها لم تتجاهل أي نقطة ارتكاز يمكن للمملكة الاستناد إليها للتوجه نحو المستقبل. كان هناك تركيز خاص على الإنسان السعودي وعلى أن المملكة لم تتأسّس عندما كانت لديها ثروة نفطية. المملكة تأسست وتوحّدت قبل اكتشاف النفط، وهي باقية بعد النفط. لذلك جاء في “الرؤية” أن “ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت هي شعب طموح معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها”.

اندرج كلّ ما ورد في “الرؤية” في إطار عام يشكّل مكامن القوّة السعودية. هناك “الحَرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأوّل، كما أن بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة وسنسعى إلى أن تكون محرّكا لاقتصادنا وموردا إضافيا لبلادنا، وهذا هو عامل نجاحنا الثاني. ولوطننا موقع جغرافي استراتيجي، فالمملكة العربية السعودية هي أهمّ بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمّية. وهذا هو عامل نجاحنا الثالث”.

من كلّ ما ورد في “الرؤية” والحوار مع الأمير محمّد بن سلمان، يمكن استخلاص أن هناك مملكة عربية سعودية لديها قيادة شابة تدرك، برعاية الملك سلمان وتوجيهاته، أن لا مكان في هذا العالم سوى للأقوياء. لذلك لا يجد وليّ وليّ العهد السعودي عيبا في الحديث عن البيروقراطية وكيفية التخلّص من تعقيداتها، وعن مشكلة استفادة الأغنياء من الدعم الحكومي المتوفر سواء في المياه أو الكهرباء أو المشتقات. يقول محمد بن سلمان صراحة عن الإصلاحات المرتبطة بالدعم “والله أنا سأطبّقها على نفسي، والذي لا يرضى يصطدم مع الشارع” مضيفا “هذا ليس وعدا. هذا ما يجب أن يكون”. يعترف بأن “نسبة سبعين في المئة من الدعم يستفيد منها الأثرياء” هل هذا يجوز؟

لم تترك “الرؤية” بابا إلّا وطرقته. من تخصيص جزء صغير من “آرامكو” بهدف تكبير حجم الاقتصاد السعودي مرّات عدة وتحقيق تحوّل في دخل المملكة “فبدل أن يكون الدخل من النفط، سيكون من الاستثمار”. أشار إلى أهمّية الجسر بين المملكة ومصر… إلى التسلح ووضع وزارة الدفاع أيضا. يتساءل وليّ وليّ العهد، الذي هو أيضا وزير الدفاع، “هل يعقل أنّه في عام 2014، كانت السعودية رابع أكبر دولة في العالم تنفق عسكريا، وأصبحت في 2015 ثالث أكبر دولة تنفق عسكريا، وليس لدينا صناعة داخل السعودية؟ نعم نحن ننفق أكثر من بريطانيا وأكثر من فرنسا وليست لدينا صناعة (عسكرية)”. يضيف ” نعم لدينا مشكلة في الإنفاق العسكري. من غير المعقول أننا ثالث أو رابع أكبر دولة في العالم تنفق في المجال العسكري، فيما لا يزال تقويم جيشها في (درجة) العشرينات. ثمّة خلل” وثمّة “مشكلة”.

نعم، هذا تصريح من وزير الدفاع السعودي يعترف بأن “هناك هدرا عاليا جدا في الإنفاق”. يشكو من الفخامة في إحدى القواعد الجوية التي يرى فيها فندقا ذا خمس نجوم، ويقارن بين هذه القاعدة وقاعدة أميركية تخلو من كلّ ما له علاقة بالمظاهر. هذا كلام جديد من نوعه يضع الفعالية فوق أيّ شيء آخر.

ثمة نقاط كثيرة يمكن التوقف عندها من أجل تأكيد التغيير العميق الذي طرأ على طريقة التفكير في المملكة العربية السعودية. يقول محمّد بن سلمان “الكثير يربط تاريخ الجزيرة العربية بتاريخ قصير جدّا. هؤلاء تاريخهم 1400 سنة فقط، مرتبط بالتاريخ الإسلامي. لا شك أن التاريخ الإسلامي هو أهمّ مرتكز ومنطلق لنا، لكن عندنا عمقا تاريخيا ضخما جدّا يتقاطع مع الكثير من الحضارات. التاريخ العربي هو عبارة عن آلاف السنين، هو تاريخ الكلمة، وتاريخ المبادئ، وتاريخ القيم، ولا يضاهيه أي تاريخ أو حضارة في العالم. أفضل حضارة وقيم ومبادئ هي الحضارة العربية التي عمرها آلاف السنين”.

ما يبعث على الأمل أن هناك مسؤولا سعوديا يتحدث عن “خلل” و”مشكلة” و”هدر” و”إدمان على النفط”، وعن “الشفافية” و”خليط الحضارات الموجود في المملكة العربية السعودية” وعن ضرورة الاهتمام بالثقافة. يقول بشكل مباشر، لم يتعوّد عليه السعوديون، أن ليس كلّ شيء على ما يرام وأن لا بدّ من الإصلاح الجذري. هناك، بكلّ بساطة، مسؤول سعودي يتحدّث عن “الشارع”، أي أن همّه الأوّل هو المواطن السعودي العادي، متوسط الدخل وما دون ذلك. هذا جديد بالفعل، بل ثورة.

كان يمكنه القول إنّ العلاج يمكن أن يكون بالمسكّنات أو أن يكتفي بالكلام الجميل. الواقع أن “الرؤية” وما قاله محمّد بن سلمان ليسا مجرّد كلام بكلام. هناك ترجمة على أرض الواقع. كانت “عاصفة الحزم” في اليمن دليلا ساطعا على ضرورة التعاطي مع “الرؤية” ومع كلام محمّد بن سلمان تعاطيا جدّيا. فالمملكة تغيّرت بالفعل وليس بالكلام، بما في ذلك الكلام عن حقوق المرأة ودورها في المجتمع ودور الأسرة والبرامج التربوية المطلوب تطويرها وأهميّة السياحة والانفتاح على العالم وممارسة الرياضة وإطالة معدل أعمار السعوديين… والمتحف الإسلامي المنوي إقامته وكثير من غير ذلك، مثل “البطاقة الخضراء” للمقيمين في المملكة، وصولا إلى الاستفادة من الثروات التي في الأرض، من الذهب إلى اليورانيوم.

يقول كلّ ذلك وعينه على المستقبل وتحدياته المتمثلة في مرحلة ما بعد النفط. هذا النفط سينتهي يوما رغم أن المخزون السعودي لا مثيل له في العالم. لذلك لا مفرّ من مواجهة هذه التحديات التي جعلت محمّد بن سلمان يقول “أعتقد أنّه في السنة 2020، يعني لو النفط توقّف، نستطيع أن نعيش. نحتاجه، نحتاجه، لكن أعتقد في السنة 2020، نستطيع أن نعيش من دون نفط”.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية في مواجهة تحديات ما بعد النفط السعودية في مواجهة تحديات ما بعد النفط



GMT 15:37 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

الأردن... من مخاض الولادة الى المئوية الثانية

GMT 23:02 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الخيار الذي رفضته ايران

GMT 17:57 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

الانتخابات السورية لن تكافئ بشّار

GMT 19:07 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

لبنان في غياب مرجعية... باستثناء "حزب الله"

GMT 14:56 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria