بيروت تكرم نفسها عبر ريمون إده
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بيروت تكرم نفسها... عبر ريمون إده

بيروت تكرم نفسها... عبر ريمون إده

 الجزائر اليوم -

بيروت تكرم نفسها عبر ريمون إده

خيرالله خيرالله

أن يكون في بيروت شارع يحمل اسم ريمون إده، تكريم لبيروت. ريمون إده يكرم بيروت التي أعاد رفيق الحريري بناءها، كما أعاد الحياة إليها.

في تاريخ لبنان الحديث، هناك رجال مختلفون. أهمّ ما يختلف فيه هؤلاء هو بعد النظر من جهة، ورفض ثقافة السلاح من جهة أخرى. هؤلاء الرجال عملة نادرة، لا لشيء سوى لأنّهم كانوا أكبر من المنصب، حتى لو كان هذا المنصب رئاسة الجمهورية.

كان ريمون إده الذي توفي في العام 2000 لاجئا في باريس أحد هؤلاء الرجال، وقد استفاقت بلدية بيروت أخيرا على ضرورة تسمية أحد شوارع العاصمة باسمه.

في الواقع، لا يحتاج ريمون إده إلى تكريم من المدينة التي كان جزءا من نهضتها. عندما تكرّم بيروت ريمون إده، تكون أعادت الاعتبار لنفسها أوّلا. تكون بيروت كرّمت نفسها، وتكون أفاقت متأخّرة على إصلاح خطأ تاريخي بعد مضي خمسة عشر عاما على وفاة الرجل الذي رفض الاحتكام إلى السلاح في أي وقت من الأوقات، وأراد تجنيب اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا، المصير الذي يعانون منه الآن.

قليلون هم الذين امتلكوا نظافة كفّ ريمون إده وزهده بالمناصب، وقدرته على النظر إلى المستقبل واستشفافه.

بين ما كان عليه ريمون إده وبين ما هم عليه سياسيو لبنان هذه الأيام، فارق كبير. رفض ريمون إده، مرّات عدّة، أن يكون رئيسا للجمهورية وتمسّك بمبادئه، في حين يزحف ميشال عون هذه الأيّام، من أجل الوصول إلى قصر بعبدا، راضيا أن يكون أداة لدى الأدوات الإيرانية في لبنان. حيال هذا المشهد يدرك المواطن العادي تلك الهوة بين نوعين من الرجال. الرجال الرجال، والرجال المستعدون لكلّ شيء من أجل المنصب وغير المنصب وما دون المنصب.

لم يحد ريمون إده يوما عن مبادئه. لا شكّ أنّه ارتكب خطأ كبيرا في حياته السياسية عندما بالغ في عدائه للرئيس فؤاد شهاب الذي كان مفترضا أن يكون إلى جانبه، رافضا، عن حقّ، ثقافة العسكر وتصرفّاتهم. لكنّ ريمون إده يظل سياسيا لبنانيا من نوع آخر ومن عيار مختلف. لا لشيء، سوى لأنّه كان يرفض أيّ نوع من التنازلات عندما يتعلّق الأمر بالمبادئ والصدق مع النفس.

ينتمي ريمون إده إلى مجموعة صغيرة من السياسيين استشفت، باكرا، أنّ لبنان مقبل على كوارث، وأنّ في الإمكان تجنّبها في حال توافرت الشجاعة في مجال اتخاذ القرارات الكبيرة بدل الانحناء من أجل المناصب. فريمون إدّه كان فوق المناصب، بما في ذلك رئاسة الجمهورية التي كان يمكن أن يشرّفها، في حين أن الأكثرية الساحقة من السياسيين الموارنة يركضون وراء هذا المنصب، بل يلهثون من أجل الوصول إليه.

يمكن أن نضع جانبا كلّ ما له علاقة بالسيرة السياسية لريمون إده، بما في ذلك العداء الأعمى للمدرسة الشهابية، وهو عداء كلّف لبنان الكثير، خصوصا أنّه أفضى إلى كارثة انتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية في العام 1970. ولكن ما لا يمكن لأي صاحب ضمير تجاهله هو أنّ ريمون إده وقف في العام 1969 بوجه توقيع لبنان اتفاق القاهرة المشؤوم الذي أسّس لوجود السلاح غير الشرعي في لبنان. السلاح الفلسطيني أوّلا الذي عاد بالويلات على لبنان والفلسطينيين وقضيّتهم، وسلاح “حزب الله” الذي جعل لبنان دويلة في دولة “حزب الله” التابع لـ”الإمبراطورية الإيرانية”.

يكفي ريمون إده شرفا أنّه كان السياسي المسيحي الوحيد الذي قال لا لاتفاق القاهرة. قال لا، لأن لبنان كان بالنسبة إليه أهمّ من وصوله إلى رئاسة الجمهورية.

قال صراحة إنّ هذا الاتفاق الذي يجعل جزءا من الأراضي اللبنانية تحت السيادة الفلسطينية سيجلب الكوارث على لبنان واللبنانيين، ولن يخدم القضيّة الفلسطينية. لم يكن ريمون إده معاديا للفلسطينيين وقضيّتهم. على العكس من ذلك، كان معاديا لإسرائيل وأطماعها. كان قبل كلّ شيء وطنيا لبنانيا لا تهمّه المناصب. لذلك، كان فوق السياسة والسياسيين. من هذا المنطلق، عارض أي تسلّح للمسيحيين عام 1975 بغية تفادي الحرب الأهلية. كان يعرف أن موقفه سيكلّفه الكثير على الصعيد الشعبي. لكنّه كان يعرف أن دخول المسيحيين في لعبة السلاح سيخدم مصالح النظام السوري الذي كان هدفه وضع اليد على لبنان عن طريق الاستثمار في المواجهة بين المسيحيين والفلسطينيين، الذين تحوّلوا إلى جيش المسلمين في لبنان، للأسف الشديد.

باستثناء ريمون إده، سقط جميع السياسيين المسيحيين، بمن فيهم كميل شمعون وبيار الجميّل، في لعبة حافظ الأسد. سقط معهم عدد كبير من السياسيين المسلمين. كان في مقدّمة هؤلاء الدرزي كمال جنبلاط الذي لم يدرك إلّا متأخرا أنّه دخل “السجن العربي الكبير”. دفع كمال جنبلاط غاليا ثمن استفاقته المتأخّرة. قتله النظام السوري عندما أدرك أنّه يتّجه إلى مصالحة مع العدوّ اللدود، المنادي باستقلال لبنان وسيادته، الذي اسمه بشير الجميّل.

حاول إده تفادي توقيع اتفاق القاهرة. حاول باكرا، الإتيان بقوّة دولية ترابط في جنوب لبنان. خوّنه كثيرون. كان هؤلاء من الجهلة المنتمين إلى بعض الأحزاب اليسارية أو إلى البعثيْن العراقي والسوري، اللذين تنافسا في المزايدات على لبنان واللبنانيين في سياق عملية صبّت في متاجرة حكام دمشق وبغداد بالورقة الفلسطينية.

لم يرَ ريمون إده يوما سوى مصلحة لبنان. كان من القلائل الذين رفضوا أن يكونوا تحت رحمة الطموح السياسي. كان فوق ذلك. كان صادقا مع نفسه قبل أيّ شيء آخر. كان يحترم نفسه. لم يأت بعده سياسي مسيحي في هذا المستوى، غير نسيب لحود الذي أنصفه الرئيس ميشال سليمان في بداية عهده عندما عيّنه وزيرا.

مرّ على لبنان سياسيون كثيرون. سيمرّ كثيرون. هناك مدرسة تضع مصلحة لبنان فوق أي مصلحة أخرى. قلائل ينتمون إلى هذه المدرسة التي ينتمي إليها الرؤساء رفيق الحريري وصائب سلام وتقيّ الدين الصلح ورينيه معوّض. لم يبق حيّا من أبناء هذه المدرسة سوى الرئيس حسين الحسيني، أطال الله عمره.

أن يكون في بيروت شارع يحمل اسم ريمون إده، تكريم لبيروت. ريمون إده يكرّم بيروت التي أعاد رفيق الحريري بناءها، كما أعاد الحياة إليها. لذلك، لم يكن ريمون إده يوما في الجانب المعادي لرفيق الحريري، على الرغم من أنّ كثيرين كانوا يحرّضونه على ذلك. كان مع “الرفيق” دائما. كان سياسيا من طينة أخرى، جاء تكريم بيروت له تكريما لها لا أكثر ولا أقل. جاء التكريم متأخّرا. ولكن أن يأتي متأخّرا أفضل من ألا يأتي التكريم أبدا.

لن يدرك اللبنانيون للأسف الشديد القيمة الحقيقية لريمون إده يوما، كما لن يدركوا قيمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بطل الاستقلال الثاني الذي لم يكتمل، والذي أسّس له ريمون إده بوقوفه في وجه كلّ من أيّد اتفاق القاهرة قبل أقلّ بقليل من نصف قرن.

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروت تكرم نفسها عبر ريمون إده بيروت تكرم نفسها عبر ريمون إده



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria