ما تحقق ليس انتصارا بعد
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ما تحقق ليس انتصارا بعد...

ما تحقق ليس انتصارا بعد...

 الجزائر اليوم -

ما تحقق ليس انتصارا بعد

خيرالله خيرالله

ما حصل في لبنان يوم الخامس عشر من ايار- مايو 2013، كان حدثا تاريخيا بكلّ معنى الكلمة. كشف الفشل في تمرير ما يسمّى القانون الارثوذكسي، الذي لا علاقة له بالارثوذكس من قريب أو بعيد، أن لبنان ما زال يقاوم. انها المقاومة الحقيقية التي تمارسها ثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت. انها رسالة لبنان الحضاري، رسالة تتصدى للذين يريدون الغاء الرسالة. هناك بكل بساطة مقاومة حقيقية في لبنان مرتبطة أولا وأخيرا بالرغبة في التخلص من كلّ انواع الوصاية، خصوصا من الوصاية الايرانية التي تلت الوصاية السورية- الايرانية، وهي مرحلة انتهت بخروج القوات السورية من لبنان نتيجة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005. ما يقاومه اللبنانيون عبر رفضهم القانون الذي يقسّمهم الى مذاهب وطوائف متباعدة ومتقاتلة، بدل قانون يساعد في التوحيد في ما بينهم، هو الوصاية الجديدة. انها وصاية يسعى "حزب الله" الايراني الى فرضها عليهم عن طريق اداة اسمها النائب المسيحي ميشال عون. أخطر ما في ميشال عون أنه يتصور نفسه موسوليني صغير. يعتقد أن النظر الى المرأة يضخّم من حجمه. لم يدرك يوما أنه مجرد شبه أمّي لا يعرف شيئا في أي موضوع سياسي. كلّ ما يمكن ان يصلح له ميشال عون هو اثارة الغرائز المذهبية من جهة وعمل كلّ شيء من اجل تفريغ لبنان من مسيحييه من جهة أخرى. من يحتاج الى دليل على ذلك، يستطيع العودة الى عدد المسيحيين الذين هجّرهم ميشال عون من لبنان نتيجة حربي "التحرير" و"الالغاء" اللتين خاضهما مع المسلمين اللبنانيين ومع "القوات اللبنانية" التي كانت لا تزال في 1988 و1989 ميليشا من الميليشيات اللبنانية. هجّر ميشال عون في وقت قياسي أكبر عدد من المسيحيين من لبنان. لم يفهم حتى معنى اغلاق ابواب قصر بعبدا أمام الرئيس المتخب رينيه معوّض، الذي اغتاله النظام السوري بسبب وجوده في مكان مكشوف خارج القصر الرئاسي. المفارقة أنّه فتح هذه الابواب أمام القوات السورية في تشرين الاوّل- اكتوبر 1990 عندما اراد حافظ الاسد أن يقبض سلفا ثمن مشاركته في حرب تحرير الكويت الى جانب القوات الاميركية! لا حاجة الى تعداد مآثر ميشال عون وافضاله على اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا. فشبه الامّي لا يمكن أن يستوعب أنه الأمّي الحقيقي نظرا الى أنه لا يريد أن يتعلّم وأنّه يرفض في الوقت نفسه الاعتذار عن أخطائه التي هي بمثابة جرائم أكثر من اي شيء آخر. مؤسف ان يضطر المرء الى ذكر اسم ميشال عون وما شابه ذلك من شخصيات يفترض أن تكون في مزبلة التاريخ لولا الحاجة الايرانية والسورية الى استخدامها لضرب الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة عن طريق ما يسمّى حلف الاقلّيات. يظل ألاهم من ذلك كلّه أن اللبنانيين تصدوا لقانون انتخابي ينتحل صفة ارثوذكسية لا هدف منه سوى تدمير صيغة العيش المشترك. من حسن الحظ أنه وجد بين المسيحيين من يتصدّى لهذا المشروع الذي يستهدف اخراج المسيحيين من المعادلة الوطنية، بحجة استعادة حقوقهم. أين حقوق المسيحيين والمسلمين، بل أين لبنان، في وقت يوجد في البلد حزب مسلّح تأتي أوامره من طهران لا يقيم وزنا للدولة اللبنانية. هذا الحزب يعمل حاليا بشكل منهجي على تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية الواحدة تلو ألاخرى. الدليل على ذلك أنّه يمنع رئيس الوزراء المكلف تمّام سلام من تشكيل حكومة لا تضمّ حزبيين أو مرشحين للانتخابات النيابية. السؤال الحقيقي هل هذا الحزب التابع لايران يستطيع السماح باجراء انتخابات نيابية فيما هو غارق فوق اذنيه في المستنقع السوري وبعدما صار جزءا لا يتجزّأ من الحرب المذهبية الدائرة في البلد الجار المقبل على التفتيت؟ ما كشفته الايّام الاخيرة أن الاعيب ميشال عون، وهي في الواقع الاعيب "حزب الله" الذي يتلاعب به، لم تعد تمرّ على أحد. لم تعد تمرّ خصوصا على المسيحيين الآخرين الذين تصدّوا لثقافة الموت وللعبة التذاكي التي حاول بعض الغلمان، غلمان آخر زمن، ممارستها عن طريق التسلل الى معراب والى بكفيا أو بيت الكتائب المركزي في الصيفي. في النهاية، ليس في الامكان فرض قانون انتخابي يعيد لبنان عشرات السنين، بل مئات السنين الى خلف. الخوف كلّ الخوف الآن على الانتخابات. هناك رغبة واضحة لدى "حزب الله" في الغاء الانتخابات في ضوء انشغاله في الحرب التي تٌشنّ على الشعب السوري والتي انضمّ اليها أخيرا انضماما كاملا. من هذا المنطلق، لا يمكن اعتبار ما حصل يوم الخامس عشر من أيار- مايو 2013 انتصارا. انه خطوة على طريق تحقيق انتصار كبير في مرحلة لاحقة استنادا الى  أنه لا يصحّ الا الصحيح، مهما طال الزمن ومهما تكالب الاعداء على لبنان. يتمثّل هذا الانتصار في اجراء انتخابات نيابة في أسرع وقت وفق قانون عصري يضمن حدا ادنى من التمثيل الصحيح للبنانيين في المجلس النيابي. يفترض في مثل هذه الانتخابات المساهمة في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وليس السعي الى القضاء عليها لمصلحة ميليشيا مذهبية تابعة لدولة خارجية. نعم، ما تحقّق ليس انتصارا بعد... لكنّه دليل على أن اللبنانيين ما زالوا يقاومون وأن المقاومة الحقيقية هي تلك التي تتصدى لثقافة الموت ولمثيري الغرائز الطائفية والمذهبية الذين يخدمون المشروع الاسرائيلي في المنطقة من حيث يعلمون أو لا يعلمون...والارجح أنّهم يعلمون.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تحقق ليس انتصارا بعد ما تحقق ليس انتصارا بعد



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria