نقطة ضعف المسيحيين في ذكرى حرب لبنان
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

نقطة ضعف المسيحيين في ذكرى حرب لبنان

نقطة ضعف المسيحيين في ذكرى حرب لبنان

 الجزائر اليوم -

نقطة ضعف المسيحيين في ذكرى حرب لبنان

بقلم : خير الله خير الله

من يتمعّن في تعليقات المواطنين اللبنانيين العاديين في الذكرى الواحدة والأربعين للثالث عشر من نيسان ـ أبريل 1975، يشكّ في أنّهم تعلموا شيئا من التجارب التي مرّ فيها بلدهم والتي أدّت إلى تغيير طبيعته. تغيّرت طبيعة لبنان إلى درجة صار معزولا عن محيطه العربي وصار وزير خارجيته موظّفا في وزارة الخارجية الإيرانية. لا يعي كثيرون خطورة هذا التطوّر وأبعاده على مستقبل البلد!

لعلّ أكثر ما يفاجئ، في ذكرى بدء حرب لبنان، هو تلك الشعارات التي يرفعها قسم من المسيحيين لتبرير انخراطهم في تلك الحرب التي كان مطلوبا أن يكونوا من بين ضحاياها وصولا إلى ما وصل إليه الوضع المسيحي اليوم. لعلّ أفضل ما يعبّر عن هذا الوضع العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية، هو الرئيس المسيحي الوحيد لدولة في المنطقة الممتدة من أندونيسيا إلى موريتانيا.

المضحك ـ المبكي أن مسيحيين يحتفلون بذكرى بدء الحرب التي دمّرت لبنان وكادت تقضي على النسيج الاجتماعي للبلد بالإعلان عن نجاحهم في التصدي لتوطين الفلسطينيين في البلد. هل كان هذا التوطين مطروحا في يوم من الأيّام.. أم أن المشكلة بدأت بتوقيع لبنان لاتفاق القاهرة المشؤوم في العام 1969 لأنّ رئيس الحكومة (السنّي) رشيد كرامي كان يريد تحرير فلسطين انطلاقا من جنوب لبنان، فاعتكف في منزله. بقي معتكفا حتّى قبل رئيس الجمهورية شارل حلو (الماروني) بالاتفاق. وقّع الاتفاق، الذي يعني التخلي عن السيادة اللبنانية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قائد الجيش إميل بستاني الذي لم يكن لديه طموح سوى الوصول إلى موقع رئيس الجمهورية خلفا لشارل حلو.
    
لم يصل إميل بستاني إلى الرئاسة في 1970، بل وصل سليمان فرنجية الجدّ وذلك في ضوء حسابات انتخابية ضيّقة قامت على التخلّص من إرث فؤاد شهاب الذي كان يمثّله ضباط المكتب الثاني، أي ضباط الاستخبارات في الجيش الذين كانوا ينتمون إلى المدرسة الشهابية التي حاولت بناء دولة مؤسسات حقيقية، لكنّها اصطدمت بعقبات عدّة. كان من بين تلك العقبات تجاوزات المكتب الثاني في بلد تكتّل فيه المسيحيون ضدّه عبر الحلف الثلاثي الذي ضم زعماء المسيحيين (كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون إده).

إذا كان من درس يمكن استخلاصه من تجربة سليمان فرنجية الجدّ الذي اندلعت الحرب اللبنانية في عهده، فإن هذا الدرس يتلخص بحاجة المسيحيين ولبنان إلى رئيس عاقل وليس إلى رئيس قويّ. ماذا ينفع الرئيس القوي إذا لم يكن قادرا على استيعاب التعقيدات الإقليمية. وماذا ينفع الرئيس القوي عندما لا يفهم أن زجّ المسيحيين في حرب مع الفلسطينيين، كما حصل ابتداء من 1975، سيعود بالكوارث والويلات عليهم في غياب شريك مسلم في هذه الحرب؟

الأهمّ من ذلك، ماذا ينفع الرئيس القوي عندما يتبيّن أن المستفيد الأوّل من حرب الميليشيات المسيحية على الفلسطينيين، وهي حرب محقّة من الناحية النظرية في ضوء ما ارتكبه المسلحون الفلسطينيون من جرائم في حقّ اللبنانيين، ستصبّ في مصلحة النظام السوري الذي كان على رأسه حافظ الأسد؟

يتحمّل الفلسطينيون مسؤولية كبيرة عن الحرب اللبنانية التي لا تزال مستمرّة إلى اليوم بعدما خلف السلاح الإيراني السلاح الفلسطيني غير الشرعي في لبنان. يتحمّل الفلسطينيون، بمن في ذلك ياسر عرفات الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني مسؤولية ضخمة. لم يدمّروا لبنان لمصلحة النظام السوري فحسب، بل دمّروا قضيّتهم أيضا، خصوصا عندما شاركوا في تهجير مسيحيين من أرضهم وعندما لعبوا دورا مهمّا في تدمير وسط بيروت.

من يتذكّر كيف أن أحمد جبريل، الأمين العام لـ”الجبهة الشعبيةـ القيادة العامة” وهو تنظيم فلسطيني تابع مباشرة للأجهزة السورية أشرف بنفسه على تدمير فنادق بيروت واحدا واحدا بحجة طرد “الانعزاليين” منها. المؤسف أنّه لم يصدر وقتذاك عن أيّ قيادي فلسطيني ما يدين تصرّفات جبريل متسائلا ما الذي نفعله بلبنان واللبنانيين؟

لو كان في لبنان رئيس عاقل في 1975، لكان فهم أن زجّ المسيحيين في مواجهة مع الفلسطينيين، لم يكن سوى مخطط لحافظ الأسد هدفه وضع اليد على لبنان. لم يكن هناك توطين ولا شيء من هذا القبيل، كان هناك عقل جهنّمي في دمشق يؤمن بالسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية، كما لديه حقد لا حقد بعده على بيروت ولبنان.

هذا العقل الجهنّمي هو العقل نفسه الذي أدخل “الحرس الثوري” الإيراني إلى لبنان في العام 1982 كي يبقى البلد يغلي. هذا العقل هو الذي ألغى كل لبناني يؤمن بلبنان. قتل كمال جنبلاط عندما بدأ الأخير يكتشف أهميّة لبنان بالنسبة إلى طائفة صغيرة مثل الطائفة الدرزية.

وقتل بشير الجميّل، الرئيس المنتخب، عندما اعتبر بشير أن ليس في استطاعته الانصياع لرغبات مناحيم بيغن رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل التشاور مع شريكه المسلم في البلد. قتل المفتي حسن خالد لأنه أراد أن يكون لبنانيا. واغتال صائب سلام وتقيّ الدين الصلح سياسيا عندما وجد أن ليس في استطاعته إخضاعهما.

من أجل فهم التجربة التي مرّ فيها لبنان في المرحلة الممتدة من نيسان ـ أبريل 1975، إلى نيسان ـ أبريل 2016، لا بدّ من البحث عن النظام السوري الذي استثمر دائما في السلاح غير الشرعي من أجل القضاء على الدولة اللبنانية. لذلك حافظ على سلاح “حزب الله” من أجل استخدامه أداة ضغط على مشروع رفيق الحريري الذي اغتيل، بشراكة إيرانية ـ سورية، معاقبة له على السير في مشروع الإنماء والإعمار الذي أعاد الحياة إلى بيروت وأعاد وضع لبنان على خريطة المنطقة.. وتحولّه إلى رمز وطني لبناني وعربي.

بعد واحد وأربعين عاما على بدء حرب لبنان، هناك أمران يمكن التوقف عندهما. الأمر الأوّل هو العجز لدى مسيحيين كثيرين، على التغلّب على نقطة الضعف لديهم، أي عن استيعاب أنّ دخولهم لعبة الميليشيات المسلّحة كان خطأ كبيرا كلّفهم غاليا، بل غاليا جدا.

لم يعد في الإمكان إصلاح هذا الخطأ، من دون الاعتراف أوّلا بأنّ “المارونية السياسية” انتهت إلى غير رجعة وأن الحاجة هي إلى رئيس للجمهورية ميثاقي وليس إلى رئيس قوي. استخدم ميشال عون القوّة في 1990 أثناء وجوده في قصر بعبدا. كانت النتيجة إدخال النظام السوري إلى قصر الرئاسة وإلى وزارة الدفاع القريبة منه. هل من جريمة أكبر من هذه الجريمة في حقّ لبنان واللبنانيين؟

أمّا الأمر الثاني الذي يمكن التوقف عنده، فيتمثّل في أنّ كلّ طائفة من الطوائف اللبنانية حاولت منذ 1975 اعتبار نفسها الطائفة الأولى. خلفت “الشيعية السياسية” ما يسمّى “المارونية السياسية” بعد مرحلة جرّب فيها السنّة حظّهم، متكلين على الفلسطينيين، والدروز حظّهم متكلين على الفلسطينيين والسوريين في الوقت ذاته.

تبيّن أخيرا أنّ معظم السنّة والدروز تعلّموا شيئا من تجارب الحرب وما مرّ فيه لبنان طوال أربعة عقود. بعض المسيحيين تعلّم، كذلك قسم من الشيعة المستنيرين الذين يقفون موقفا مشرّفا من “حزب الله” ودوره. الذين لم يتعلّموا ما زالوا يتحدّثون بلغة ما قبل 1975.

الذين لم يتعلّموا هم أولئك المسيحيون الذين لا يريدون الاعتراف بأن شيئا تغيّر في لبنان، وهم أولئك الشيعة الذين يظنون أن إيران قادرة على إحلال “الشيعية السياسية” مكان “المارونية السياسية”.

هؤلاء لا يعرفون أن من بين الأسباب التي جعلت النظام السوري، وهو نظام علوي، أي طائفي في الدرجة الأولى، ينتهي بالطريقة التي انتهى بها، عدم إدراكه أن حرب لبنان سترتد عليه يوما وأن ما شهده لبنان سيكون نزهة مقارنة بما تشهده وستشهده سوريا، وغير سوريا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقطة ضعف المسيحيين في ذكرى حرب لبنان نقطة ضعف المسيحيين في ذكرى حرب لبنان



GMT 15:37 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

الأردن... من مخاض الولادة الى المئوية الثانية

GMT 23:02 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الخيار الذي رفضته ايران

GMT 17:57 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

الانتخابات السورية لن تكافئ بشّار

GMT 19:07 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

لبنان في غياب مرجعية... باستثناء "حزب الله"

GMT 14:56 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria