كيف تردّ إيران على «قمة العزم» بعد «عاصفة الحزم»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

كيف تردّ إيران على «قمة العزم» بعد «عاصفة الحزم» ؟

كيف تردّ إيران على «قمة العزم» بعد «عاصفة الحزم» ؟

 الجزائر اليوم -

كيف تردّ إيران على «قمة العزم» بعد «عاصفة الحزم»

جورج سمعان

 من «عاصفة الحزم» إلى «قمة العزم»، إلى قوة عربية مشتركة. هل «تحيا الأمة العربية»، كما كرر ثلاثاً الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي؟ كلمة الرئيس المضيف للقادة العرب في شرم الشيخ، وكلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز شكلتا رسالة واضحة إلى إيران خصوصاً من دون عناء تسميتها، بوجوب وقف تدخلها في شؤون دول الجامعة. أطلقت القمة دينامية جديدة على وقع الرياح التي هبت على المنطقة مع إطلاق المملكة العربية السعودية «عاصفتها» جنوب شبه الجزيرة. رفع الرئيس المصري سيف «الصد والردع» حقاً لمواجهة أي تدخل يهدد هوية «الإقليم العربي». لذا، كان التحرك العربي لمواجهة الحوثيين «حتمياً». ومثله مشاركة مصر في هذا التحرك. كان يصادق على تأكيد الرياض أن حال اليمن حال البحرين. حال أي دولة عربية.

لم يتجاوز اللاعبون في اليمن الحديقة الخلفية لدول مجلس التعاون. كانوا في صحن الدار. تجاوزوا قواعد اللعبة والخطوط الحمر. لذا، لم يكن مفر من المواجهة العسكرية. لم يدرك الحوثيون وشركاؤهم معنى اللقاء الخليجي برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز في العوجا بمنطقة الدرعية، قبل نحو أسبوع. لم يستمعوا إلى الأمير سعود الفيصل الذي لوح بأن دول الخليج ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة من «عدوان» جماعة الحوثي. وجدد ربط أمن اليمن بأمن دول مجلس التعاون.
كان لا بد من أن تخرج المملكة عن تحفظها وصبرها. لن تسمح بالمساس بأمنها الوطني وتعريض مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. لن تلتزم حدود رؤية أميركا. أثبتت أنها قادرة على تجاوز محاذير هذا الحليف الدولي الكبير وحساباته، بل هي قادرة على دفعه إلى تأييد سياستها، كما يحصل اليوم في اليمن. اللعب باستقرار شبه الجزيرة مكلف ولا يمكن أن يمر بلا حساب. لذلك، لم تكن الغارات مفاجئة لليمنيين وحدهم، بل شكلت صدمة لجميع المعنيين بشؤون المنطقة وأمنها. ولا بد لهؤلاء من أن يعيدوا النظر في حساباتهم وسياساتهم وخططهم. لن يكون بمقدور أي طرف دولي أو إقليمي، بعد اليوم، أن يستأثر برسم عناصر النظام الإقليمي من دون التوقف طويلاً أمام الكثرة الغالبة من أهل الإقليم، والمملكة في القلب من هذه الخريطة.

طوت المملكة العربية السعودية صفحة في الحرب الباردة مع إيران. الصراع يكاد يتحول، بعد قمة شرم الشيخ، وجهاً لوجه، بلا أقنعة وقفازات، أو توسل قوى محلية هنا وهناك، بل قبل ذلك، إن صور قاسم سليماني وعناصر «الحرس الثوري» في كل من العراق وسورية جعلت الكبار في الإقليم في مقدم المشهد وليس في الإطار البعدي أو الخلفي. إيران شريك رئيسي في الانقلاب الذي قاده الحوثيون ضد الشرعية وضد المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. دفعت وتدفع هؤلاء إلى الاستيلاء على كل اليمن، فيكتمل الطوق حول السعودية وشركائها في مجلس التعاون. والنشوة التي عبر بها مسؤولون إيرانيون عن انبعاث الإمبراطورية الفارسية وتمددها إلى أربع عواصم عربية، بدت تعبيراً فجاً عن استهتار بالأمن القومي العربي عموماً والخليجي خصوصاً. وما فاقم القلق العربي صمت أميركا الذي ازداد عمقاً مع اقتراب المفاوضات النووية من نهاياتها. لا ترغب الديبلوماسية الأميركية في أي تحرك أو لفتة أو إجراء يمكن أن يوتر الحوار مع إيران، لذلك غضت الطرف طويلاً عن «الحركات الإمبراطورية» في الإقليم!

المهم بعد «العاصفة» وبعد القمة، هل ترد إيران، أم تعيد النظر في حساباتها؟ وأين ترد؟ هل تفتح المواجهة على كل مساحة الإقليم، أم إن الصدمة التي أصابتها في اليمن قد تدفعها إلى مواقف أكثر واقعية؟ لن تتردد بإلقاء ثقلها من أجل حماية الحركة الحوثية كما فعلت وتفعل في سورية. لكن للجغرافيا فعلها. لا حدود مباشرة لها مع اليمن. لا يعني ذلك أنها ستتخلى ببساطة عن «أنصار الله». إن خوض حرب استنزاف للسعودية عبر حدودها الجنوبية ستكون مكلفة للطرف الأضعف، عسكرياً واقتصادياً. سواحل اليمن وأجواؤه باتت تحت سيطرة التحالف الجديد الذي لن يسمح بإيصال أية مساعدات إلى الحوثيين.

ولن يكون يسيراً على طهران تحريك بعض القوى في منطقة الخليج. فقد رفعت الدول الخمس في مجلس التعاون وتيرة إجراءاتها الأمنية الداخلية تحسباً. كما أن اتساع رقعة الدول التي وقفت إلى جانب الرياض في حملتها يزيد إرباك موقع الجمهورية الإسلامية في الصف الإسلامي أولاً. وهي كانت حريصة دائماً على أن تكون الوجه البارز لهذا الصف. لن تجازف حتماً بالجنوح إلى مواجهة مكشوفة ومباشرة مع دول «العاصفة». لأنها لا تريد مزيداً من العزلة. مثلما لا ترغب في تعريض مفاوضاتها مع الدول الست الكبرى للانهيار، إضافة إلى عوامل أخرى لعل أبرزها أنها لا يمكن أن تحتمل تمويل جملة من الحروب في الإقليم فيما لا تزال تعاني من الحصار وآثاره تدني أسعار الطاقة.

لا يمكن أن تستهين إيران بالشركاء الكثر الذين خرجوا من مواقع عدّها بعضهم حيادية. من السودان الذي انتقل إلى المقلب الآخر من البحر الأحمر، إلى الأردنيين الذين خرجوا من ترددهم مثل المغاربة. من مصر التي لم تتخلَّ عن شعار أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، إلى الباكستانيين الذين حذر رئيس وزرائهم نواز شريف من «أن أي تهديد لسلامة أراضي السعودية سيثير رداً قوياً من باكستان». علماً أن تاريخاً طويلاً من الشراكات يجمعهم مع جيرانهم الإيرانيين. وحتى تركيا التي بينها وبين بعض أركان التحالف شيء مما صنع الحداد لم تكتفِ بالتأييد، بل أبدت استعداداً للمساعدة اللوجيستية وغيرها. رد فعل الأميركيين والأوروبيين أيضاً ربما فاجأ إيران التي راهنت على حرصهم على تحاشي ما يمكن أن يشوش على المفاوضات النووية فصمتوا وتعاموا عما جرى ويجري في الإقليم.

في أي حال الحسابات في بداية الحرب تختلف عنها أثناء العمليات. والساحة اليمنية مفتوحة على شتى التطورات، ومختلف أنواع التحالفات جنوباً وشمالاً. ولعل السؤال البارز هنا عن موقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح. هو يدرك الآن أنه بات الطرف الأضعف في الصراع القائم. لذا، يمهد للابتعاد عن الحوثيين، إذا صح البيان الذي نسب إلى حزب المؤتمر إثر انطلاق «عاصفة الحزم».

وأياً كان موقفه لا يمكنه أن يستمر، أو أن يندفع مع الحوثيين لمقاومة العملية العسكرية. فالمعروف أن قوى كثيرة في صفه وحتى في صفوف الزيود عموماً ترتبط بعلاقات تاريخية مع السعودية، خصوصاً ودول الخليج عموماً. وقد لا ترى مبرراً للمجازفة بهذه العلاقات وما تنطوي عليه من تهديد لمصالحها. لعل الموقف الوحيد الذي يفيد الرئيـــس السابق، بعد التطور الأخير، هـــو العودة للانضواء تحت الخيمة الخليجية. علماً أن هذه المبادرة أخذ عليـــها كثيرون أنها تهاونت معه ومع فريقه ومنحته حصانة وحضوراً سياسياً لحزبه، لكنه انقلب عليها. وقد لا يكون أحد من الخليجيين على استعداد للتعاون معه مجدداً، بل ربما كان خروجه من المشهد السياسي مطلباً في أي تسوية مقبلة.

إن نجاح الحملة في اليمن سيضعف موقع إيران ويحد من اندفاعتها في شبه الجزيرة. ولا شك في أن قصور الحملة التي رعتها لتحرير تكريت من «الدواعش»، واستنجاد بغداد بقوات التحالف الدولي - العربي دليل على حدود قوتها وقوة حلفائها.
وسيشكل قيام القوة العربية المشتركة تحدياً نوعياً لنفوذها في الإقليم. صحيح أن جبهة جديدة في اليمن فتحت لمصر التي ستفاقم عبء حملها بعد جبهتي ليبيا وسيناء. غير أن تزاوج القدرة البشرية والعسكرية المصرية مع القدرة الاقتصادية وتأثير المواقع الجغرافية لدول الخليج تؤسس لقوة قادرة على رفع التحدي، ودفع الآخرين إلى مراجعة حساباتهم. ولكن ليس إلى حد أن يراهن بعضهم على اعتبار هاتين «العاصفة» و «القوة المشتركة» نموذجاً سينتقل ببساطة من اليمن إلى تحرير «العواصم» الأخرى.

إن ضرب الحضور الإيراني في صنعاء إذا تحقق، قد يدغدغ شهية التحالف الجديد للتقدم نحو مواقع أخرى. لكنه لا يعني أبداً أن طهران لا تملك ما يكفي من أوراق وقدرات، أو أنها ستكون سريعاً في موقع دفاعي. إن مثل هذا الرهان يشبه النشوة التي أخذت الإيرانيين بعيداً نحو تاريخهم الإمبراطوري، إثر اندفاعات الحوثيين، وقبلهم قوات «الحشد الشعبي» العراقي و «الدفاع الوطني» السوري. ما يحصل في اليمن قد يصلح نموذجاً لليبيا ربما إذا تعذرت التسوية السياسية وطال الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة. وهذا ما يمكن استخلاصه من كلمة الرئيس السيسي الذي لم يجد تناقضاً في العمل على المسارين: مواصلة الحوار وتصعيد الحرب على الفرق الإرهابية. لكنه لن يصلح لسورية. هذه لها حسابات غربية وتركية وروسية، بخلاف الحسابات الإيرانية.

يبقى أن الطريقة التي سيتعامل بها أهل «العاصفة» مع الحركة الحوثية وحجمها الديموغرافي والسياسي، إذا جنح الجميع نحو الحوار مجدداً، قد تشكل مؤشراً ومثالاً ربما شجع المتصارعين في الإقليم على البحث عن تسوية ليس في سورية فحسب، بل في العراق ولبنان... على قاعدة تحفظ للأقليات هنا وهناك حقوقها بعد أن تستعيد الأكثريات شرعيتها في السلطة والحكم حيثما يجب. نجحت القيادة السعودية الجديدة حتى الآن في إعادة ترتيب خريطة علاقاتها ومصالحها في المنطقة.

ونجحت «عاصفة الحزم» في استنهاض دول الجامعة. وعاد إلى الشرق الأوسط الكبير التكتل السنّي في مواجهة إيران وحلفائها في المنطقة. لم تعد السعودية وحيدة في هذه المواجهة من أفغانستان إلى سورية ولبنان وفلسطين واليمن... فهل يواصل «الهلال» الإيراني تجاهل هذا البساط العربي - السنّي الممتد من المغرب إلى باكستان مروراً بالشمال الأفريقي؟ هل تدفع «العاصفة» الجديدة في الإقليم الجميع إلى طاولة الحوار والتسويات، أم تتحول سريعاً إلى إعصار لا يبقي ولا يذر... ويكون اليمن نموذج الخرائط الجديدة في المنطقة؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تردّ إيران على «قمة العزم» بعد «عاصفة الحزم» كيف تردّ إيران على «قمة العزم» بعد «عاصفة الحزم»



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria