بعد تحرير تعز إشراك «القوة الثالثة» الصامتة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بعد تحرير تعز... إشراك «القوة الثالثة» الصامتة

بعد تحرير تعز... إشراك «القوة الثالثة» الصامتة

 الجزائر اليوم -

بعد تحرير تعز إشراك «القوة الثالثة» الصامتة

جورج سمعان

الأزمات المشتعلة في ليبيا واليمن وسورية استهلكت حتى الآن عدداً من المبعوثين الدوليين. ثلاثة لطرابلس واثنان لصنعاء وثلاثة لدمشق. وقد تستنفد جهود عدد آخر إلا إذا نجح المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب من شمال أفريقيا والصحراء الغربية إلى جنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، بالتوازي مع تسويات وفرض حلول. نجحت الحركات الإرهابية في الأيام الأخيرة في الربط بين هذه الأزمات. هزت روسيا وأوروبا بإسقاط الطائرة الروسية في سيناء وهجمات باريس. وسعت إلى إعادة التذكير بوجودها في اليمن عبر الهجوم على مواقع عسكرية في حضرموت. وكذلك فعلت بهجومها على أحد فنادق باماكو غداة دعوة الجزائر إلى مؤتمر دولي لمحاربة «داعش» في ليبيا، حيث ينتشر حوالى خمسة آلاف من عناصره ينافسهم فرع «القاعدة» في دول الصحراء. ولم يعد بإمكان اللاعبين الإقليميين والدوليين إهمال واحدة من هذه الأزمات على حساب الأخرى. لم يعد شعار «نحاربهم هناك بعيداً من أراضينا» حلاً منطقياً. فاضت الساحات المشتعلة بهم فخرجوا إلى «دار» خصومهم! «تعولموا» هم أيضاً. وباتوا يهددون الاقتصاد الدولي برمته وتعطيل الحياة العادية للناس. وهذا ما دفع وسيدفع الأوروبيين والأميركيين وغيرهم إلى إعادة النظر في سياسات وقوانين وإجراءات لم تعهدها مجتمعاتهم وديموقراطياتهم.

يتصدر «داعش» المشهد الدولي. لكنه لم يحجب كلياً صورة «قاعدة» الشمال الأفريقي، أو «قاعدة» شبه الجزيرة العربية، واليمن خصوصاً حيث يريد التنظيم أن يفرض نفسه طرفاً فاعلاً في الساحة. لا يشكل تهديداً ملحاً قادراً على تغيير المعادلات القائمة أو الحسابات التي تتحكم بمجريات الحرب. إلا أنه عامـــل ضغـــط إضـافي لاستعجال الحل السياسي الذي يرعاه مبعوث الأمم المتـــحدة. علماً أن الخوف من تمدده في الجنـــوب برز منذ اليوم الأول لعمليات «عاصفة الحزم». بدا كأنه يسير خلفها ليملأ الفراغ. علماً أن وضع هؤلاء الجهاديين لن يكون عصياً على الاحتواء أو الحل. ففي اليمن ثلاث «قواعد» لا تنظيم واحد متماسك تحت إمرة واحدة، على رغم تمركزه في بعض أحــياء عدن، وفـــي المكــلا كبرى مدن حضرموت وسيـــئون ونواح أخرى. هناك «قاعدة» الرئيــس السابق علي عبدالله صالح الذي عرف كيف يستغل عدداً من العناصر المتطرفة لاستدراج مساعدات من الولايات المتحدة ودول الخليج تحت ذريعة محاربة الإرهــاب والمتطرفيــن. وهناك «قاعدة» علي محسن الأحمر والشيخ عبدالمـــجيد الزنـــداني. و«القاعدة» التي تشكل جزءاً من «المقاومة الجنوبـــية». وأخـــيراً «قاعدة» أسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري. وأهل المكلا يتذكرون جيداً أن حوالى 800 عنصر من التنظيم دخلوا مدينتهم بيسر وسهولة وبأسلحة خفيفة ومتوسطة لأن قوات الجيش وقوامها حوالى خمسة عشر ألف جندي لم تعترضهم، بل اعترضت لاحقاً الهجوم الذي شنته قبائل مأرب عندما تقدمت لطردهم. وعندما تستعيد الدولة عافيتها، يمكن القبائل أن تستعيد القسم الأكبر من أبنائها الذين التحقوا بهذه «القاعدة» أو تلك. ولن يكون ذلك سهلاً وبلا كلفة. تجب إعادة استيعاب هؤلاء وتوفير وظائف لهم ومساعدتهم في إعالة عائلاتهم، في إطار خطة طموحة لإعادة إعمار البلاد وتحريك عجلة الاقتصاد ومشاريع التنمية.

لقاء جنيف ليس رهناً بالمحادثات التي تجرى في مسقط فحسب. هو رهن مسرح العمليات. تقدم المقاومة وقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي على الأرض يعزز موقف الحكومة الشرعية في التفاوض المتوقع. ويساعدها على فرض رؤيتها للحل، وآليات تنفيذ القرار الدولي الرقم 2216. ولعل معركة تحرير تعز ستكون إيذاناً ببدء الحوار والتفاوض. أو لعلها ستعجل في إنضاج التسوية. لم يكن كافياً حتى الآن إيحاء الرئيس السابق بالافتراق أو الابتعاد من عبدالملك الحوثي. لقد أعلن استعداده للتعاطي إيجابياً مع القرار الدولي. وناشد الحوثيين إخلاء المدن والثكنات والاعتراف بشرعية الرئيس المنتخب. لكنه سرعان ما عاد إلى المناورة. ورفض الاعتراف بشرعية خلفه، فضلاً عن أنه لا يزال يقاتل إلى جانب «أنصار الله» في معظم الجبهات. وفعل الحوثيون الشيء نفسه. أعلنوا قبولهم الإرادة الدولية بعد خسارتهم عدن ومواقع كثيرة بعدما كانوا رفضوا قبل ذلك التعامل مع قرار مجلس الأمن. ويدرك التحالف الدولي أن هذين الطرفين يسعيان في الدرجة الأولى إلى وقف للنار لاستعادة ترتيب صفوفهما إثر تراجعهما من معظم محافظات الجنوب.

لا تسوية سياسية إذاً قبل تحقيق تقدم ميداني لقوى الشرعية ومناصريها يبدل كل الحسابات ويقرب من تحقيق نصر كامل، على غرار ما هلل مسؤولون إيرانيون عندما اندفعت الحركة الحوثية إلى اجتياح معظم محافظات البلاد وحتى شواطئ عدن وباب المندب. لن يسمح التحالف العربي بخروج اليمن من عباءة دول مجلس التعاون. لن يقبل بأقل من ضمان بقاء هذا البلد جزءاً من الفضاء الأمني لشبه الجزيرة العربية وبحر العرب والبحر الأحمر، وإن لم يكن جزءاً من هذه المنظومة الإقليمية. لذلك، لن ترى أي تسوية النور من دون موافقة أطراف التحالف العربي. ولا تسوية من دون جلوس اليمنيين جميعهم إلى الطاولة. قد لا يكون كافياً تمثيل الحكومة والانقلابيين. ربما هناك حاجة في النهاية إلى طرف يمني ثالث يحشر الحوثيين ويدفعهم إلى إعلان استعدادهم الجدي لتنفيذ القرار الدولي كوحدة متكاملة. الأمر الذي يسمح لحكومة هادي بالتفاوض في سبل هذا التنفيذ وآلياته بدل ربط نفسها بأولوية تنفيذ الانقــلابيين مقتضيات القرار، إذ إن هذه الأولوية إذا تحققت لا يعود هناك أي معنى للتفاوض أو الحوار. ولا يبقى أمام الانقلابيين سوى تسليمهم بهزيمة كاملة. نتيجة كهذه لا يمكن أن تنتج تسوية مقبولة ومرضية لجميع المعنيين بالأزمة، محليين وخارجيين.

يدرك أركان التحالف أن تغول الحوثيين وشركائهم في الاستيلاء على البلاد دفعهم إلى استعجال إطلاق «عاصفة الحزم». لم يترك الانقلابيون وقتاً أمام الســـعودية وشركائها لبناء تحالف على الأرض. تـــماماً كما كانت ولا تزال حال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب على «الدولة الإسلامية في العراق وسورية». المشكلة هي في غياب قـــوى على الأرض تواكب الغارات الجـــوية. فالــعلاقة التاريخية بين الرياض وعدد واسع من شيوخ القبائل لم تكن كافية. والدليل أن العشائر لم تحم آل الأحمر عندما تقدم الحوثيون نحو معاقلهم في محافظة عمران التي فتح سقوطها الطريق إلى صنعاء. هؤلاء الشيوخ استأثروا بالمساعدات الخليجية ولم يخلفوا لمواطنيهم إلا... النزر القليل.

ويدرك أركان التحالف أيضاً أن عليهم ألا يكتفوا بإرغام الانقلابيين على الجلوس إلى الطاولة والقبول بتنفيذ بنود القرار الدولي 2216. عليهم البحث عن تجديد ذهنية الحكم الذي خلف الرئيس علي صالح. فمع خلفه لم يتغير شيء... وإلا لِمَ عليهم أن يصرفوا وقتاً على إعادة بناء ألوية عسكرية من فلول ما بقي من المؤسسة ومن أبناء القبائل؟ تأخر هادي في إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية. كان عليه منذ البداية الإفادة من زخم المبادرة الخليجية. كان عليه أن يتوجه إلى هيئة الأركان لاحتضان المؤسسة العسكرية، خصوصاً الضباط من ذوي الرتب المتوسطة. فهؤلاء لا يملكون حولاً وسنداً، ولا خيار لهم سوى التمسك بالدولة والولاء لها. قد وجدوا أنفسهم فجأة بلا غطاء شرعي فوقف جلهم على الحياد. في حين حافظ قادة الحرس الجمهوري وباقي الفرق والألوية على ولاءاتهم السابقة. أكثر من 90 في المئة منهم يدينون بالولاء للرئيس السابق الذي احتفظ حزبه، استناداً إلى بنود التسوية، بنصف أعضاء الحكومة، فضلاً عن غالبية أعضاء البرلمان، ومواقع القرار الأولى في المحافظات والمجالس المحلية. وهذا ما سهل على الرئيس صالح لاحقاً ضرب المبادرة الخليجية. ركب موجة الحوثيين. وفتح أمامهم الطريق إلى ثكنات وألوية ومواقع عسكرية وأسلحة وأعتدة حيث أمكن، وإلى «القاعدة»، «قاعدته»، حيث تعذر انتشار «أنصار الله». وساهم تعثر حكومة محمد سالم باسندوه وقصر يدها عن تلبية حاجات المواطنين في تأجيج الغضب الشعبي الذي استغله عبدالملك الحوثي، ومن خلفه إيران التي بادرت إلى ملء الفراغ. تفككت الدولة وهياكلها التي كان صالح أصلاً يديرها بالهاتف بعدما ربطها بإدارته الشخصية. وكان عمل على ضرب العصبية القبلية طوال ثلاثة عقود.

وهكذا استمرت النخب نفسها في عهد الخلف، وكذلك السياسات. لذلك، لا بد للتحالف من التوجه نحو الأكثرية الصامتة، أو القوة الثالثة التي لا تقيم اعتباراً للحوثيين ومبدئيتهم وثباتهم العقائدي. فمعظم هؤلاء كانت صور صدام حسين تتصدر مجالسهم. وقد أثبتوا في غمرة الأحداث الأخيرة أن لا علاقة لهم بأصول الحكم أو الإدارة. كل ما فعلوا هو حشر مناصريهم ومحازبيهم في الإدارات والمؤسسات. وساهم خصومهم في تكتيل قوى زيدية ودفعها مرغمة إلى صفهم، هي التي لم تقم لهم أي وزن في السابق. أخطأ هؤلاء الخصوم في خوض حملة منظمة على الهاشميين عموماً، على رغم أن هــــؤلاء ناشطون في صفوف كل الأحزاب والقوى السياسية، وبينهم مثقفون ورجال دولة ورجال أعمال، ولا شيء يربطهم بـ «أنصار الله». على التحالف الذي يواصل حملته العسكرية ألا يهمل تصحيح كثير من أخطاء أهل الحكم اليمني الحالي. عليه الالتفات إلى هذه الأكثرية الصامتة التي لا يروقها استمرار الحرب بمقدار ما تشعر بالغضب من الحركة الحوثية وارتباطاتها الخارجية وعبثيتها. وحدها هذه القوى صمام الأمان للاستقرار والعلاقات الوثيقة مع دول الجوار حفاظاً على مصالحها الاقتصادية أولاً قبل العلاقات الاجتماعية التي تربطها بكل دول الخليج.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد تحرير تعز إشراك «القوة الثالثة» الصامتة بعد تحرير تعز إشراك «القوة الثالثة» الصامتة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria