رسالة اعتذار من رشيد كرامي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

رسالة اعتذار من رشيد كرامي

رسالة اعتذار من رشيد كرامي

 الجزائر اليوم -

رسالة اعتذار من رشيد كرامي

طلال سلمان

لا نملك غير الاعتذار منك، دولة الرئيس، لأننا عجزنا عن منع عملية جديدة لاغتيالك ومعك الدولة والوطن، وهذه المرة في قلب المجلس النيابي، وبعد سبع وعشرين سنة من جريمة تفجيرك في الجو وأنت في الطائرة العسكرية، مصراً على المجيء من طرابلس إلى مسؤولياتك كرئيس للحكومة، حتى لا يلتهم الفراغ ما كان تبقى ـ آنذاك ـ من الدولة...
ولقد تمت «العملية» الجديدة جهاراً نهاراً، وفي قلب المجلس النيابي، حيث أُطلقت عليك وعلى الدولة بمؤسساتها المختلفة، ثمان وأربعون «قذيفة صوتية» لكل منها دوي الابتهاج بالانتصار، مرة أخرى، على الوطن ودولته، على الشعب ووحدته، على الحق والحقيقة وكرامة الإنسان.
مرة جديدة انكشف المخبوء أو المموّه من حقائق هذا الكيان الممنوع من أن يصير وطناً لأهله جميعاً، وممنوعة مؤسساته المركبة بالغرض والمصالح من أن تكون هياكل دولة، بل لعلها أشبه بلعب الأطفال يُعاد تركيبها مرة كل بضع سنوات: تشكيل الحكومة فيها معجزة قد تستغرق سنة إلا قليلاً، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للمنتهية ولايته قد يحتاج إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للتوافق على البديل بين «أصحاب القرار»... أما المجلس النيابي فيعمل ـ في قلب الخلافات التي تشله ـ «على القطعة»، ثم يمدد لنفسه مرة، مع ترك المجال مفتوحاً لتمديد ثان وربما ثالث.
تجتاح براكين الغضب الأرض العربية، وتنزل الجماهير بالملايين إلى ميادين الثورة لتسقط أنظمة الطغيان والفساد والتبعية.. ويتابع الرعايا في لبنان هذه الانتفاضات بكثير من الحماسة التي لا تلبث أن تخنقها غصة العجز عن الثورة، لأن الوطن الصغير «كانتونات» طائفية ومذهبية مختصمة، ما يفرح بعضها يحزن البعض الآخر.
وتسمع سيلاً من المحاضرات عن الديموقراطية التوافقية، وعن الحرص على التوازن في تقاسم السلطة، لكي لا تهضم «حقوق» هذه الطائفة أو تلك، وينزل رجال الدين إلى الميدان مستنفرين العصبيات عبر إلغاء السياسة وطمس الهوية الوطنية الجامعة، فتصبح الطوائف «مجلس أمن» مصغراً، لكل طائفة فيه حق النقض، في حين يُشطب «المواطن» باعتباره دخيلاً أو عميلاً مدسوساً لتخريب الكيان وتهديم النظام.
الأفظع، دولة الرئيس، أن هذا النظام الأشوه الذي يلغي الوطن يكاد يصبح نموذجاً للنجاح عند بعض الكيانات العربية التي استولدت مثل لبنان على عجل، ولضرورات تخص «الخارج» وليس أهل البلاد الذين يمضون سهراتهم في التندر بالمعجزة اللبنانية.. ثم يمضي شبابهم وشاباتهم إلى تقليد الهجانة اللبنانية، فيتخلون عن لغتهم المقدسة ويسقطون عن كواهلهم أعباء الهوية الجامعة، العروبة، عائدين إلى كنف القبيلة المعولمة ويرطنون حول الديموقراطية وحقوق الإنسان، ويتباهون بالكوفية والعقال بوصفهما رمزاً دالاً على الثروة النفطية وليس على هويتهم الوطنية أو القومية.
بالمقابل، فإن ما جرى لسوريا وفيها، وللعراق وفيه، ولليبيا وفيها، ولليمن وفيها، والمخاض القاسي الذي تخوضه مصر ـ بميادينها التي استولدت عهداً جديداً في قلب الصعب ـ يزكي هذا النموذج اللبناني للدولة التي تغيب فلا تتفكك وان تقاسمت أرضها الكانتونات الطوائفية، وتستقيل حكوماتها فتبقى دولتها شهوراً طويلة بلا حكومة، وتنتهي ولاية المجلس النيابي فيجدد لنفسه بالإجماع وفي أربع دقائق، ويودع رئيس الجمهورية الشعب الصابر بخطب تطفح بالنصائح ثم يذهب إلى بيته بهدوء..
بالمقابل، يرشح نفسه للرئاسة مجدداً بعض من كان في موقع القرار يوم اغتيالك، والذي تسبب في إطالة أمد الحرب الأهلية وإسقاط قيمة العملة اللبنانية، وتهديم ركائز الدولة ومؤسساتها، واستجدى التجديد أو حتى تمديد ولايته ولو لسنة.
لقد غدت الرئاسة الأولى مطمحاً لأصحاب السوابق الذين أدانهم الرأي العام قبل أن تدينهم المحاكم وبعدما أدانتهم، معتمدين على انقسام الرعايا وعلى تعاظم النفوذ الأجنبي وأهل النفط، وسقوط تلك الأنظمة، التي كانت تسمى «تقدمية»، معنوياً وشعبياً.
لقد رحلت شهيداً عظيماً، وبقي الناس يقاتلون العسف والظلم والفساد، ويفتقدون الدولة المغيبة فلا يجدونها، ويفتقدون وحدة الشعب التي تعجزهم عن القرار.. ومع ذلك سنبقى نعتبرك رمزاً لرجل الدولة في بلد يفتقد الدولة ورجالها..

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة اعتذار من رشيد كرامي رسالة اعتذار من رشيد كرامي



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria