زيارة جون كيري القاهرة حوار منفرد مع الأصدقاء الجدد
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

زيارة جون كيري القاهرة: حوار منفرد مع الأصدقاء الجدد؟

زيارة جون كيري القاهرة: حوار منفرد مع الأصدقاء الجدد؟

 الجزائر اليوم -

زيارة جون كيري القاهرة حوار منفرد مع الأصدقاء الجدد

طلال سلمان

كشفت جولة وزير الخارجية الاميركية في منطقتنا العربية، لا سيما في محطتها الأولى بالقاهرة، كم تبالغ الإدارة الاميركية في اطمئنانها إلى النتائج السياسية للانتفاضات العربية وقدرتها على احتوائها. لقد تبدى من خلال سلوك الوزير جون كيري وكأنه واثق أن السلطات التي قفزت إلى سدة الحكم بمصادفة قدرية وتحت لافتة الانتفاضات الشعبية، لن تجد «مرجعية» تعود إليها في تحديد مسار هيمنتها وتأمين نجاحها وتخطي مأزقها الاقتصادي إلا في واشنطن ومجال نفوذها الحيوي المفتوح، الذي قد يكون مدخله صندوق النقد الدولي، ولكنه يشمل في ما يشمل الصناديق الخليجية التي مفاتيحها في الأيدي الاميركية. ثم إن الوزير الاميركي قد تصرف وكأنه «مرجعية الجميع»، يستوي في ذلك من يتولون مقاليد الحكم ومن هم في موقع المعارضة، فضلاً عن «الشارع» الذي جهر برفضه من في السلطة من دون أن يسلم بقيادة مطلقة لـ«جبهة الإنقاذ الوطني» لافتراضه أنها أعجز من أن تحمل مطالبه لأنها ليست «جذرية» بما يكفي، وليست موحدة بما يؤكد استقطابها للقوى الشابة التي ابتدعت الميدان وثبتت فيه كسلاح مؤهل لأن ينجز إسقاط الطغيان. لقد بسّط الوزير كيري المسألة: الرئيس الإخواني فاز في الانتخابات فهو، إذن، التجسيد الحي للديموقراطية، ولا يعيبه أنه لم يحصل إلا على نسبة متواضعة من أصوات الناخبين، فذلك مبدأ ديموقراطي، من تصبّ له الأكثرية النسبية هو الفائز.. وهذا معمول به في مختلف أقطار الدنيا، وفي الولايات المتحدة الاميركية على وجه الخصوص... أما كونه ينتمي إلى «الإخوان المسلمين» فليس مصدر قلق، ليس فقط لأن «إخوان» الألفية الثالثة هم غير «إخوان» القرن الماضي بل لأن الولايات المتحدة الاميركية قد غيرت نظرتها إلى «الإسلاميين» واختارت أن ترعاهم وتشجع انخراطهم في اللعبة السياسية داخل أقطارهم، وصولاً إلى تسلمهم سدة السلطة فيها ليواجهوا بإسلامهم المعتدل أولئك المتطرفين الذين اختاروا طريق الإرهاب الدموي على غرار «القاعدة» ومشتقاتها. أما المعارضة ممثلة برموزها فأمرها هين: فبعض ابرز هؤلاء مشبع بإيمانه بالديموقراطية الاميركية، وبعض آخر ينظر إلى الولايات المتحدة بوصفها المرجعية الكونية ومصدر القرار الأخير في شؤون الدول جميعاً، في الشرق والغرب، من رضيت عنه وصل ومن تحفظت عليه لم يعرف طريقه إلى السلطة مهما بلغت «شعبيته « في الشارع. يبقى أولئك الذين يفترضون أنهم بقوة التأييد الشعبي يستطيعون التحكم باللعبة السياسية فستثبت لهم الأيام أنهم واهمون.. ثم إن في واشنطن خبراء في اصطناع الزعامات الشعبية، وفيها من بلغت مهارته حد «بيع» الناس قيادات مستولدة حديثاً ولكنها تتمتع بجاذبية وبخطاب سياسي مؤثر وقادر على استقطاب الجماهير بالشعارات البراقة وبالإحصائيات التي تؤكد خبراته وموقفه بأعماق المجتمع... وليس ما يمنع من أن تحفل طريقه إلى الزعامة بقدر من الهجوم على الإمبريالية وقدر من الاعتراض على سياسة إسرائيل التوسعية. لم يلتفت جون كيري إلى ما حدث في «الشارع»، داخل القاهرة أو في المدن المصرية الأخرى كبور سعيد والمنصورة وغيرها التي بلغ الغضب فيها حد العصيان المدني، وأحياناً حد التصادم مع «الإخوان» المسلمين الذين تصرفوا وكأنهم «السلطة»... ولكنه بالتأكيد قد انتبه إلى أن طريقه إلى المطار، في الخروج من القاهرة، قد اختلفت عن طريق دخوله.. ولا بد انه سأل عن الأسباب التي فرضت هذا التعديل في خط السير!. المهم أن الوزير الاميركي قد تحقق، وبالملموس، وعبر زيارته القصيرة، أن الحكم الإخواني في مصر ليس وطيد الأركان، وأن الشعب في مصر لم يسلم قياده للتنظيمات الإسلامية، وأن مصر ما تزال تعيش حالة اضطراب شديد، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، لا تنفع في علاجها النصائح ولا الوعود بالقروض ولا بالتشديد على ضرورة الحوار... على أن الأخطر أن «المصريين» عموماً لم يستقبلوا الوزير الاميركي بوصفه المرجعية السياسية وصاحب القرار في شأن حاضرهم ومستقبلهم... فلا المعارضة سارعت إلى لقائه للتظلم أمامه ومطالبته بالتدخل من اجل إشراكها في السلطة بوصفها «قوى صديقة»، ولا الشارع بدا مرحباً أو حتى: محايداً»، وإنما اعتبر انه قد جاء ليدعم الحكم الذي تسببت قراراته المرتجلة، أو الموصى بها، في إفقاده الكثير من هيبته ومن مشروعية تمثيله للانتفاضة، أي للإرادة الشعبية التي تطمح لصياغة «عهد ما بعد الطغيان»، وترفض أن تسلم بحكم «الإخوان» وكأنه قدر لا مفر منه. لم ينجح الوزير الاميركي في إظهار بلاده مرجعية لمصر في طورها الثوري الجديد، بل لعله أكد من حيث لم يقصد أن الإدارة الاميركية ما زالت تتصرف مع مصر وكأنها لم تغادر موقع تصنيفها السابق، وأن ما حدث فيها يمكن استيعابه ببعض اللقاءات مع معارضين للنظام الجديد ولكنهم أصدقاء دائمون لواشنطن، خصوصاً أنهم لا يملكون خياراً آخر... بغض النظر عن موقف «الشباب المتحمس» ومدى تأثيرهم على القرار في العهد الإخواني. ولقد أكد هؤلاء الشباب حضورهم القوي، ليس فقط في رفض حكم «الإخوان» بل كذلك في مواجهة «جبهة الإنقاذ» التي لم تنجح في إقناعهم بأنها قيادة المستقبل، خصوصاً أنها لم تؤكد - حتى الساعة - وحدتها ككيان سياسي مؤهل لمواجهة ستكون قاسية حتماً مع حكم «الإخوان» الذي يتمتع بحماية دولية وعربية، فضلاً عن انه يملك امكانات مادية وفيرة في الداخل والخارج، ولا سيما في الخارج. وليس من باب سوء الظن الافتراض أن الوزير الاميركي قد يسعى، بعد القاهرة، وخلال لقاءاته مع المسؤولين في السعودية وسائر دول الخليج إلى مطالبتهم بالمبادرة إلى إنقاذ الحكم الإخواني بالمساعدات والقروض، مما يساعد على تثبيته، بما لهذا التثبيت من أهمية في ضمان امن هذه الدول في مواجهة «التهديد الإيراني» و«الخطر الشيعي» الذي يسعى لتبديل هوية المنطقة. فلقد جرت العادة أن تقدم الإدارة الاميركية «مبلغاً رمزياً» كمساعدة، وكإيعاز معلن «للأصدقاء الأغنياء» بأن يهبوا لإعانة النظام الجديد لتثبيت مصر في موقعها الأساسي والحاكم في سياسات المنطقة عموماً، وفي أمنها على وجه التحديد... مع التذكير دائماً أن في ذلك حماية لأهل النفط وأساساً حماية لتطبيع العلاقة مع إسرائيل التي سقطت من أدبيات «الإخوان» من قبل وصولهم إلى السلطة، ثم اكتسبت صفة «الصديق العزيز» كما ورد في رسالة الرئيس محمد مرسي إلى رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز. ********* لقد جاءت زيارة الوزير الأميركي لتكشف ضعف الحكم في مصر، وغربته عن أن يكون تجسيداً للانتفاضة التي خلعت سلفه، علماً أن هذا الضعف قد تبدى في قراراته المتناقضة، وفي تعهداته التي كثيراً ما تنقضها مرجعيته الحزبية. وواضح أن هذا الحكم يبحث عن أي عون، ولو من «مصادر غير صديقة»... وهذا ما يؤكده إيفاد رئيس حكومته إلى بغداد، في محاولة لأن يكسر «وحدانية توجهه» من جهة، وسعيه إلى أية نجدة عاجلة، مستفيداً من حاجة الحكم في العراق، الذي يعاني بدوره مصاعب جمة، إلى فتح الأبواب والنوافذ ليكسر حدة الحصار الخليجي (والغربي) عليه بتهمة انه «إيراني الهوى». والمعادلة صعبة: بين طلب التغطية السياسية من المسؤولين الاميركيين والمساعدة الاقتصادية من الخليجيين، وفي الوقت ذاته استعادة «العلاقة الحميمة» مع أهل الحكم في بغداد التي يناصبها الجميع العداء، فإن سلموا بضرورة العلاقة معها جعلوها في حدها الأدنى، كما تبدى واضحاً خلال القمة العربية التي انعقدت قبل شهور في العاصمة العراقية. .. تماماً كما هي المعادلة صعبة بين أن ينفرد «الإخوان» بالحكم في مصر، وفي محاولة التمكين لهيمنتهم بالدستور المرتجل بالحوار مع الذات، واستبعاد القوى الوازنة شعبياً بحيث تكاد تكون الأكثرية، ثم الادّعاء بأنهم يقيمون جمهورية ما بعد الطغيان، وجمهورية حكم الشعب بالشعب. وفي كل الحالات فإن طريق مصر إلى الاستقرار يبدو طويلاً جداً وشاقاً جداً.. حتى بعد زيارة جون كيري، بل لا سيما بعدها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة جون كيري القاهرة حوار منفرد مع الأصدقاء الجدد زيارة جون كيري القاهرة حوار منفرد مع الأصدقاء الجدد



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria