لماذا بات التدخل الاميركي مطلباً اسلامياً
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لماذا بات التدخل الاميركي مطلباً اسلامياً؟

لماذا بات التدخل الاميركي مطلباً اسلامياً؟

 الجزائر اليوم -

لماذا بات التدخل الاميركي مطلباً اسلامياً

علي الأمين

رسم خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما امس خطة الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق، والدخول الاميركي الصريح هذه المرة لا يثير الحساسية العربية السنيّة هذه المرة، كما فعلت حرب تحرير الكويت في العام 1991 ولا احتلال العراق واسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين في العام 2003 ، اللذان اثارا حساسية اسلامية عامة وسنيّة في العمق.

في المشهد الاخير لا حساسية سنيّة من التدخل الاميركي في العراق وسورية، بل تقبل له ان لم يكن مطلبا يمكن تلمسه في غياب اي مشهد احتجاجي على امتداد العالم الاسلامي ضد قيادة الولايات المتحدة الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسورية. فحتى بعد تفجير 11 ايلول الذي قام به تنظيم القاعدة، ورغم دموية هذا التنظيم في افغانستان متحالفا مع حركة طالبان ضد فئات اجتماعية وسياسية واسعة في افغانستان، فان ذلك لم يمنع من قيام احتجاجات واسعة في العالم الاسلامي ضد الاحتلال الاميركي لافغانستان. ما الذي تغير اليوم؟

لم يعد خافيا ان قبول المزاج العربي السني بالدور الاميركي، احد اسبابه ان لم يكن الابرز، هو فشل آداء ايران في المنطقة العربية وعدم تورعها في الانخراط بنزاعات في المنطقة سببت شروخا في المجتمعات وحروبا اهلية، جعل من المشروع الاسلامي الايراني في المنطقة من العراق الى سورية ولبنان واليمن اليوم، فاقداً لأي حاضنة سنيّة له، بل ذهب بعيدا في الاعتماد حصراً على الاقلية الشيعية، فيما شكل الاستقتال الايراني في دعم نظام بشار الاسد، ودعم السياسة الفئوية في العراق، سبيلا لنشوء تنظيم داعش وتمدده. واكثر من ذلك بدا ان ايران عاجزة عن الوقوف في وجه داعش في العراق، عاجزة عن طمأنة الاكثرية الشيعية او حتى الكرد والاقليات.

 

الدعوة للتدخل الاميركي في العراق جاءت من رئيس الحكومة نوري المالكي والكتلة السياسية الشيعية اولا، وهي دعوة كشفت ان ايران عاجزة بمفردها ان تضمن الحماية السياسية وامن العراق، والشيعة منهم على وجه الخصوص. في لحظة الاستنجاد بأميركا في العراق ضد تنظيم الدولة الاسلامية، قال اوباما بشكل صريح ان "الشيعة فقدوا فرصة تاريخية في العراق"، في اشارة صريحة الى التحول في السياسة الاميركية التي اعتمدها سلفه جورج بوش عشية دخوله الى العراق، والتي قامت في احد اوجهها على اعادة الاعتبار للشيعة في السلطة العراقية، في مواجهة ارهاب القاعدة التي خرجت من داخل البيئة السنية، واطلقت حربا عالمية مفتوحة ضد اميركا والغرب.

 

اوباما في خطابه امس، بدا مختزنا للتجربة الاميركية في مواجهة الارهاب منذ 11 ايلول، ومستفيدا من الدرس العراقي، ومن فهم اعمق للبيئة الاجتماعية والسياسية في العالم العربي، اعتبر ان الحرب على الارهاب المتمثل بتنظيم داعش لا يمكن ان تكون ايران طرفا محوريا فيها، انطلاقا من تحليل يعتبر ان احد اسباب نمو وتمدد هذه الظاهرة هو السلوك الايراني في العراق وسورية، لذا ثمة قناعة اميركية عبّر عنها الرئيس الاميركي اكثر من مرة، ان الذي يحدد مصير المنطقة هي المجتمعات السنية، وبالتالي لا يمكن محاربة الارهاب في البيئة السنية بقوى شيعية او غيرها... فالارهاب يقوى اذا وجد له حاضنة سنيّة والاعتدال يعمّ اذا عمّ في البيئة السنية.

 

هذه القناعة هي التي تتحكم اليوم بخطة اوباما في مواجهة ارهاب داعش، اوباما يريد ان يحارب الارهاب داخل السنّة بالاعتدال السني، اذ لا يمكن محاصرة هذا التنظيم وتحجيمه او القضاء عليه عبر مواجهة سنية – شيعية، لذا المعركة اليوم هي بين الخيارات السنية في المنطقة بين خيار داعش وخيار الاعتدال. وكان اوباما ملزما وهو يتبنى هذه الاستراتيجية ان يدرج في خطابه سورية، وان يحسم نهائيا عدم صلاحية نظام بشار الاسد للبقاء. اذ لا مكان في خطة الحرب على داعش لنظام علوي اقلوي بعدما سقط الاسد بمفهوم الدولة والنظام وبقي موجودا بالمعنى الفيزيائي في حيّز امني واجتماعي ضيّق، بل لتأمين شروط نجاح هذه الحرب، كان اوباما ملزما ان يضع الاسد وداعش على نفس السوية اي خارج مستقبل سورية.

الدخول الامني الاميركي الى سورية في هذه الحرب يعني ان الترتيب السياسي للسلطة في العراق سيمتد الى سورية، وهذا ما يفسر قول الرئيس الاميركي قبل ايام، ان الحرب ضد داعش قد تمتد لثلاث سنوات، اي ان لا ضربات اميركية من دون ان تكون هناك معادلة سياسية قادرة على استثمار هذه الضربات. خطاب اوباما طوى نهائيا تلك المقولة التي طالما استخدمها النظام السوري وحلفاؤه لتبرير بقائهم امام واشنطن والمجتمع الدولي، "اما بشار الاسد او الارهاب" المعركة اليوم مختلفة تماما فارهاب داعش يتمثل بمشروع دولة وخلافة في حيّز جغرافي محدد، بينما تنظيم القاعدة اعتمد اسلوب الخلايا السرية والحرب المفتوحة في كل العالم. في الثانية كان يمكن لنظام الاسد وايران ان يقدما خدمات امنية ضد هذه الخلايا، لكن ماذا يستطيع ان يقدم الاسد وايران لواشنطن في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية؟ لا شيء. ان لم يكن المزيد من تمدد ونفوذ هذا التنظيم في بيئة سنية تشعر بأنها مجروحة ومهانة من واشنطن ومن الاسد وايران.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا بات التدخل الاميركي مطلباً اسلامياً لماذا بات التدخل الاميركي مطلباً اسلامياً



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria