كتاب المراثي سيبقى يوم الأحد يوم أحد
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

كتاب المراثي سيبقى يوم الأحد يوم أحد

كتاب المراثي سيبقى يوم الأحد يوم أحد

 الجزائر اليوم -

كتاب المراثي سيبقى يوم الأحد يوم أحد

حسن البطل

بيني وبينه خط الماء، أو بينه وبيني خط اليابسة. كم خليجا بحريا على خط الماء - اليابسة، وكم رأسا بريا على خط اليابسة - الماء؟
كيف كنت ألتقي عزت لقاء خليج الماء بالبر؟. فجأة، يضع كفه اليسرى على كتفي الأيسر؛ ويضع راحة يده اليمنى في راحة يدي اليمنى. هزتا مصافحة، أو موجتان بحريتان في الخليج، وسؤاله عن الأحوال "كيفك" وجوابي على سؤاله "كيفك أنت".. ثم يتركني على طاولة الكتابة في "الأيام" ويذهب لشأن من شؤونه.

كيف كنتُ ألتقي عزت لقاء رأس البر بالماء؟. غالباً، بين الحاجز والحاجز في حاجز سردا، ألوح له إذا رأيته قبل أن يراني، في غدوة الصباح مثلاً، أو يلوح لي إذا رآني قبل أن أراه (في غدوة العصر مثلاً) هو إلى جامعة بيرزيت في غدوة الصباح، وأنا إلى جريدة "الأيام"؛ وفي غدوة العصر.. هو إلى بيته في البيرة، وأنا إلى بيتي في قرية سردا. بيني وبينه كتاب أو عمود في الجريدة.
استوقفته، مرة، بين الحاجز والحاجز. قلت له: ألا تعشق النساء الرجل الشاب - الشايب مثلك. قال لي: ألا تعشق النساء الرجل الكهل أسود شعر الرأس.. مثلك!
***

له ورقته في "دفتر الأيام"، وليس لـ "دفاتر الأيام" أوراق بعدد أيام الأسبوع. يذهب الكاتب الحق، المواظب، إلى واجب الكتابة، كما يذهب المؤمن الحق، المواظب، إلى واجب العبادة: صلاة الجمعة مثلاً في ميقاتها، أو قداس الأحد مثلاً.. في ميقاته.  

كان عزت، في رأيي، ثالث المثقفين في البلاد ممن رفدوا بركة الثقافة الفلسطينية، لتغدو بحيرة، وبحيرة تمتلئ لتغدو ذات أفق بحري: هو، وحسين جميل البرغوثي، وعبد اللطيف عقل. ثلاثتهم اختطفهم الموت الصاعق أو الموت الوبيل.. بينما كانوا يغذون السير صعوداً إلى قمة العمر.. وقمة العطاء الإبداعي.  
ترهقني سبعة أعمدة في سبعة أيام، فهل أرهقته "أربع بطيخات" في يديه، أو خمس: أستاذ جامعة. مواظب على واجب الأحد في "دفاتر الأيام"، التآليف التي تأخذ بتلابيب التآليف، رئاسة اتحاد كتاب يبحث عن البوصلة في الطريق، أو يبحث عن الطريق في البوصلة.. فلماذا حمل "بطيخة" وكيل وزارة الإعلام.. أيضاً؟! أعرف أنه على "قلوبنا أن تحتملنا".

وأعرف أن القلب يدق، ثم يدق الدقة الأخيرة، وأعرف أنه "عراقي الهوى" مثلي؛ وأعرف أن مثقفاً مناضلاً، يدعى كمال خير بك رثى نفسه في موت مثقف مناضل هو وديع حداد. قال: "أبكي غيابك أم غيابي/ وحصانك الفضي يصهل أمام بابي". جاء القتلة، في حي ساقية الجنزير ببيروت الغربية، خلعوا الباب، وطرزوا جسد كمال خير بك بالرصاص.

.. وعندما بدأ الغزاة يطرزون بغداد بالقنابل والصواريخ "الذكية" والكذبات "الفاقعة".. دق قلب عزت، ثم دق الدقة الأخيرة!  
لم أسافر في عالم عزت الخاص، أكثر مما يسافر البحار إلى أفق اليابسة، أو أكثر مما يسافر البري إلى أفق البحر. مجرد راحة يد على كتف، وراحة كف في راحة كف. مجرد تلويحة ذراع بين الحاجز والحاجز، من المدينة إلى الجامعة؛ ومن القرية إلى المدينة.. وبالعكس! من سيغلق "ثغرة" يوم الأحد في "دفاتر الأيام"؟ من سيلملم "أطراف النهار" ذات يوم؟.
***

أشهد أنني عرفت مثقفين عراقيين في بغداد، ومثقفين عراقيين في بيروت، ومثقفين عراقيين في منفاهم ومنفاي.. وأشهد أنني لم أجد واحداً منهم سخيفاً أو سطحياً. يحتكّ المزاج بالمزاج، والمزاج العراقي نزق وحار وفي كثافة الصهير (اللافا) الذي يسيل من فوهة البركان.
عراقيون في الجريدة (الفلسطينية واللبنانية) وفلسطينيون، في الكتاب (العراقي واللبناني)، ولبنانيون في الجريدة (اللبنانية والعربية).. والجميع يرفدون القصيدة الجديدة.
.. و"الميليشي" أغنية فلسطينية - عراقية على الوتر اللبناني، أو أغنية عراقية - فلسطينية على الوتر العراقي.. أو أغنية كورال فلسطينية - عراقية - لبنانية.. على وتر القلب؟! ماذا نفعل، يا عزت الغزاوي، إذا قلوبنا لم تعد تطيقنا؟!. سيبقى يوم الأحد يوم أحد. ليس للأيام قلب.. إلا قلوبنا.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب المراثي سيبقى يوم الأحد يوم أحد كتاب المراثي سيبقى يوم الأحد يوم أحد



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria