سري نسيبة و«الواقعية الجديدة»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

سري نسيبة و«الواقعية الجديدة» ؟

سري نسيبة و«الواقعية الجديدة» ؟

 الجزائر اليوم -

سري نسيبة و«الواقعية الجديدة»

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

 

البِركة أبعد ما تكون عن السكون، حتى يُقال إن البروفيسور سريّ نسيبة ألقى بها حجراً. دكتور الفلسفة كتب في 12 الجاري: أن ننسى الحلول والمفاوضات «البديل هو الصمود».
زميلان في «الأيام» عقّبا بموضوعية على نسيبة: عبد المجيد سويلم في 17 الجاري، وأكرم عطا الله في 18 منه، وسبقهما في 16 منه الزميل غسان زقطان في «النهار العربي»، بشيءٍ من الشخصانية !
المسألة موضوع النقاش، هي: بين الحلم والاستسلام. الحلم، حسب نسيبة هو حصولنا على كل الحقوق، بما يعني القضاء على إسرائيل؛ والاستسلام هو فشل مشروعنا الوطني في مفاوضات تُفضي إلى دولة مستقلة، وهذا لا يتحقق إلاّ بهزيمة عسكرية لإسرائيل.
للزميل عبد المجيد ملاحظات إيجابية كثيرة على أطروحة «الصمود» لسريّ نسيبة، مع أنها ليست ملاذاً سياسياً بديلاً في تحديد الرؤى والأهداف. الزميل أكرم عطا الله، يرى أن «حل الدولتين» يقع في منتصف الطريق بين الحلم والاستسلام. لماذا؟ لأنه أصبح، بفضل الفلسطينيين، إجماعاً دولياً، وإن كان غير فاعل الآن، لكن على الفلسطينيين المحافظة عليه في الوعي السياسي العالمي.
حسناً، أدخل الفلسطينيون مصطلح «الانتفاضة» إلى قواميس لغات العالم.. لكن «الصمود» دخل القاموس الصحافي العبري، قبل كثير مما طرحه نسيبة بين الحلم (في التحرير الشامل) وبين الاستسلام لفشل مشروع الاستقلال، لأن «فلسطين الماضي اختفت، بعد هيمنة إسرائيل على فلسطين» كما يقول سريّ نسيبة.
هل أفكار بروفيسور الفلسفة مثيرة للجدل، كما يقول غسان زقطان، ويراها «الواقعية الشديدة» أو السذاجة؟
من اقتراحات متناقضة، في رأي غسان، أن خرّيج أكسفورد، وعضو «فتح» سبق وأثار غباراً بعد وثيقة مشتركة له مع «العمّالي»، ورجل الأمن المتقاعد، عامي أيالون، وقت الانتفاضة الثانية، رغم أنها لا تختلف كثيراً عن مبادئ أوسلو، وتلقّى بسببها اتهامات شديدة ومتطرّفة من أجنحة في «فتح»!
حسناً، «أمير القدس» فيصل الحسيني كان أصدر مع عضو مركزية «حيروت» موشي عميراف، وثيقة قبل الانتفاضة حول القدس بالذات، علماً أن نسيبة يرى أن العاصمة صارت بلا قيادة، بعد رحيل الحسيني، كما لا قيادة فلسطينية بعد رحيل عرفات. هذا غير صحيح بعد رفض أبو مازن «صفقة ترامب».
تراجع نسيبة عن وثيقته مع أيالون، والآن يتراجع عن الدولة المستقلة على خطوط 67، كما عن الكونفدرالية مع الأردن. الحقيقة أنها، كلها، كانت مشاريع لمنظمة التحرير. في مرحلة تحدّث عرفات عن كونفدرالية مع الأردن، وفي مرحلة عن كونفدرالية ثلاثية مع الأردن وإسرائيل.. أليس كذلك يا صديقي غسان زقطان؟
شيء واحد لم يتراجع عنه نسيبة، وهو عضويته في «فتح»، التي هي جبهة في مسمّى حركة، ورشح نفسه في مؤتمرها السادس، ببيت لحم 2009، للجنة المركزية.. ولم ينجح، بينما نجح محمد دحلان، ثم طرد لاحقاً وأدين. ما من أحدٍ يطالب في «فتح» بطرد نسيبة!
الواقعية، جديدة أو شديدة، كانت في صلب مواقف شخصيات «فتح» القيادية، مثل خالد الحسن، الذي قال: «كيف أجد نفسي في «فتح» أبو هاجم، وأبو الجماجم.. أبو الليل وأبو الويل».. لكنه قاد الحوار مع أوروبا، منذ قرارها الفلسطيني السياسي في البندقية (إيطاليا).
ما هو «الصمود» وما هو البديل حسب نسيبة؟ أن ننسى الحلول المطروحة، وأن ننسى المفاوضات العقيمة.. وأن «نتمسك بالمنظمة»، وأن نصمد!
الظروف والمعطيات السياسية الراهنة تجعل من الخطأ أن «نرفع سقف توقعاتنا عن واقعنا الزماني» يقول نسيبة. «صفقة ترامب» قد لا تكون هي الآتية، لكنها لن تكون دولة فلسطينية مستقلة، ترفضها إسرائيل، وترفض دولة مشتركة، أيضاً.
ليس صحيحاً أن اقتراحات نسيبة، وتراجعه عنها لاحقاً، كانت من بنات أفكاره، فهو لم يكن في قيادة «فتح» والمنظمة، عندما طرحت مشروع الدولة الديمقراطية عام 1968 أو مشروع السلطة الوطنية والنقاط العشر 1974، أو مشروع الكونفدرالية مع الأردن، والثلاثية مع إسرائيل، ولا عضواً في المجلس الوطني في الجزائر، الذي أصدر بيان استقلال دولة فلسطين.. لكنه كان نشيطاً في قيادة الانتفاضة الكبرى الأولى، مع فيصل الحسيني، الذي أدار الصراع المقدسي من «بيت الشرق».
بعد السلطة الوطنية، كنت قد كتبت مؤيداً مشاركة المقادسة في انتخابات بلدية القدس لا الكنيست، وزارتني في «الأيام» قيادة «فتح» في القدس معترضة على ذلك، فشكوت إلى عضو اللجنة المركزية المرحوم «صخر» الذي قال إن هذا رأي فيصل الحسيني وآخرين في «فتح».
«الصمود» ليس من اختراع نسيبة، وتبدلات رأيه ومواقفه كانت تبعاً لسياسة «فتح» ومنظمة التحرير وبرامجها. لا أعرف بماذا تحدّث نسيبة عن «واقعية» خلال تدريسه طلاب جامعة بيرزيت، الذين تهجّم بعضهم عليه، وشجُّوا رأسه. آنذاك كتبت في «فلسطين الثورة» ـ قبرص ضد ذلك، فاحتجّ بعض طلابها على ما كتبت.
ينهي نسيبة مقالته موضع الجدل، بأن علينا أن نتمسك بوحدة شعبنا، وهويته، وروايته، ونتمسك بمنظمة التحرير بعد إعادة بنائها.. ولكن قد تجد نفسها في مأزق الاضطرار للتعامل مع الضغوط السياسية، وقد تُذعن لها بمبرر أو بآخر، فإن حصلت اتفاقات، أو لم تحصل تبقى الأولوية تثبيت أقدام شعبنا في أرضه، وأن يتمسك بأرضه، وبما لديه.. فليست من مقاومة أشرف وأكفأ من ذلك، ليكون متأهّباً في مستقبل ما لطيّ صفحة مؤلمة من تاريخه ويربح البقاء، العودة.. والمساواة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سري نسيبة و«الواقعية الجديدة» سري نسيبة و«الواقعية الجديدة»



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria