يتلاعبون بما نأكل
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

يتلاعبون بما نأكل

يتلاعبون بما نأكل

 الجزائر اليوم -

يتلاعبون بما نأكل

حسن البطل

حسناً تفعل، إن عصرتَ ليمونة على صحن سلاطة، ولم ترفع بذورها. اهرس بعضها بأسنانك، وكذا بذور غيرها مثل بذور العنب البذري، فإن أكلت ثمرات المشمش فلا تلق لب بذورها .. جميع بذور الثمار ذات فائدة مضاعفة. إياك والبطيخ اللابذري..الخ!

الآن، يروج البطيخ اللا-بذري والعنب اللا-بذري، وبعد قليل تختفي بذور البندورة، وربما الخيار.. فلا يبقى، مثلاً، إلا بذور الفقوس البلدي؟

كان الفلاح المجرّب يقوم بتأهيل بذور افضل حبات الثمار في حقله، ويعيد زراعتها في موسم آخر.. وهكذا!!

صاروا يتلاعبون بجينات ومورثات الثمار والخضروات، وحتى حبوب القمح والأرز والذرة، طمعاً في موسم أوفر، لكن هذا التهجين والإخصاء سريع الانهيار، ويعالجون انهياره بمزيد من الإخصاء بتعديل جيناته ومورثاته .. وهكذا!

من بين كل المخاطر الماثلة على البيئة، مثل احترار جو الأرض، وتآكل طبقة الاوزون الواقية من أشعة شمسية ضارة، وزيادة مطّردة في تلوث البحر "وقلويتها" وتدهور التنوع البيئي للنبات والحيوان.

.. هناك أيضاً تصاعد مطرد في التلاعب بجينات الثمار والخضروات، لتعطي محاصيل أوفر ولو لدورة تطول او تقصر من سنوات زراعية. أما تصنيع منتوجات اللحوم والدواجن فهذه فضيحة وجريمة.

هناك منظمة الصحة العالمية للتعاون في مقاومة الأوبئة؛ وهناك درجة دنيا حتى الآن من تعاون دولي للحدّ من حقن الهواء بغازات ضارة .. وقوانين حمائية للحيوانات المهددة بالانقراض، وبدرجة اقل للحد من سرعة اختفاء نباتات طبيعية (تنوع الغطاء النباتي البيئي ليس بفعل الاصطفاء الطبيعي لكن بفعل تدخل إنساني جائر).

إضافة الى خزائن الذهب لدعم العملات والاقتصاد الوطني والعالمي، وخزّانات النفط سعياً لضبط تقلب الأسعار والتحكم فيها، هناك منظمة الزراعة الدولية (الفاو) التي دأبت على تشكيل احتياطي من بذور الثمار والنباتات المؤصلة، لعلاج محتمل إذا تدهورت المحاصيل بفعل زيادة الاصطفاء الصناعي الجيني.

في سعيها لهذا الهدف الجليل، أقامت "الفاو" ما يشبه بنوكاً من البذور المؤصلة في مناطق عديدة من العالم. فوجئ علماء الزراعة في "الفاو" ان عزلة ألبانيا عن العالم دفعت مزارعيها الى تأصيل طبيعي لبذور الثمار والخضروات، حيث كان الفلاحون يحتفظون بأحسنها في أوعية من قماش ويخبئونها حتى تحت أسرّتهم.

كما نعرف، فقد أهدى "العالم الجديد" في الأميركتين الى "العالم القديم" نباتات جديدة عليه، مثل البندورة (الطماطم) والذرة .. وحتى الطباق (أوراق نباتات التبغ).

البندورة، التي نظرت إليها أوروبا، في البداية، كنبتة شيطانية وسامّة هي ثمرة تصنف خضاراً، وبعد ارتياب صارت الأكثر استهلاكاً على نطاق العالم قاطبة.

لم تعد البندورة كما كانت، بفعل المخصبات الطبيعية ثم الصناعية، ثم استخدام المبيدات .. وأخيراً التحكم في جيناتها .. بما افقدها طعمها وحتى قلل من فائدتها.

إلى ذلك كانت للخضار مواسم، وصارت حاضرة في كل موسم، سواء بالاستيراد من دولة الى دولة أُخرى، الى تهجينها لتطرح في السوق في غير موسمها .. بلا نكهة!

مثل آخر، كان القمح السوري "البلدي" يجود في حوران والجولان (أهراءات روما القديمة)، وهو قمح "فاس" وتصدر سورية كل كيس منه مقابل سبعة أكياس من القمح "الطري" الأميركي أو الأسترالي او الإيطالي غزير الإنتاج، لكنه هش وراثياً.

كذلك لم يعد محصول الأرز آسيوياً وقليل المحصول ومحباً للماء، فقد تعددت أصنافه وزادت محاصيله، وقلت فائدته.

الولايات المتحدة التي حلّ علماؤها الشيفرة الوراثية للإنسان، تتصدر دول العالم في التلاعب الجيني، وكذلك تفعل إسرائيل .. ومعظم بقية دول العالم.

هذا العام، لاحظ الأردنيون رفع لافتة لشركة مونسانتو Monsanto في بعض مزارع عمان، وهي شركة تظاهر ضدها ناس في ٥٠ دولة، وأدت منتجاتها الزراعية الى انتحار ٢٠٠ ألف مزارع هندي.

هذه الشركة كانت مساهمة في تصنيع القنبلة الذرية، ثم تصنيع المادة الكيماوية "العامل البرتقالي" Agent Orange لضرب وإبادة المحاصيل خلال حرب فيتنام وتعرية أوراق الغابات اي شن "حرب بيولوجية" و"جرائم حرب" بدعم من الحكومة الإميركية.

التفتت الشركة الى ميدان صناعة الكيماويات لاستخدامات زراعية "معدلة جينياً" بحيث صارت مسؤولة عن ٧٠٪ من بعض المحاصيل كالذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة.
نالت الشركة "براءة اختراع" تفرض على الفلاحين المتعاملين معها عدم الاحتفاظ بالبذور من سنة الى أُخرى، بحيث لا تنتج محاصيلها بذوراً يمكن إعادة زرعها!

تبيع الشركة بذوراً قابلة للتطاير بفعل الريح لمسافة ٨٠٠ كم خلال ٢٤ ساعة، بما يهدد كل فلاح يستمر بزراعة البذور التقليدية، وبما يهدد بالقضاء على البذور غير المعدلة جينياً لبعض المحاصيل.

في النتيجة؟ المحاصيل المعدّلة جينياً تغيّر تركيب الدّم، وتُضعف جهاز المناعة، وتؤدي الى أورام سرطانية.

بذور شركة مونسانتو تدمر التنوع الحيوي والبيولوجي، وتؤثر على نظام التوازن البيئي.

ما تستطيعه، قدر الإمكان، ان تأكل الخضروات في مواسمها؛ وان تتجنب النباتات اللابذرية .. لأن "نحن ما نأكل" كما يقول مثل أميركي لم يعد سارياً في أميركا والعالم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يتلاعبون بما نأكل يتلاعبون بما نأكل



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria