الجماعة والثورة والسلطة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الجماعة والثورة والسلطة

الجماعة والثورة والسلطة

 الجزائر اليوم -

الجماعة والثورة والسلطة

حسن نافعة

شهدت مصر، منذ تأسيس دولتها الحديثة على يد محمد على، أربع ثورات. اثنتان منها قادهما الجيش، أو بالأحرى فجرتهما عناصر وطنية فى جيش لم يصبح مصرياً خالصاً، إلا بعد إبرام معاهدة 1936: ثورة عرابى عام 1882 وثورة الضباط الأحرار عام 1952. أما الثورتان الأخريان: ثورة 1919 وثورة يناير 2011، فقد فجرتهما طلائع مدنية التف حولها الشعب بكل فئاته وطوائفه، وبالتالى تعدان ثورتين شعبيتين كبريين. ولأن جماعة الإخوان المسلمين لم تتأسس إلا فى عام 1928، فمن الطبيعى ألا تكون لها علاقة إلا بالثورات التى اندلعت بعد هذا التاريخ، أى بثورتى 1952 و2011، وهى علاقة ملتبسة فى الواقع، فمن المؤكد أن الجماعة لم تقم بتفجير أى من الثورتين، لكنها سعت لفرض هيمنتها عليهما. وبينما فشلت فى فرض وصايتها على ثورة 1952 تشير ظواهر الأمور إلى أنها نجحت فى تأميم ثورة 2011 لحسابها. لقد واجهت الجماعة، منذ نشأتها، إشكالية لم تتمكن من حلها حتى الآن، ألا وهى تحديد طبيعة العلاقة بين طابعها الدعوى وطموحها السياسى. وإذا كان الطابع الدعوى للجماعة يفرض عليها تلمس السبل التى تساعد على بناء «المجتمع المسلم»، الذى تصوره مؤسسها حسن البنا «من القاعدة إلى القمة»، فإن طموحها السياسى يغريها بالاستيلاء على السلطة، والعمل على بناء المجتمع الذى تصبو إليه من «القمة إلى القاعدة». ولا جدال فى أن الطابع الدعوى للجماعة هو ما أغرى كثيرين بالانضمام إليها فى البداية، ولأن إحساس قادتها بالقوة المتنامية للجماعة، بسبب انتشارها السريع، غير المتوقع، أوقعهم فى غواية السياسة، فقد أقدموا على إنشاء «جهاز سرى»، مرتكبين بذلك أكبر الأخطاء وأخطرها. لم تكن جماعة الإخوان المسلمين، التى نشأت فى مرحلة شبه ليبرالية تتيح حرية تشكيل الأحزاب السياسية، فى حاجة لإنشاء جهاز سرى، إذا كانت جماعة دعوية حقا، فالدعوة إلى صحيح الإسلام، كما تراه الجماعة، لا تحتاج إلا إلى رؤية فكرية قادرة على مقارعة الحجة بالحجة. أما إذا كانت تنظيما يرى فى الوصول إلى السلطة شرطا لازما للتمكين للدعوة، فقد كان بوسعها التحول إلى حزب سياسى يسعى للوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، وأن يميز نفسه عن بقية الأحزاب بمرجعيته الفكرية الإسلامية. غير أن رفض الجماعة تشكيل حزب سياسى، بدعوى أنه «لا حزبية فى الإسلام»، وإقدامها فى الوقت نفسه على إنشاء جهاز سرى لتحقيق أهدافها، أغراها باستخدام العنف، وسيلة للوصول إلى السلطة. والواقع أن جماعة الإخوان المسلمين لم تتمكن، منذ نشأتها وحتى اليوم، من قيادة ثورة جماهيرية ضد نظام قائم لا يعجبها، ولا من الوصول إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع، إلا أنها لم تكن مع ذلك بعيدة عن جميع الحركات الصانعة للثورات التى أسقطت النظام «شبه الليبرالى»، عام 1952، كما أسقطت «نظام الفساد والاستبداد»، عام 2011. من المعروف أن جمال عبدالناصر، مؤسس حركة «الضباط الأحرار»، التى فجرت ثورة يوليو، كان قد انضم، فى شبابه، إلى جماعة الإخوان. ورغم أنه سرعان ما هجر الجماعة، فإنه كان حريصاً فى الوقت نفسه على أن تضم حركته داخل الجيش بعض الضباط المتعاطفين مع الجماعة أو المنخرطين فيها تنظيمياً، لتأمين نجاح الحركة. غير أن الجماعة رفضت أن تصبح شريكا فى السلطة، بعد نجاح الثورة، وأصرت على فرض وصايتها كاملة على الثورة، وهو ما رفضه عبدالناصر. لذا بدا الصدام حتميا، وأصبح عنيفا ودمويا، فى مراحل تالية. ومن المعروف كذلك أن جماعة الإخوان المسلمين، التى أسهمت سياسات الرئيس السادات فى عودتها من جديد إلى قلب الحياة السياسية المصرية، اعتباراً من بداية السبعينيات، كانت على علاقة وثيقة بكل الحركات الثورية، المعارضة لمبارك، خاصة بعد ظهور ولده جمال على الساحة، ووضوح رغبة النظام فى توريث السلطة، فلم تكن جماعة الإخوان بعيدة عن أجواء عملية حراك سياسى أفرز جماعات وائتلافات، معارضة للنظام، وأدى تراكم نشاطها وتفاعلاتها فى النهاية إلى تفجير ثورة يناير. لقد أتيح لى شخصياً أن أتعرف عن قرب على الدور الذى لعبته الجماعة فى بعض هذه الحركات، خاصة عندما كنت نائباً للدكتور عزيز صدقى فى الجبهة الوطنية للتغيير، أو منسقاً عاماً للحملة ضد التوريث، ثم للجمعية الوطنية للتغيير. وقد سبق لى أن نوهت، فى كتابات سابقة، ومن واقع تجربتى الشخصية، إلى أن دور الجماعة فى دعم الحركات التى مهدت لثورة يناير كان فاعلًا، لكنه لم يكن أبداً ثورياً أو مبادراً، وغالباً ما كان يأتى متأخراً ومناوراً. وبدلاً من قيام الجماعة باستخدام ميزتها النسبية فى التعاون مع رفاق الثورة، لتأسيس نظام ديمقراطى يتسع للجميع، ويمكن للدعوة الإسلامية أن تزدهر فيه، تغلب نهمها للسلطة، وفضلت الانفراد بها، وتهميش كل القوى التى صنعت ثورة مهدت لها طريق الوصول للسلطة. غير أن سلوك الجماعة على مدى العامين الماضيين كشف عن حقيقتين على جانب كبير من الأهمية: الحقيقة الأولى: أن قدرة الجماعة على خدمة الدعوة الإسلامية تبدو محدودة جداً، إذا ما قورنت بما يمكن لمؤسسة عريقة مثل الأزهر أن تقوم به فى هذا المجال. الحقيقة الثانية: أن قدرة الجماعة على قيادة مصر سياسياً، خصوصاً فى مرحلة تأسيسية كالتى تمر بها حالياً، تكاد تكون معدومة، نظراً لافتقارها إلى الخبرات اللازمة. لقد ثبت، بما لا يدع أى مجال للشك، أن جماعة تتكون من أنصاف دعاة وأنصاف سياسيين لا تستطيع أن تدير مصر، خصوصاً فى المرحلة التأسيسية التى تعقب قيام الثورة. لذا يتعين على جماعة الإخوان، إن كانت تحرص على الوطن حقاً، أن تراجع نفسها وأن تعود إلى رشدها، وأن تتعاون مع الآخرين للتأسيس لنظام ديمقراطى حقيقى يليق بمصر الثورة، وعليها أن تتذكر حقيقة بسيطة، هى أنها شاركت فى الثورة، لكنها لم تصنعها، ومن ثم لا يحق لها أن تنفرد بقيادتها، وأن مرحلة التأسيس لنظام جديد تتطلب مشاركة الجميع، بصرف النظر عن نتائج الصندوق التى يمكن الاحتكام إليها لاحقاً. نقلا عن جريدة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجماعة والثورة والسلطة الجماعة والثورة والسلطة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria