الشورى وظاهرة التحرش الجنسي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الشورى وظاهرة التحرش الجنسي

الشورى وظاهرة التحرش الجنسي

 الجزائر اليوم -

الشورى وظاهرة التحرش الجنسي

حسن نافعة

لعبت المرأة المصرية دوراً رائعاً فى ثورة 25 يناير المصرية، شهد له العالم كله واعتبره واحداً من أهم أسباب نجاح وتألق هذه الثورة، فلم تتردد المرأة المصرية فى الوقوف مع الرجل جنباً إلى جنب ونزلت إلى الشوارع والميادين تتحدى النظام القديم وتهتف بسقوطه، وتبذل الجهد والعرق والدم فداء لوطن عانى الكثير من الذل والمهانة كى ينعم أخيرا بالحرية والكرامة. وعندما نتحدث عن مشاركة المرأة المصرية فى الثورة فإننا نقصد المرأة ككل: الجدة والأم والزوجة والفتاة، بل الطفلة أيضا، فقد كان الجميع على استعداد للعطاء بلا حدود، ففى أيام الثورة العظيمة لم نسمع عن رجل ينهر زوجته أو ابنته أو يحاول منعها من التظاهر بحجة غياب الأمن فى الميادين أو احتمال التعرض للاعتداء أو للتحرش الجنسى. وقد سمعت بأذنى، خلال تلك الأيام التى لا تنسى من تاريخ مصر، رجلا بسيطا كان متواجدا مع كامل أسرته فى ميدان التحرير وهو يقسم لصاحبه الذى كان يحث ابنته على العودة إلى المنزل قبل هبوط الظلام، مؤكدا له أن ميدان التحرير لا يقل أمناً وأماناً عن منزله نفسه وأنه لا يخشى على ابنته حتى من المبيت مع زملائها وزميلاتها فى قلب الميدان الذى لن يغادره قبل رحيل مبارك. رحل مبارك، غير أن نظامه بقى دون أن يمسسه سوء. صحيح أن جلده تغير، لكن روحه الفاسدة ظلت على حالها، وصحيح أيضا أن جذوة الثورة لم تنطفئ، غير أن الشعب الذى فجرها، وأذهلنا بسلوكه المتحضر فى تلك الأيام الخوالى الخالدة، لم يعد هو نفسه الشعب الذى نشعر اليوم بالأسى على حاله بعد أن امتلأت الميادين والشوارع بالبلطجية وبدأت تظهر فيها فرق تحرش ممنهج بالنساء. وقد شاهدت منذ أيام حلقة مسجلة لأحد البرامج الحوارية شاركت فيها شابات مصريات تعرضن للتحرش وروين وقائع يندى لها جبين كل مصرى، فأصابنى ما يشبه الذهول. ولأن هذه الوقائع كانت تكفى لزلزلة الأرض من تحت أقدام الحكومة فى كل مؤسسات الدولة، فقد كانت صدمتى كبيرة فى مجلس الشورى، الذى تعامل مع هذه الظاهرة البشعة باستخفاف يصل إلى حد التواطؤ. فقد ذكرت تقارير صحفية بالأمس أن لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى عقدت اجتماعا لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسى للفتيات فى المظاهرات والميادين العامة. وبدلا من أن يوجه أعضاء مجلس الشورى تحية حارة لنساء مصر على ما قدمن من عطاء لثورة أتت بهم إلى القبة، ويسارعوا باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايتهن، إذا بهم يوجهون لهن اللوم ويعتبرونهن مسؤولات عما حدث لأنهن «لم يقمن باتخاذ خطوات احترازية لمنع إصابتهن بالأذى». أما الحل من وجهة نظر هؤلاء الأعضاء المحترمين فيكمن فى «تخصيص أماكن لتظاهر النساء» أو «عدم ذهابهن أصلا إلى هذه الأماكن غير الآمنة». بل قال أحدهم بالحرف الواحد: «اللى نازلة عارفة إنها وسط بلطجية وشوارعية يجب أن تحمى نفسها قبل أن تطلب من الداخلية ذلك»، واعتبرها مسؤولة «بنسبة 100 %» عما يحدث لها!!. لا شك عندى فى أن ظاهرة التحرش التى تعج بها ميادين وشوارع مصر هى امتداد لجهود مستميتة تبذل لقتل ما تبقى من روح الثورة، من خلال تخويف الأم والزوجة والجدة وتحويلهن إلى أداة لردع الشباب ومنعه من مواصلة مسيرة الثورة التى لم تحقق أهدافها بعد. وكان يفترض على من يجلس تحت القبة الآن، لو كانوا نواباً يمثلون الشعب حقاً، أن يتعاملوا مع ظاهرة التحرش الجنسى المتفاقمة اليوم فى مصر باعتبارها جريمة كبرى يتعين التصدى بمنتهى الحزم والشدة ليس فقط مع مرتكبيها، بل ومع كل من يحرض عليها أو يتواطأ لتسهيل ارتكابها، ويصروا على إجراء تحقيق مستقل للكشف عن ملابساتها وإصدار التشريعات الرادعة لمعاقبة المتورطين فيها. غير أن الجالسين تحت القبة اليوم هم أناس ينظرون إلى هذه الجريمة النكراء من منظور تمليه رؤية لثقافة تقليدية قصيرة النظر لا ترى فى علاقة الرجل بالمرأة سوى غريزة يحكمها الجنس، وينسون أنه لولا شجاعة النساء لما وصلوا إلى البرلمان ولما جلسوا تحت القبة. لذا أضم صوتى إلى صوت المطالبين بضرورة قيام مجلس الشورى بالاعتذار عما بدر من بعض أعضائه فى حق نساء مصر، والذى قد يؤدى من الناحية العملية إلى التحريض على التمادى فى ارتكاب جريمة التحرش الجنسى والانتقاص من حق المرأة فى المشاركة السياسية، كما أطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لدراسة هذه الظاهرة واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لاستئصالها والقضاء عليها تماماً.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشورى وظاهرة التحرش الجنسي الشورى وظاهرة التحرش الجنسي



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 00:31 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يُكرم محسنة توفيق ومنة شلبي

GMT 06:43 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

النموذج الجديد من بورش تغييرات نادرة وأناقة ملفتة

GMT 07:10 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

مايكروسوفت تؤكد اقترابها من هدفها بشكل كبير

GMT 08:26 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

تعرف علي وجهات التزلج الأكثر غرابة حول العالم

GMT 23:29 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفتح يجري تدريباته اليومية استعدادًا لمواجهة الاتفاق

GMT 14:35 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

غلق مركزين للدروس الخصوصية من دون ترخيص في مصر
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria