مصر بحاجة لرئيس وزراء إضافي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مصر بحاجة لرئيس وزراء إضافي

مصر بحاجة لرئيس وزراء إضافي

 الجزائر اليوم -

مصر بحاجة لرئيس وزراء إضافي

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

البنية الإنسانية لا تقل أهمية عن البنية التحتية، نحن بحاجة لرئيس وزراء آخر، ليس بدلاً من ولكن، يضاف لرئيس الوزراء الحالى، ولنعين رئيس وزراء آخر للتنمية الإنسانية، ومصدر كلامى هذا استمرار نفس نهج ما قبل ٢٥ يناير عند المسئولين المصريين الذين يتحدثون بنفس منطق حكومات الرئيس مبارك فى خطاباته المختلفة عن زيادة الصادرات وتضاعف عدد التليفونات، وتحسن أحوال الصرف الصحى، واطراد أعداد الكبارى والأنفاق، وعن الإنجازات فى مجال البنية التحتية. إن التنمية الحقيقية فى مصر تجعلنا بحاجة لرئيس وزراء آخر يبنى الإنسان المصرى بالإضافة لرئيس الوزراء الحالى الذى ينشغل أكثر بالبنية التحتية، فالقضية ليست فى إدارة أبنية مصر، المعضلة هى تنمية وتثقيف وتوعية الإنسان المصرى.

إن الأمم المتحدة أطلقت على عملية بناء هذا المناخ الملائم للتنمية الحقيقية تعبير (Building Trust in Government) بناء الثقة فى الحكومة، وحتى يحدث هذا فأنا أقترح أن يكون هناك رئيسان للحكومة: واحد يهتم ببناء الإنسان المصرى والآخر يهتم ببناء الكبارى وحفر الأنفاق ومد التليفونات بدلاً من حالة التقدم المظهرى الذى يخفى وراءه الكثير من مظاهر التخلف الهيكلى التى نعيشها كما يقول سمير أمين، أحدهما يهتم بتعليم المصريين ألا يسرفوا فى استخدام المياه والآخر يهتم بمد مواسير المياه والمجارى تحت الأرض، واحد يعلم المصريين ألا يلقوا الزبالة فى الشارع، والآخر يتعاقد مع شركات إسبانية وفرنسية كى ترفع الزبالة من الأماكن المخصصة لها، واحد يقبض على مثيرى الفتنة الطائفية والآخر يربى الإنسان المصرى على أن «الدين لله والوطن للجميع»، وبالمناسبة لن ينجح الثانى إلا إذا نجح الأول، ولن ينجح الأول إلا إذا نجح الثانى.

فلا انفصال بين زيادة أعداد السيارات فى الشوارع وارتفاع كفاءة قائديها، فالقضية الملحة ليست فى المظاهر الشكلية للتقدم مثل وجود تليفونات أكثر، ولكن فيم يتحدث المصريون؟ وما القضايا التى تشغلهم؟ كما أنه من المنطقى أن يكون عدد الكبارى فى اطراد، لكن ما معنى أن يكون ضحايا المصريين من حوادث الطرق فى السنة أكثر من ضحايا الفلسطينيين من القصف الإسرائيلى المتكرر؟! ولا شك أن المرء يكون سعيداً حين يفتح الحنفية ويجد ماء متى تيسر له ذلك، لكن المعضلة أن المصريين يمكن أن يفتحوا الحنفية ولا يكترثون بإغلاقها.

نحن نبنى عدداً أكبر من المدارس لنواجه الزيادة السكانية، لكن سؤالى: لماذا لا نبنى الإنسان المصرى الذى يكافح هو بذاته الزيادة السكانية ويساهم هو بذاته فى بناء المدارس؟ الحكومة تعتقد أن الشعب المصرى هو المنافس الذى تتحرك ضده لأنها لم تنجح أن تكسبه فى صفها، وأن تجعل قضاياها قضيته، من غير المهم أن يعمل الوزير أضعاف ما يعمل من وجهة نظرى، لكن المهارة الحقيقية؛ كيف ينجح الوزير فى أن يجعل العاملين فى وزارته يعملون أضعاف ما يعملون ويعطى هو لهم القدوة؟ هذه طريقة مختلفة فى التفكير عن تلك السائدة عند السادة المسئولين، فهم كحال الأب الذى يقوم بإعادة ترتيب المنزل مع كل مرة يقدم فيها الأطفال على العبث بمكوناته، لأن لديهم سلوكيات خاطئة، وغالباً ما يلعنهم فى سره لأنهم غير ملتزمين بما يراه صواباً، ماذا لو نجح الأب فى تربية أولاده على أن يكونوا مسئولين عن أفعالهم على نحو يجعلهم لا يعبثون بلا إحساس بالمسئولية أو يصلحون ما يفسدون؟ ومن هنا تأتى أهمية التربية على المواطنة، أى التربية على قيم المسئولية المشتركة بين الحاكم والمحكوم. وكى أوضح ما أقصد سأناقش أمثلة تستدعيها ذاكرتى عساها توضح فكرتى:

1- قال أحد مدربى كرة القدم السابقين، ولا أتذكر اسمه، بعد أن فر من تدريب أحد الناديين الكبيرين عن مصر: «عندكم أحدث عربيات العالم، لكنكم ما بتعرفوش تسوقوا لأنكم ما عندكم أخلاقيات القيادة السليمة»، حقاً مصر فيها سيارات أكثر لكن فيها حوادث أكثر وعادم سيارات أكثر وزحمة أكثر واختناقات مرورية أكثر، لأننا لم نهتم بتربية الإنسان الذى هو فى مقعد القيادة على أن يعرف كيف يقود سيارته، إن الاعتماد على الاستدلال بالتقدم باستخدام أرقام البنية التحتية يعنى خداع بسطاء العقول، وهؤلاء نحن لسنا بحاجة لخداعهم لأنهم أقيلوا فاستقالوا فخرجوا من الحسبة السياسية بالفعل.

3- فى واحدة من ندوات كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكنت حينذاك معيداً فى الكلية، استضافت الكلية وزير التعليم الذى تحدث عن جهود الوزارة فى بناء المدارس ومواجهة الدروس الخصوصية وإيفاد المدرسين للخارج، وقد طلبت الكلمة للتعليق. وكان مما قلت إن المهمة الأولى لوزارة التربية والتعليم هى أن تخرج لنا طالباً يحب مصر أولاً، حريصاً عليها ومحباً لمصلحتها مقتنعاً بأن «الأفضل فى أى مجال هو الأولى بأن يتقدم فيه» من أجل خدمة الوطن، لكن ماذا تستفيد مصر من أن يخرج من مدارسها عباقرة فى الكيمياء والفيزياء وغيرهما ويهرولون مسرعين خارجها أول ما تأتيهم فرصة للرحيل عنها غير مهتمين حتى أن يرتبطوا بها أو أن يحرصوا على نقل ما تعلموه فى الخارج إليها؟ فما كان من إجابة، لأن مسئوليته كما فهمها ليست فى الاستفادة من الإنسان المصرى، وإنما فى بناء المدارس ومحاربة الدروس الخصوصية دون النفاذ لما هو أكثر أهمية وهو تغيير نمط تفكير الطالب، بل والمواطن المصرى.

إن ثقافة الإنسان المصرى ليست معطى مثل الموقع الجغرافى، لا نملك حيالها إلا التسليم بها والتعايش معها، وإنما هى واحدة من أدوات التقدم إن استطعنا أن نعيد تشكيلها وتوجيهها، أو واحدة من أسباب التخلف إن جعلنا منها عذراً للاهتمام ببناء المدارس دون الاهتمام ببناء الطالب، بتعبيد الطرق دون الاهتمام بتربية قائد السيارة على قيادتها، بمد مواسير المياه دون تربية المواطن على حسن استغلاله لها، إن المصرى مستقيل من الحياة العامة ينظر لمصر كبقرة حلوب، الأشطر يحلبها أكثر.

قل لى كم ونوعية البرامج الموجهة للتنمية الإنسانية، أقل لك إن كنا نسير على الطريق الصحيح أم لا.

المصدر : صحيفة الوطن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر بحاجة لرئيس وزراء إضافي مصر بحاجة لرئيس وزراء إضافي



GMT 13:38 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

سبحان ربى الأعلى

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria