فيروس ترامب اخترق النظام الأميركى
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

فيروس "ترامب" اخترق النظام الأميركى

فيروس "ترامب" اخترق النظام الأميركى

 الجزائر اليوم -

فيروس ترامب اخترق النظام الأميركى

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

«الفرد فى مواجهة المؤسسة» واحدة من أهم معضلات السياسة فى تاريخها. مع قرارات الفرد قد يأتى الإبداع والحلول المبتكرة التى عادة ما تقاومها المؤسسات، ولكن مع قرارات الفرد أيضاً قد تأتى المغامرات غير المحسوبة والقرارات الخاطئة التى تسعى المؤسسات للحد منها.

المؤسسية، وتغليب نظرية تعدد مراكز صنع القرار وتوازنها ورقابتها المتبادلة وعدم تركز القرار فى يد شخص محدد يأمر والباقى يطيع ولا يستطيع أن يعارض أو يستأنف أو ينقض، المؤسسية بهذا المعنى قد أصبحت واحدة من سمات المجتمعات المتقدمة لأنها تعنى كذلك «الرشادة» فى عملية صنع القرار ومنع تغليب المصالح الشخصية أو الفئوية على الصالح العام.

وهناك من علماء المسلمين من اعتبروا أن ترجمة «الشورى» فى واقع المسلمين المعاصر تقتضى القواعد المؤسسية التى تجعل الشورى واجبة، ورأى أهل المشورة ملزماً، باعتبار أن صانع القرار ليس شخصاً وإنما هو المؤسسة بمجملها.

ولتوضيح الصورة أكثر، فإن الفرد الحاكم فى المجتمعات المتخلفة (أى غير الصناعية وغير الديمقراطية وغير المؤسسية) كمن يقود سفينة يستطيع أن يتوجه بها فى أى اتجاه شرقاً أو غرباً، جنوباً أو شمالاً. لا قيود عليه إلا ما يضع على نفسه. والأمثلة كثيرة، ولنبدأ بالرئيس عبدالناصر، رحمه الله، الذى أخذ مصر فى سكة الاشتراكية وأعاد توزيع الدخل عبر التأميم والمصادرة وتحديد الملكيات الزراعية وإنشاء القطاع العام والاستثمار فى الشركات والمصانع المملوكة للدولة، مع إلغاء للأحزاب وتأميم الحياة السياسية والسيطرة التامة على مؤسسات المجتمع المدنى. وبغضّ النظر عما إذا كان كل هذا صواباً أم خطأ، ماذا لو كان الرئيس عبدالناصر اختار الطريق المضاد تماماً، هل كان فى مصر من المؤسسات أو المجتمع المدنى من يستطيع أن يوقفه عن أى من قراراته؟. الإجابة يقيناً لا.

وهذا ما فعله الرئيس السادات بالضبط: تحولت مصر من حليف للاتحاد السوفيتى إلى حليف للغرب، من الاشتراكية إلى الانفتاح، من الحزب الواحد إلى تعدد الأحزاب الشكلى، من عدو لإسرائيل، للحرب، ثم الصلح معها، من القومية العربية إلى عزلة شبه تامة مع العرب، من القطيعة التامة مع الإخوان إلى إخراجهم من السجون وإتاحة المساحة لهم لينتشروا ويتمددوا، وهكذا. وبغضّ النظر عن صواب أو خطأ أى قرار من هذه القرارات، هل لو كان الرئيس السادات اختار أن يسير فى خط مضاد تماماً، هل كان هناك من أو ما يمنعه؟

أما فى الدول الراسخة فى الديمقراطية (consolidated democracies) فإن الحاكم أقرب إلى قائد قطار يسير على قضبان محددة سلفاً، له مساحة من الحركة فى حدود ما هو مقبول سلفاً ومخطط مسبقاً، يستطيع أن يزيد السرعة أو أن يقللها، أن يقف فى محطة أو أن يتجاوزها. وحتى حين يخرج على القضبان فعليه أن يصنع قضباناً غيرها، وإن لم يستطع أن يتواكب مع القضبان، فالانتخابات مقبلة وفيها يتحول الحاكم إلى محكوم والمحكوم إلى حاكم.

«ترامب» مختلف. هو يريد أن يقود سفينة محكوماً لها أن تكون على قضبان. هو يتحدى الثوابت ويرى فى نفسه أنه «the interrupter» أى الشخص الذى جاء ليقضى على السياسة المعهودة فى واشنطن وأن من انتخبوه حمّلوه هذه المسئولية كى يقضى على طريقة اتخاذ القرار الموروثة فى مؤسسات الدولة.

هو أشبه بفيروس دخل على نظام التشغيل الأمريكى، والآن هناك اختبار كبير لمدى مناعة النظام الأمريكى ضد النزعة الانفرادية فى السلطة.

لقد أصدر ترامب 20 مرسوماً رئاسياً فى 10 أيام، وفصل كل من يختلف معه فى أى من قراراته. لا يراعى حتى التقاليد المرعية فى التخاطب مع رؤساء الدول الأخرى. يُصدر الوعيد وكأنه وعد. لا يبالى بالقيم الأمريكية التى طالما رفعها الساسة الأمريكان حتى ولو على سبيل الدعاية الخارجية مثل حقوق الإنسان والحلم الأمريكى وإعطاء فرصة للجميع.

لا توجد عنده مشكلة كبيرة فى أن يطلق أحكاماً عنصرية وطائفية ومهينة على فئات كثيرة من غير البيض الأمريكان. يدخل فى سياسة مضادة ومناقضة تماماً لما كان عليه سابقوه وكأن هذا هو سر نجاحه.

يعلن عن «يهودية» ابنته وزوجها وابنته الأخرى وخطيبها وابنه كأنها مدعاة للفخر، بل ويعبر بكل هذا فى المجال السياسى فتتخلى الولايات المتحدة فى عهده عن فكرة وسيط السلام التى كانت تعلنها دون أن تنفذها فى الشرق الأوسط.

هو ليس رجلاً رأسمالياً بالمعنى التقليدى للرأسمالية الأمريكية التى جاءت مع المؤسسين الكبار للاقتصاد الأمريكى. مصادر دخله فى معظمها من السمسرة والترفيه وبناء الفنادق والكازينوهات ومسابقات الجمال وبرامج التليفزيون والراديو.

هو أقرب إلى شخص هوائى مغامر يعشق الخروج على القواعد وينتشى بأن يكون شاذاً ولا يمكن توقع كلامه أو سلوكه، اكتساب العداوات بالنسبة له متعة شخصية لأنه يظن أنه أذكى من الجميع. جزء من تحليل شخصيته يشير إلى أن لديه اضطرابات شخصية من النوع «ب» بما يشمله من شخصية دراماتيكية حدّية نرجسية.

فى الدول المتخلفة، عادة ما يكون علم النفس السياسى الذى يهتم بشخصية الزعيم وطفولته وعقده وتركيبته الشخصية هو أهم العلوم، لأنك لو عرفت ما يريده الزعيم فستعرف نسبة غالبة من تفاعلات السياسة فى البلاد.

فى الدول المتقدمة، عادة ما يتراجع علم النفس السياسى قليلاً ليعطى مساحة أكبر لدراسة المؤسسات وصراع القوى السياسية فى المجتمع وتوزيعها فى مؤسسات صنع القرار لنفهم تفاعلات السياسة فى البلاد.

«ترامب» يمثل حالة سيكون فيها الاهتمام بشخصه لا يقل أهمية عن دراسة المؤسسات لأنه وضع نفسه فوق هذه المؤسسات. والمؤسسات إما أن تنتصر أو أن تُهزم. وكلمة السر ستكون ممثلى الحزب الجمهورى الذين يشغلون الآن الأغلبية فى مجلسى الكونجرس، فإما أن ينتصروا للتقاليد الديمقراطية أو أن ينتصروا للغوغائية الترامبية.

وربنا يستر.

المصدر: الوطن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروس ترامب اخترق النظام الأميركى فيروس ترامب اخترق النظام الأميركى



GMT 13:38 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

سبحان ربى الأعلى

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria