ما لم نستفده من رحلة الصين
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ما لم نستفده من رحلة الصين

ما لم نستفده من رحلة الصين

 الجزائر اليوم -

ما لم نستفده من رحلة الصين

معتز بالله عبد الفتاح

رحلة الرئيس للصين موفقة على المستويين السياسى والاقتصادى. لكننا لم نستفد منها على المستويين الفكرى والثقافى.

كنت أتمنى أن نذهب إلى الصين كى «نتعلم»، ألم يأتِ فى الأثر: «اطلبوا العلم ولو فى الصين»؟

نحن نعيش فى عالم صينى حيث تقريباً كل السلع المعمرة وغير المعمرة التى نتداولها فى أسواقنا ممهورة بعبارة «Made in China».

ما الذى كان ينبغى علينا أن نتعلمه؟ وشكلنا ما فكرناش أصلاً نتعلمه.

أولاً، فى الصين سلطة تقود الدولة، ودولة تقود المجتمع. سلطة الحزب الحاكم من القوة بحيث أنه وضع رؤية للبلاد منذ أواخر السبعينات، انصاعت إليها الدولة بأجهزتها البيروقراطية المدنية والعسكرية، ومن لا يريد ولا يقبل الالتزام بهذه الرؤية فلا مكان له فيها. ثم تنجح الدولة فى تسويق أفكارها للمجتمع الذى يقبل هذه الأفكار ويتبناها ويصبح مؤمناً بها. فى الصين الإعلام لا «يطبل» للحاكم، ولكنه يبنى البلد، يعلم الناس الأخلاق الشخصية والاجتماعية ويركز على المهارات الاقتصادية والتجارية والصناعية. لذا لم يكن مستغرباً وصف الصين بأنها «ورشة صناعية» مهولة تحقق أعلى معدلات نمو فى العالم بنسبة لا تقل عن 8% سنوياً منذ أكثر من ربع قرن.

ثانياً، روح التحدى والخروج من الهزيمة النفسية:

كانت الصين حتى منتصف القرن العشرين كياناً هزيلاً ضعيفاً يعانى من تفشى الجهل والفقر ونقص التقنية وضعف الهوية القومية والهزيمة النفسية وسيادة القوى الأجنبية، حيث بلغت نسبة الأمية عام 1949م حوالى 80% من السكان، وهو عامل قوى كان يكفى لتحطيم كيان أى دولة، ولكنها فى خلال ربع قرن انتقلت مرة أخرى فى تاريخها الذى يعود لأكثر من 5000 سنة لتصبح قوة عظمى تنافس الولايات المتحدة الأمريكية على سيادة العالم، كما يقول الأستاذ عبدالرازق خشبة فى مقال قديم له عن الصين.

قال لى صديق صينى يعمل فى الولايات المتحدة لقد نجحت القيادة الصينية منذ دينج تساو بينج فى أن تخلق لدى الصينيين روح التحدى كى نكون أقوياء فى مواجهة اليابان والأمريكان وحلفائهما؛ فأصبحنا نستيقظ مبكراً لعلمنا أن اليابانيين والأمريكان يستيقظون قبلنا كى يعملوا وكان علينا أن ننافسهم وأن نتفوق عليهم.

روح التحدى خلقت عند الصينيين الاستعداد للتضحية حتى لا يكونوا عالة على غيرهم.

ثالثاً، جيش التنمية:

كى تنقل روح الانضباط الموجودة فى المؤسسة العسكرية إلى المجتمع، احتاجت الصين إلى إعادة تربية المواطن الصينى على احترام قيم العمل الفردى والعمل الجماعى والنظام والاتحاد وروح الفريق والتكامل المؤسسى. ومن خلال المشروعات الصغيرة والقروض طويلة الأجل تحولت المنازل إلى ورش عمل صغيرة فى وقت يوجد فيه وكيل للتسويق والتنسيق، وبالتالى انخفض اعتماد الناس على العمل الحكومى وقلت نسبة البطالة وازدادت معدلات التنمية كجزء من قدرة الدولة على أن تستفيد من طاقات مواطنيها وفقاً لخطط ذكية بما أدى فى النهاية إلى تخليص ربع سكان الصين من دوامة الفقر والتخلف، بل نجحت فى غزو العالم الخارجى باستثمارات صينية فى دول أجنبية بما يخدم الاقتصاد الصينى.

رابعاً، الاستثمار الأجنبى فى المناطق الاقتصادية الخاصة والساحلية المفتوحة:

القيادة الصينية أدركت مخاطر السياسة على الاقتصاد ومخاطر البيروقراطية على التنمية فخلقت فضاءً جغرافياً واقتصادياً ومالياً وتجارياً مستقلاً سمّته المناطق الاقتصادية الخاصة كى تكون خارجة تماماً عن معوقات البيروقراطية التقليدية التى نعرف ما يشبهها فى مصر.

ومنذ أن قررت الحكومة الصينية إجراء إصلاح النظام الاقتصادى فى عام 1978، وفى الوقت ذاته، بدأت اتخاذ سياسة الانفتاح على الخارج بصورة مخططة وعلى مراحل. ابتداءً من عام 1980 أنشأت الصين خمس مناطق اقتصادية خاصة على التوالى فى مدن شنتشن وتشوهاى وشانتو بمقاطعة قوانجدونج ومدينة شيامن بمقاطعة فوجيان ومقاطعة هاينان؛ وفى عام 1984 بدأت الصين انفتاح أربع عشرة مدينة ساحلية على الخارج، وهى داليان وتشينهوانجداو وتيانجين ويانتاى وتشينجداو وليانيونقانج ونانتونج وشانغهاى ونينجبو وونتشو وفوتشو وقوانجتشو وتشانجيانج وبيهاى؛ وبعد عام 1985 اتخذت الصين على التوالى دلتا نهر اليانجتسى ودلتا نهر تشوجيانج ومنطقة ميننان المثلثية وشبه جزيرة شاندونج وشبه جزيرة لياودونج ومقاطعة خبى ومنطقة قوانجسى الذاتية الحكم لقومية تشوانج كمناطق مفتوحة اقتصادية، الأمر الذى شكل حزاماً اقتصادياً ساحلياً مفتوحاً، وفى عام 1990 قررت حكومة الصين تنمية وانفتاح منطقة بودونج الجديدة بمدينة شانغهاى، وزيادة فتح مجموعة جديدة من المدن بضفتى نهر اليانجتسى، حيث تشكل حزام الانفتاح بحوض نهر اليانجتسى على أساس منطقة بودونج الجديدة. ومنذ عام 1992 اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من القرارات حول فتح مجموعة من المدن الحدودية وفتح المزيد من حاضرات المقاطعات والمناطق الذاتية الحكم؛ وأنشأت فى بعض المدن الكبيرة والمتوسطة الحجم خمس عشرة منطقة تجارة حرة وتسعاً وأربعين منطقة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية على مستوى الدولة وثلاثاً وخمسين منطقة تنمية صناعية عالية وجديدة التكنولوجيا. وبذلك تم تشكيل وضع الانفتاح على الخارج بصورة شاملة وواسعة النطاق وعلى مستويات مختلفة والذى يجمع بين مناطق ساحلية وحوضية وحدودية ونائية.

وبفضل تطبيق السياسات التفضيلية المختلفة لعبت ولا تزال تلعب هذه المناطق المفتوحة دوراً تعريفياً ومؤثراً فى تنمية الاقتصاد المتجه للخارج ودفع التصدير وكسب العملة الصعبة واستيراد التكنولوجيا المتقدمة.

هذه المحفزات الاقتصادية والهندسة الإدارية والتشريعية جعلت الاستثمار الأجنبى يفضل الصين على غيرها فزاد الاستثمار الأجنبى وارتفع كذلك معدل الاستثمار المحلى الصينى بالغاً 39% من الناتج المحلى الصينى الإجمالى عام 1998م.

خامساً، التعليم التدريبى:

اكتشف الصينيون أنهم لا يحتاجون عباقرة يفهمون فى كل حاجة وأى حاجة. وإنما هم بحاجة لمن يجيد اللغة الصينية الأم ولغة أجنبية واحدة، والعشرات من المهارات الشخصية والعلمية والاقتصادية والتكنولوجية والقيم الإنسانية والاجتماعية، ثم كيفية استخدام المراجع المختلفة سواء فى المكتبات أو على النت. وبعد هذا الحد الأدنى من التعليم الأساسى (الذى هو عندهم قريب من الإعدادية عندنا) يبدأون فى التخصص وداخل التخصص يتعلمون التفاصيل التى تعينهم عليه بما يخدم المجتمع الذى يعيشون فيه. التعليم عندهم ليس كائناً قائماً بذاته له أولويات مختلفة عن أولويات المجتمع، وإنما هو فى خدمة المجتمع.

هو تعليم يدرب الشباب على المهارات التى يحتاجونها حين يصلون إلى سوق العمل.

لا أعرف لماذا كان الاهتمام كبيراً من الإعلاميين المصريين فى رحلة الصين بالتسجيل مع المسئولين المصريين، كنت أتمنى أن نلتقى بالشعب الصينى أكثر؛ بالمدرس والطالب والمهندس وسائق التاكسى والفلاح. كان نفسى يعرف المصريون كيف يعمل الإنسان الصينى، كيف يتعلم، كيف يضحى، كيف يبنى، كيف يتفاءل، كيف يعمل جماعياً من أجل هدف أسمى.

لكن معلهش، يمكن المرة الجاية نتعلم. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لم نستفده من رحلة الصين ما لم نستفده من رحلة الصين



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria