أردنــيــون عــنــد «درجـــة الغـلــيــان»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أردنــيــون عــنــد «درجـــة الغـلــيــان»

أردنــيــون عــنــد «درجـــة الغـلــيــان»

 الجزائر اليوم -

أردنــيــون عــنــد «درجـــة الغـلــيــان»

عريب الرنتاوي

اهتمت وسائل الإعلام بالمواقف التي أطلقها الملك عبد الله الثاني عشية التئام مؤتمر المانحين في لندن، وتحديداً عند عبارتين اثنتين: الأولى وتتحدث عن “غليان الأردنيين”، والثانية، وتلوح بتغيير نوعي في المقاربة الأردنية حيال ملف اللجوء السوري، وربما أبعد من ذلك.
مراقبون وإعلاميون فهموا من العبارة الأولى، أن الأردن يقف على حافة “عدم الاستقرار”، وأن الملك يخشى انتقال فوضى الإقليم الممتدة منذ سنوات خمس، إلى الداخل الأردني ... آخرون، ظنّوا أن علاقة المجتمع المُضيف بالمجتمع اللاجئ، الأردنيون والسوريون، قد بلغت لحظة انعطاف خطيرة ... لا أدري كم نسبة الذين قرأوا تصريحات الملك، بوصفها صرخة احتجاج على تقصير المجتمع الدولي في مدّ يد العون إلى الأردن، الذي يضطلع بنصيب الأسد، من عبء اللجوء السوري، وبالمعنيين، النسبي والمطلق.
أحسب أن الملك في رسالته الخارجة على مألوف الخطاب، أراد أن يبعث برسالة مدوية إلى مجتمع المانحين أساساً، لم يكن الجمهور الأردني أو جمهرة اللاجئين السوريين، هما المخاطبين بالرسالة الملكية ... لكننا في عصر الاتصالات، فما أن تصدر مقابلة أو تصريح، بأي لغة، حتى تعمم في اللحظة ذاتها، على مختلف الأقطار وبمختلف اللغات ... إن لم يستقبل المجتمع الدولي فحوى الرسالة الملكية، فأحسب أن أبواب الأردن ستكون مفتوحة على احتمالات شتى.
الملك لامس في رسالته، التحدي الأبرز الذي يواجه الأردن، أمناً واستقراراً، وأعني به “التحدي الاقتصادي – الاجتماعي” المثير للقلق ... صحيح أن لهذا التحدي أسباباً سابقة للأزمة السورية وتفشي ظاهرة اللجوء بأعبائها المعروفة، لكن الصحيح كذلك، أن وجود مليون وثلاثمائة ألف سوري على الأرض الأردنية، قد فاقم هذا التحدي، وقد يحوّله إلى “مصدر تهديد” إن لم تُمَد يد المساعدة للأردن، اليوم، وليس غداً.
والملك إذ توجه بخطابه إلى الأسرة الدولية، ومجتمع المانحين الأمميين بخاصة، إلا أن أصداء صرخته لا بد أن تكون ترددت في عواصم شقيقة ثرية، أنفقت وتنفق عشرات مليارات الدولارات ذات اليمن وذات الشمال، وأحجمت عن “السخاء” حين تعلق الأمر بمساعدتها للأردن، وهو أمرٌ غير مفهوم على الإطلاق، في ظل ما يتردد على ألسنة كبار المسؤولين عندنا وعندهم، من قصائد في مديح للعلاقات الأخوية المتميزة والمصالح المتبادلة والالتقاء الاستراتيجي العميق.
الأردن، يعوّل كثيراً على مؤتمر لندن، وما يمكن أن يتمخض عنه من نتائج وقرارات، والتعويل هنا لا يتعلق بـ “حفنة دولارات” يمكن تقديمها على شكل “معونة طارئة” فحسب، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، إلى ما يمكن وصفه استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى يلتزم بموجبها المجتمع الدولي بمنطق “الشراكة” مع الأردن، لحفظ أمنه واستقراره من جهة، وتعزيز دوره كشريك فاعل من جهة ثانية، ولتمكينه من تحمل أعباء اللجوء الكثيف على أرضه وبين سكانه، من جهة ثالثة.
لا أحسب أن “غليان الأردنيين” قُصِدَ به أن الأردن يقف على حافة انفجار كبير أو فوق لغم قد يثور في أية لحظة ... ليس على سطح أو تحت سطح، المجريات الأردنية ما يشي بذلك ... صحيح أن الضائقة الاقتصادية تعتصر الأردنيين، وصحيح أن ثمة عوامل “عدم استقرار” عديدة تتفاعل في الداخل الأردني، لكن الصحيح كذلك، أن الأردن الذي نجح في إدارة الأزمات التي ضربته وأحاطت به، ليس مرشحاً في المدى المنظور على الأقل، للالتحاق بطوفان الفوضى غير البناءة، بخلاف ما فهمه بعضهم من تصريحات الملك.
وأجد في تصريحات الملك وتحذيراته شديدة القوة، مناسبة للتذكير بحاجة الدبلوماسية الأردنية للتفكير من خارج الصندوق ... فالتعامل مع ملف اللاجئين، يجب ألا يظل محصوراً في معادلة “مانحين ومتلقين” ... فهذه المعادلة، معروفة سقوفها وحدودها مسبقاً، وهي في أحسن سيناريوهاتها، ستعمل على “تأجيل” الأزمة وإدارتها، بدل حلها ... لا بد من شنّ هجوم دبلوماسي موازٍ على محوري موسكو – دمشق، للعمل على تطبيع الوضع في جنوب سوريا، بدءاً بتشجيع المصالحات المحلية والتوسط فيها، وانتهاء ببحث فرص إنشاء “مناطق آمنة توافقية” تمنع تدفق المزيد من اللاجئين صوب الأردن، وتشجع من هم على الأرض الأردنية (أو بعضهم على الأقل) للعودة إلى ديارهم وتوفير مسالك آمنة توافقية أيضاً،  لإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين على المقلب الاخر من الحدود.
مثل هذا السيناريو، بحاجة إلى جهد سياسي ودبلوماسي كثيف، لكن ما يثير الإحساس بالتفاؤل حيال فرصة نجاحه، أنه منسجم مع مسار فيينا – جنيف، والتوافقات الروسية – الأمريكية، والعلاقات الخاصة والمميزة بين عمان وموسكو، وخطوط التواصل التي لم تتقطع بين عمان ودمشق ... والأهم، أنه السيناريو الذي يخدم على أفضل وجه، مصالح الأردن وأهله، ويصون أمنه واستقراره.
مشكلة اللجوء السوري في الأردن، هي مشكلة أردنية بامتياز، ولن يقلل من شأن هذه المسألة أنها مشكلة إقليمية ودولية، لم نتسبب نحن في خلقها وتأزيمها ... نحن من يكتوي بنارها، ونحن من يتحمل تبعاتها، ونحن من يتعين علينا، قلب كل حجر بحثاً عن حلول جذرية لها، فالمسكنات قد تخفف الإحساس بالألم والمعاناة، ووحدها الحلول المجترحة من عميق المصالح الوطنية، هي ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، فهل نجرب هذه المرة، التفكير من خارج الصندوق؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردنــيــون عــنــد «درجـــة الغـلــيــان» أردنــيــون عــنــد «درجـــة الغـلــيــان»



GMT 15:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 15:33 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الأردن وامتحان الولاء للدولة

GMT 15:07 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

حدث الأردن!

GMT 15:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيلي حيال الأردن

GMT 22:58 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الأردن وصيانة الاستقرار وسط الحرائق

GMT 22:23 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

"ألفا روميو جوليا" تفوز بلقب سيارة العام 2018

GMT 04:38 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

جيمي سونغ يحوِّل منزله غابة تحوي نباتات نادرة

GMT 00:35 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

نور درويش يكشف ثبات أسعار السيارات

GMT 15:16 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

صلاح يفوز بجائزة لاعب الشهر في ليفربول للمرة الرابعة

GMT 20:42 2014 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

"أرميل" تطرح أحذية رجالية راقية لشتاء 2015

GMT 06:01 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرزالتوقعات الفلكية عن كل برج في سنة 2018 تعرف عليها

GMT 00:02 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طرق متنوعة لارتداء اللون الأبيض مع الحجاب لإطلالة مثالية

GMT 09:55 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

حريق هائل استدعى تدخّل جماعي لفرق الدفاع المدني في جازان

GMT 01:45 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الجيش التركي يمهّد لشن عملية عسكرية في عفرين

GMT 06:12 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سميرة الكيلاني تعطي نصائحها للحصول على بشرة نضرة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria