لبنان الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لبنان: الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد

لبنان: الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد

 الجزائر اليوم -

لبنان الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد

بقلم - عريب الرنتاوي

بعد ثلاثة عقود على انتهاء الحرب الأهلية في لبنان، لم يفارق شبح هذه الحرب لبنان، وهو يعود للتحويم فوق رؤوس اللبنانيين عند أول خلاف أو حتى «زلة لسان» تصدر عن هذا المسؤول أو ذاك ... الخميس الفائت، بدا أن الحرب الكريهة والمكلفة، تدق الأبواب مجدداً، ومظاهر الحرب الأهلية وطقوسها الدامية، كانت حاضرة بقوة في بلدة «الحدث»، ولو أن «صلية رصاص» واحدة انطلقت من رشاش أحدهم، لكانت بمثابة «بوسطة عين الرمانة» التي أشعلت الحرب الأهلية في العام 1975.

في لحظة واحدة، انقلب المشهد رأساً على عقب، وعاد خطاب الكراهية يهمين على أحاديث المسؤولين وفرسان «السوشيال ميديا»، وبدأت التعديات «على الهوية» في تذكير صاعق، لمسلسل «القتل على الهوية» ... عاد اللبنانيون إلى متاريس طوائفهم ومذاهبهم، انشد العصب المذهبي والديني بصورة مفاجئة وسريعة، وعادت «الهويات القاتلة» تهدد المؤسسات، من الحكومة والبرلمان والانتخابات الوشيكة، إلى الجيش والمؤسسات الأمنية، المتراكبة مذهبياً وطائفياً، والموزعة على خطوط الطوائف والمذاهب.

الاتفاق الأشهر، شيعياً ومسيحياً، «اتفاق مار مخايل» بين حزب الله والتيار الوطني الحر، كاد يسقط ويصبح أثراً بعد عين ... هذه المرة، كان الانقسام شيعياً – مسيحياً، قبل عشر سنوات، وفي أحداث السابع من أيار 2007، عندما فرض حزب الله سيطرته العسكرية التامة على بيروت الغربية، أخذ الانقسام شكلَ احتراب سني – شيعي، لا حدود ولا خطوط حمراء في حروب الجميع ضد الجميع، عندما تقع الواقعة، تسيطر الغرائز وتتحكم بحركة الشارع المنقاد خلف «أمراء الطوائف والحروب» كالقطيع، يغيب العقل ويسقط المنطق والمصلحة العامة، وتصبح الهوية الوطنية الجمعية الجامعة، أول ضحايا حروب الإلغاء والإقصاء.

بدأت القصة في توقيت انتخابي لافت، زعماء المذاهب والطوائف، منهمكون في «تزييت وتشحيم» ماكيناتهم الانتخابية ... القانون الجديد يجعل الانتخابات المقبلة مختلفة بعض الشيء، لا أحد لديه يقين حول حجم حصته المقبلة في برلمان المحاصصة الطائفية والمذهبية ... الجميع بحاجة لشد العصب المذهبي والطائفي، حتى لا يضيع عليه صوت واحد في الانتخابات المقبلة ... جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، يطلق تصريحاً أهوجاً: نبيه بري «بلطجي» وقد آن أوان تكسير رأسه، يرد رئيس مجلس النواب وزعيم أمل، ومعه رهط من الناطقين والمتحدثين «التحية بمثلها» أو بأبشع منها، فجأة ومن دون سابق إنذار، تتحرك الجموع الغاضبة، انتصاراً لكرامة الزعيم، يظهر السلاح الناري والدراجات النارية، تهاجم المكاتب وتتعرض لإطلاق النار، وتستباح مناطق مسيحية في استعراض يشبه عمليات «الغزو» ... هنا، وهنا بالذات، يتجلى نموذج «رد الفعل الأسوأ من الفعل»، هنا يُرد على الخطأ بالخطيئة... هنا تستباح الكرامات والخطوط الحمراء المتداولة وأدبيات الحوار المتفق عليها ... هنا يستباح الدم (مع وقف التنفيذ) ويستباح الأخر في عقر بيته، وبصورة لم يعد معها، التكفير خارج منطق، أو بالأحرى «لا منطق» الحرب الأهلية، أمراً ممكناً.

هنا، والآن، يظهر كم أن أحزاب لبنان «اختزلت» طوائفه وطبقاته وجماهيره، وأن قادة الأحزاب والميليشيات قد اختزلوا في شخوصهم، مصالح طوائفهم وأشواقها وتطلعاتها ... هنا، لا فرق بين كرامة الزعيم وكرامة طائفته ... هنا بالذات، تصبح مصلحة الزعيم وحساباته، هي ذاتها مصلحة الطائفة والطبقة والجماهير، أي مس بها، مسٌ بالطائفة والسلم الأهلي والوحدة الوطنية ... هنا يسقط كل اللغو حول السيادة والهوية والوحدة والمقاومة وفلسطين والقدس، جميعها كلمات فارغة، لا معنى لها، تصدر من أطراف ألسنة المسؤولين وليس من حلوقهم وأجوافهم ... الثابت هنا، هو نظام المحاصصة المخصص لخدمة مصالحة حفنة من الرجال فقط، أما المتغير، فهو ركام الثرثرات والشعارات والعبارات المنمقة ألتي أثقلت مسامع اللبنانيين وصمت آذانهم.

لا يخجل كثيرٌ من الساسة من تبرير ما حصل، تسويقه وتسويغه ... «الطابور الخامس» جاهزٌ على الدوام لتحمل المسؤولية عن الأفعال المشينة للقطعان السائبة ... «إسرائيل» جاهزة كذريعة تصلح لكل استخدام، فهي مسؤولة عن «الطابور الخامس» ومشغلة له، وهي العامل الرئيس وراء التصعيد، والسبب الأهم خلف التهدئة واحتواء الموقف، طالما أنها تتربص بلبنان ونفطه وغازه ومقاومته ... لا بأس أن تستحضر كل الذرائع، المهم ألا يبدو أي من هؤلاء في موقع المنكسر أو المهزوم، وألا يفقد أيٌ منهم ماء وجهه، والأهم ألا تضرر مصالحه ومواقعه ومناطق نفوذه ومجالاته الحيوية، وأن تعاد صياغة معادلة توزيع السلطة والثروة بينهم، وأن تحصن «الخطوط الحمراء» التي رفعت بعضهم من موقع «المسؤول السياسي المنتخب والخاضع للمحاسبة بموجب الدستور»، إلى مراتب «أنصاف الآلهة»... كان الله في عون لبنان، عشتم وعاش لبنان.

المصدر : جريدة الدستور

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد لبنان الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد



GMT 15:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 23:27 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 15:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيلي حيال الأردن

GMT 14:21 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة

GMT 02:09 2017 الخميس ,22 حزيران / يونيو

رئيس الصومال يصل إلى كمبالا عاصمة أوغندا

GMT 19:41 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 19:50 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محكمة الأسرة تشطب دعوى طلاق علا غانم بعد تصالحها مع زوجها

GMT 20:57 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

HMD تطلق هاتف نوكيا 106 ببطارية تدوم 21 يوم في وضع الاستعداد

GMT 19:31 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب طائرة الأهلي جاهز لمواجهة 6 أكتوبر في الدوري

GMT 16:23 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض مذهل من إمبيد يهدي سيفنتي سيكسرز الفوز بعد وقت إضافي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria