ما الذي تغير من الذي تغير
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ما الذي تغير؟.. من الذي تغير؟

ما الذي تغير؟.. من الذي تغير؟

 الجزائر اليوم -

ما الذي تغير من الذي تغير

بقلم : عريب الرنتاوي

فجأة ومن دون سابق إنذار، يعلن الرئيس الأمريكي بنبرة «تهديدية» أن قطر دعمت «تاريخياً» الإرهاب، و»على أرفع المستويات، ملوحاً باتخاذ «موقف ضروري» إن لم ترتدع القيادة القطرية، وتعود إلى رشدها ... الموقف ذاته، عبّر عنه وزير خارجيته ريكس تيلرسون، وإن بنبرة دبلوماسية أكثر هدوءً.

السؤال الذي يقفز إلى الذهن ومن دون استئذان: أين كانت واشنطن بأجهزتها الاستخبارية والأمنية والعسكرية والسياسية والمدنية عن قطر طوال هذا الوقت، طالما أن صلاتها بالجماعات الإرهابية «تاريخية» و»على أرفع المستويات»؟ ... وهل يعقل أن تكون الإمارة الصغيرة، التي تربض فوق أرضها، قاعدتان عسكريتان، إحداهما «العيديد» من أكبر القواعد العسكرية خارج الأراضي الأمريكية، والثانية، «السيلية»، وهي قاعدة ذات شأن كذلك، قد تصرفت من تلقاء ذاتها، ومن دون تنسيق أو تشاور مع واشنطن؟ ... هل كان الرئيس الأمريكي بحاجة لمن يخبره بأن قطر ترعى الإرهاب، من قادة الدول الذين التقوا به في القمة العربية – الإسلامية – الأمريكية؟

إن كانت واشنطن لا تعلم شئياً عن الدور القطري في دعم الإرهاب، فتلك مصيبة بكل ما للكلمة من أبعاد، وإن كانت تعرف مسبقاً، وتشيح بوجهها عن ذلك الدور، فالمصيبة أعظم، وبكل المقاييس كذلك ... في كلتا الحالتين، ليس من تفسير للتحول في الموقف الأمريكي حيال قطر، أو بالأحرى، مساعي تبريره، سوى أنه عملية «استغفال» منظمة، يراد بها التغطية على التورط الأمريكي في دعم جماعات، تعتبرها اليوم إرهابية، وهي التي كانت بالأمس، موضع اهتمام ورهان من قبلها.
ما الذي تغير؟ أو من الذي تغير؟

أجزم بأن ما قامت به قطر من قبل وما تقوم به حتى يومنا هذا، لم يكن بعيداً عن أعين واشنطن، بل وما كان لهذه الإمارة الصغيرة، أن تضطلع بأدوار من دون ضوء أخضر أمريكي، حتى لا نقول من دون رضى أو توجيه أمريكيين مباشرين.

الذي تغير هو الموقف الأمريكي، تأسيساً على نتائج الانتخابات الأمريكية ومجيء إدارة دونالد ترامب إلى سدة البيت الأبيض، حيث بات يتضح أكثر من ذي قبل، أن الولايات المتحدة في عهد الإدارة الجديدة، لم تعد تتبنى المواقف ذاتها، من جماعات الإسلام السياسي، ومن بينهم جماعة الإخوان المسلمين وحركة طالبان وحركة حماس وغيرها عموماً.

قبل ترامب، وطوال سنوات الربيع العربي وقبلها، أي طيلة الفترة التي قضاها باراك أوباما في البيت الأبيض، كان للإدارة الأمريكية موقفاً مشجعا على إدماج حركات الإسلام السياسي في العمليات والنظم السياسية الجارية في المنطقة، وكانت واشنطن تعتمد على «وكلاء» عديدين، للقيام بمهمة تكييف هذه الحركات وتهيئتها لهذا الدور، ولقد لعبت قطر دورها بكفاءة عالية، فهي نجحت في استقطاب قيادات الإخوان المسلمين، وفتحت ذراعيها لقيادات حماس، وتمتعت طالبان بمكاتب ذات طبيعة دبلوماسية، فوق العادة، في الدوحة... واشنطن لم تكن بعيدة عن هذا المسعى، بل هي من شجعه وحض عليه وحاول توظيفه، فعلاقة الإخوان بواشنطن  شهدت ثلاث سنوات «عسل» قبل الإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي، والحوارات الأمريكية –الطالبانية، كانت تجري في الدوحة.

أما علاقات قطر بحماس، فكانت تتم تحت أنظار إسرائيل وأسماعها كذلك، وكل شاحنة مساعدات أو مبلغ من المال، او زيارة كانت تقوم شخصية قطرية لغزة، بما في ذلك زيارة أمير البلاد السابق للقطاع في 2012، كانت تتم بالتنسيق مع إسرائيل، وليس بالضد من إرادتها، وقد اعترفت قطر بذلك مرات عدة... وكان المطلوب من قطر، امريكياً على الأقل، «تدوير الزوايا» الحادة في مواقف هذه الجماعات، والعمل على إدماجها في العمليات والنظم السياسية الجارية في بلدانها.

اليوم، يبدو المشهد من واشنطن مختلفاً تماماً ... نحن أمام إدارة لطالما باحت بمواقف مناهضة للإسلام والمسلمين جميعاً لا على التعيين، وهي لا تحتفظ بأي ود ظاهر تجاه أي من الحركات الإسلامية، بل وتعتبرها حركات إرهابية بامتياز ... واشنطن هي التي تغيرت، وهي التي اقتربت من الرياض والقاهرة وأبو ظبي والمنامة، وليس العكس... وربما تكون الصفقات الفلكية التي أبرمها ترامب في أولى جولاته الخارجية، قد سرّعت انتقاله ويسرت قبولهلروايات محدثيه ومضيفيه، لكن المؤكد أن مقاربة الرجل تختلف عن مقاربات أسلافه، وتحديداً باراك أوباما ... وسيتعين الآن على قطر دفع أثمان هذا «الانقلاب» الكبير في المقاربات الأمريكية، وسيأتي الثمن باهظاً بالقدر الذي كانت فيه الحماسة القطرية متأججة للقيام بأدوار كهذه، ظناً منها أن هذا سيوسع مظلة دورها الإقليمي، وبحماية أمريكية سياسية وعسكرية.

لتنتهي قطر إلى مآلات لطالما حذرنا منها، عندما كنا نقول ونكرر أن القول: إن صداقة واشنطن الفائضة عن الحاجة، ربما تكون أكثر كلفة من عداوتها الفائضة عن الحاجة كذلك ... قطر ضحية الشق الأول من المعادلة.

المصدر : صحيفة الدستور

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي تغير من الذي تغير ما الذي تغير من الذي تغير



GMT 15:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 23:27 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 15:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيلي حيال الأردن

GMT 14:21 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

GMT 02:31 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق مبتكرة لتجديد الاثاث القديم والخشبي

GMT 20:01 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تنتهي من تسجيل معظم أغاني ألبومها الجديد

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 07:01 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

تجربة سيارة رولز رويس واريث تسترجع ذكريات ديكنز

GMT 18:06 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

الكشف عن موقف ديبالا وإيكاردي من ودية غواتيمالا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria