زمن طاهر المصـري الصعب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

زمن طاهر المصـري الصعب

زمن طاهر المصـري الصعب

 الجزائر اليوم -

زمن طاهر المصـري الصعب

بقلم : عريب الرنتاوي

قبل عدة أسابيع، دعاني «أبو نشأت» إلى منزله، وقام بإهدائي نسخة من كتابه «حصاد الزمن الصعب»، وقبل أن أشرع في تقليب صفحات الكتاب، أوجزني بمحتوياته، فبادأته بسؤالين: ما الذي دفع بك لتجشم عناء هذه «المغامرة»؟ ... وهل أخضعت مادة الكتاب للزيادة والحذف والتنقيح والتغيير؟

أجابني بلا تردد على السؤال الثاني بـ «لا» قطعية نافية ... أما إجابته على السؤال الأول، فاستبطنت رغبة في تقديم فكره السياسي والاجتماعي إلى الأردنيين، بثوابته ومتغيراته، كما تشكل وتبلور على امتداد مسيرة في العمل العام، امتدت لأزيد من عشريات أربع من السنين.

هي مجازفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالكتاب ليس سيرة ذاتية، يمكن لصاحبها أن يعيد إنتاجها وتكييفها مدعياً الحكمة بأثر رجعي ... الكتاب يوثق بدقة لمواقف واطروحات، منشورة ومقروءة ومسموعة، وتمتد زمنياً على مسافة ربع قرن تقريباً، خرج في بدايتها العالم من نظام القطبين وحربه البارد، انهارت جدران وإيديولوجيات ومعسكرات، ونشأت أخرى على أنقاضها ... شهد خلالها الأردن والإقليم، أحداثا عاصفة وحروبا مدمرة، صعدت في أثنائها قوى وتيارات واندثرت أخرى.

من منّا بقي على موقفه وقناعاته القديمة، وسط هذا البحر متلاطم الأمواج من الانقلابات الثورية والتغييرات العاصمة؟ ... من منّا يجرؤ على استدعاء مواقف وسياسات تبناها ودافع عنها بصلابة ذات يوم، قبل أن تتقادم بفعل تلاحق الأحداث والتطورات ... أية ثوابت حملنا معنا عبر هذه الحقب والمراحل.

طاهر المصري، لم يكن قلقاً في مواجهته لهذا التحدي، أو ربما لم يمنعه بعض القلق من تجشم عناء المجازفة، ومن يقرأ «حصاد الزمن الصعب» يدرك أسباب طمأنينته ... فثمة خيوط ناظمة لكل ما ورد فيه من مقالات ومحاضرات ورسائل، تشف عن انسجام داخلي عميق وعن مصالحة حقيقية مع الذات،وتكشف عن منظومة «الثوابت» التي احتفظ بها الرجل وحفظها، طوال سنيّ تجربته في الحقل العام.

والحقيقة أنني اجتهدت ما أمكن في البحث عن توصيف دقيق لمدرسة المصري في العمل الوطني والسياسي، فلم أجد وصفاً واحداً قادراً على الإحاطة بالتجربة من جهاتها الأربع .... فالرجل ينتمي بجدارة إلى «مدرسة الواقعية السياسية» ولم يكن في مواقفه واطروحاته حالماً أو ناسكاً بعيدا عن الحياة الواقعية بتعقيداتها ومعطياتها الملموسة، ومن نافل القول، أنه لم يختبر «حالة الإنكار» التي تضرب على عقول بعض السياسيين وتحجب عنهم النظر والرؤية، كما أنه لم يكن «ثورياً» أو «انقلابيا» بحال من الأحوال.

والرجل كان ولا يزال، رائداً في «المدرسة الإصلاحية» في العمل السياسي والوطني، «والرائد لا يكذب قومه»، ورسائله المتضمنة في هذا الكتاب إلى المسؤولين وصناع القرار والرأي العام على حد سواء، تعكس هذا الجانب من تفكيره وتجربته.

وفي ظني أن طاهر المصري، تميّز عن كثيرٍ من السياسيين، بريادته وربما تأسيسه لـ «المدرسة الأخلاقية» في العمل الوطني والسياسي، وأحسب أن هذه النقطة، بالذات، هي المفتاح في فهم شخصيته، واستتباعاً مواقفه وسياساته التي اتسمت بالانسجام مع الذات، برغم تعاقب الحقب والمراحل والمناصب والمواقع.

تجربة المصري وفكره السياسي والاجتماعي كما يتجلى بين دفتي هذا الكتاب، تدحض النظريات التي تتحدث تناقض حتمي بين فضائي «الأخلاق» و»السياسة» ... صحيح أن كثرة كاثرة من السياسيين لا يقيمون وزناً للأخلاق والمنظومات القيمية في ممارستهم لعملهم السياسي والوطني، لكن هناك من لا يزال يؤمن بإمكانية «تخليق» السياسة والعمل في الفضاء الوطني العام، وأحسب أن تجربة طاهر المصري تنهض كشاهد حي وملموس على إمكانية انتصار نظرية «تخليق السياسة»، وعلى إمكانية أن تشف المواقف والأطروحات السياسية عن معدن صاحبها.

وفي ظني أن هذه النقطة بالذات، هي ما تفسر رجحان كفة «الثوابت» في فكر المصري وممارسته على «المتغيرات»، ثوابت مستمدة من منظومة قيمية، ترفض الشقاق والنفاق، وتأبى الانزلاق في حروب العصبيات القبليات، وتعظم المشترك والتوافقي، وتسعى في إشاعة الحرية والعدل، تعترف بالآخر وتحترم حقوقه، لا تميز بين الناس وفقاً لأصول أو منابت أو دين أو عرق أو جنس، تجيد الاستماع لكل رأي، والتعرف على هموم الناس واشتياقاتهم.

وأختم بالقول: عندما يؤتى على ذكر طاهر المصري، تقفز إلى الأذهان، ومن دون استئذان، جملة من الصور والمواقف:فهو المنافح من دون كلل أو ملل عن «وحدة الأردنيين الوطنية» .... وهو المبشر دوماً بدولة المواطنة المتساوية والفاعلة وعقدها الاجتماعي المتجدد مع مواطنيها ... وهو الإصلاحي- التوافقي (والتوفيقي) الذي عرف كيف يستوعب مختلف الرؤى والمشاريع، حتى تلك التي تصدر عن بعض الرؤوس الحامية.

هو المدافع عن فلسطين وحق أبنائها وبناتها في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة ... وهو المنخرط بنشاط، ومن دون إحساس بعقدة «ازدواجية ولاء وانتماء»، في معارك  ضد العدوان والاستيطان والتهويد والأسرلة ... لم تمنعه مواقعه الرسمية التي تعاقب عليها، من الإدلاء بآرائه النقدية، التي تأخذ غالباً شكل إسداء النصح وإبداء المشورة

وهو المدافع عن قضايا العرب القومية الكبرى، وعن حقوق شعوب الأمة في الحرية والكرامة والعيش الكريم.

طاهر المصري قدم لنا هدية ثمينة، وننتظر منه المزيد في قادمات الأيام، فالرجل يتكشف عن طاقة متجددة، فأكثر من نصف كتابه الموسوم أنجز في السنوات الخمس الفائتة فقط، ما يدفعنا لانتظار المزيد من أعماله في قادمات الأيام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن طاهر المصـري الصعب زمن طاهر المصـري الصعب



GMT 15:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 23:27 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 15:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيلي حيال الأردن

GMT 14:21 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

GMT 22:23 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

"ألفا روميو جوليا" تفوز بلقب سيارة العام 2018

GMT 04:38 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

جيمي سونغ يحوِّل منزله غابة تحوي نباتات نادرة

GMT 00:35 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

نور درويش يكشف ثبات أسعار السيارات

GMT 15:16 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

صلاح يفوز بجائزة لاعب الشهر في ليفربول للمرة الرابعة

GMT 20:42 2014 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

"أرميل" تطرح أحذية رجالية راقية لشتاء 2015

GMT 06:01 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرزالتوقعات الفلكية عن كل برج في سنة 2018 تعرف عليها

GMT 00:02 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طرق متنوعة لارتداء اللون الأبيض مع الحجاب لإطلالة مثالية

GMT 09:55 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

حريق هائل استدعى تدخّل جماعي لفرق الدفاع المدني في جازان

GMT 01:45 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الجيش التركي يمهّد لشن عملية عسكرية في عفرين

GMT 06:12 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سميرة الكيلاني تعطي نصائحها للحصول على بشرة نضرة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria