ولا يَقْطَع لحمة منها
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

.. ولا يَقْطَع لحمة منها!

.. ولا يَقْطَع لحمة منها!

 الجزائر اليوم -

 ولا يَقْطَع لحمة منها

بقلم :علي الرز

في تصريحاتٍ له قبل استقالته من زعامة كاثوليك العالم، قال البابا بنديكتوس السادس عشر إن قوّة الدين لا تكمن في قوّة نصوصه التاريخية بل في قدرته على إيجاد حلول حديثة متجدّدة لقضايا عصرية. وهو كرّس وقتَه الى جانب ترسيخ البُعد الروحي في الحياة، لرؤيته الاقتصادية ونَظْرَتِه الى قضايا توزيع الثروة والحفاظ على البيئة، وأخلاقيات العالم في ما يتعلق بالهجرة وإعطاء الجنسية لمستحقّيها ومكافحة الإرهاب، ونزْع السلاح النووي من كل العالم واعتماد الطاقة النووية أداةً للتنمية ومحاربة الفقر، إضافة الى رأيه الفلسفي - الأخلاقي في علم الأحياء والانفجار السكاني وهموم الجيل الشاب والتحديات التي يفرضها التقدّم العلمي على التطوّر المُجْتَمعي. 

مناسبةُ التقديمِ ليست الإضاءة على سيرة بابا الفاتيكان السابق، فهو كتَبَ الكثير وكُتِبَ عنه الكثير، وليست الإضاءة على مواقفه السياسية البحتة التي له ما له وعليه ما عليه فيها، وليس تفضيلاً لدينٍ على آخر أو وضْعاً للأديان في محطات المقارنة، فالنصوص تتشابه والاستشهادات والاجتهادات كذلك ... لكن قوّة الدين - أيّ دين - تكمن فعلاً في قدرته على التجدُّد ومواكبة المعاصَرة بحلولٍ مناسبة. نقول ذلك والمشهد الاجتماعي العربي يضجّ هذه الأيام بفتاوى ومواقف لدعاةٍ مسلمين تحمل "إجاباتٍ" لتحدّيات معاصِرة تجعل المتلقّي يرقص مذبوحاً من الجهل.

أحد الدعاة البارزين "يكشف" في محاضرةٍ له عن حوارٍ دار بين شخصٍ متوفٍ اسمه الإمام الشعبي وبين جنّ استوطن منزله فأكل معه وشرب. ومن تفاصيل الحوار أن الجنّ أبلغ "الشعبي" أن أمّته تضم أيضاً مذاهب متعددة لكن أَخْبثها هو مذهبٌ معيّن، فردّ الأخير بأن أمة الإنس أيضاً تضمّ مذاهب متعددة وأَخبثها المذهب نفسه في أمة الجنّ. وطبعاً كلام الداعية الشهير يأتي في إطار "نبوغه" العلمي الذي لم يرَ في تطورات العالم العلمية وقدرة الإسلام على مواجهتها إلا تكريس الجهود لتحريض المذاهب ضدّ بعضها وافتعال فتنٍ داخلية واضطراباتٍ دموية.

داعيةٌ آخر، غابتْ عنه الاتفاقات الدولية التي أُبرمتْ وتلك المستجدّة المتعلقة بالتجارة والبيئة والمناخ والتكنولوجيا، وحضرتْ عنده تفاصيل اعتبرها الأساس في نُصرة الإسلام والمسلمين، أهمّها الانتقاص الدائم من صحابة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومن بعض أزواجه، وتعبئة الناس بشكل مستمرّ على ان هناك قضية ظلم تَعرّض لها أهل بيت الرسول عليهم السلام منذ 1400 سنة، وأن هذه القضية هي القضية المحورية التي لن تقوم للمسلمين قائمة إن لم تصبح خبز تحريضهم اليومي ويَنتقمون لما حصل في كربلاء.

والأحدث في سلسلة "الإجابات المعاصرة"، ما قاله داعيةٌ بل رئيس دار للإفتاء في إحدى الدول العربية، من أن "المرأة بنصف عقل وإذا خرجتْ إلى السوق سينقص عقلها زيادة نصف، فسيبقى من عقلها ربع".

تحاول ان تلتقط أنفاسك، فَيَدلّك أصحابك على داعيةٍ يلقي محاضراته في قناةٍ تلفزيونية اسمها قناة "الرحمة". تتأمّل منه خطاباً أكثر رحمة وعصرية، فَيَلْكمك بنظريةٍ لا علاج لها. يقول إن الله "كرّم المرأة بِعقوبة الضرب"، لأن الضرب له "قواعد"، فهو ليس على الوجه ولا يَترافق معه تقبيح او سباب، فإذا ضرب الرجل امرأته لا يَشْتمها ولا يزيد عن عشر ضرباتٍ في موقعٍ معيّن من الجسد، ثم يقول حرفياً:"أدب، هو الأدب، فإن ضرَبها لا يَكسر عظمة ولا يَقطع لحمة ولا يَكسر سناَ ولا يفقأ عيناَ، لا يرفع يده الى أعلى بل يضربها بحذاء صدره ... أدب"، والأدهى والأمرّ ان المذيع يردّد:"يا سبحان الله".

والغوْص في أمْثلةٍ حيّةٍ لـ "دعاة كل يوم" مثل معاشرة البهائم والموتى، يَكشف أن وجودهم في منابر مفتوحة بهذا الشكل يُقْفِل آفاق البحث عن مكان لنا في عالَم متقدّم. ولنكن منصفين، فإن الفتاوى اللاعقلية ليست خاصية إسلامية بل موجودة في كل الأديان وآخرها تشبيه مقام كنسي لبناني ممارسة اليوغا باستحضار الشياطين ... لكن المهمّ اليوم هو الرهان في التغيير على المتديّن المتلقّي أكثر من الرهان على أصحاب المنابر.

العالم الحقيقي جلّ همّه كيف يجد من خلال موْقعه إجاباتٍ حديثة على قضايا عصرية ومتجدّدة وتحديداً ثورات العلم والتكنولوجيا والهنْدسة الوراثية والبيئة والانفجار السكاني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. أما تكريم مَن كانت بربع عقل من خلال عدم قطْع لحمها او فقء عيْنها عند ضرْبها فيضرب مثلاً واضحاً وضوح الشمس على الفارق بين العلماء... ووظائفهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ولا يَقْطَع لحمة منها  ولا يَقْطَع لحمة منها



GMT 05:02 2018 السبت ,11 آب / أغسطس

إذلال؟

GMT 06:03 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

شيعة البراميل... والسفارة!

GMT 06:39 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

منصّة صواريخ ... لا دولة!

GMT 04:23 2018 الأحد ,18 آذار/ مارس

... مَن قال ليس حقيبة؟

GMT 14:24 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

والثاني أيضاً قضى شهيداً!

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria