«خارطة الطريق» فى ملف خاشقجى
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«خارطة الطريق» فى ملف خاشقجى

«خارطة الطريق» فى ملف خاشقجى

 الجزائر اليوم -

«خارطة الطريق» فى ملف خاشقجى

بقلم - عماد الدين أديب

كنت أعرف الزميل الأستاذ جمال خاشقجى رحمه الله، ولكن كان كل منا ينتمى بإخلاص لمدرسة مخالفة من التفكير، خاصة فى مرحلة ثورة 30 يونيو 2013، ورحيل حكم جماعة الإخوان.

وخلال عدة حوارات فى جدة، تم آخرها على دعوة عشاء فى لندن، كان واضحاً أن الخلاف بيننا «حاد وجذرى ويصعب أن يحدث فيه تلاق»، ولكن أشهد بالله أنه كان حواراً محترماً وحضارياً، لذلك حينما بدأت أزمة اختفاء الأستاذ جمال منذ يوم 2 أكتوبر الحالى، كنت -رغم الخلاف الشديد فى الرأى معه- أتمنى له السلامة، وأتمنى أن يعود ويظهر من أجل أسرته وأصدقائه وقرائه.

سبب آخر كان يجعلنى أتابع حالة الاختفاء هذه «بقلق واهتمام شديدين»، هى إدراكى الكامل لتبعات وتداعيات أن يختفى داخل القنصلية (وهى أرض سعودية قانوناً حسب العرف الدبلوماسى)، وأن يكون ذلك على أرض تركيا ذات العلاقة «المتوترة والملتبسة» مع الرياض بسبب: ملفات الإخوان، والعلاقة مع الإمارات، والعلاقة الداعمة لقطر، والتنسيق الدائم مع إيران.

وتابعت بذات القلق الاستغلال من قوى أعداء الرياض للحدث، الذى مورس ضدها «بعدائية ولا أخلاقية وتصعيد إعلامى وسياسى غير مسبوق».

ومن ناحية أخرى توقعت أن تتحول مسألة اختفاء صحفى من مسألة جنائية تندرج تحت ملف السياسة الخارجية، إلى مسألة ملف مسيّس بامتياز، له علاقة كاملة بصراع قوى داخلى فى واشنطن وأنقرة وباريس ولندن وبرلين وبيروت وصنعاء وأوتاوا.

باختصار، كل من ترتبط معهم القيادة فى الرياض بعلاقات طيبة فى هذه العواصم يتعرضون لضغط وابتزاز داخلى حسب موقعهم من الأزمة، وهو أمر يُخرج المسألة عن موضوعيتها.

مثلاً، تعرّض ويتعرّض ترامب من خصومه داخل حزبه وكل أعضاء الحزب الديمقراطى المعارض للهجوم لأنه صديق له مصالح مع الرياض منذ صفقة الـ460 مليار دولار الأخيرة.

هذا يتم فى ظل توقيت دقيق وحساس للغاية، وهو زمن انتخابات التجديد الكلى لمجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ، يوم 7 نوفمبر المقبل، أى بعد أيام معدودات.

فى ذلك الوقت لا تصبح هناك فى أمريكا أية ملفات خارجية، ولكن يصبح كل قرار وكل تصريح وكل موقف هو سياسة داخلية محضة، لا تخاطب العالم الخارجى، ولكن تخاطب الناخب المحلى.

فى باريس، الرئيس الفرنسى ماكرون يعانى من أزمة فى فريقه الحكومى وفريق مساعديه فى قصر «الإليزيه»، ويعانى أكثر من مؤشرات البطالة وضعف الاقتصاد وكابوس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وتداعياته على فرنسا.

وفى برلين، تعيش السيدة أنجيلا ميركل أسوأ أيامها السياسية بسبب ضعف أداء حزبها الحاكم، مما عكسته الخسارة الكبرى التى مُنى بها الحزب منذ أيام فى «بافاريا».

وتشعر السيدة ميركل بهول المسئولية المالية والسياسية فى حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

أما السيدة تريزا ماى فهى تعيش الآن 48 ساعة فاصلة يمكن أن تحدد مستقبلها السياسى فى إمكانية إيجاد مخرج نهائى بالنسبة لما يُعرف بملف «البريكست»، فى ظل معارضة شديدة لها من داخل حزبها يقودها وزير خارجيتها السابق بوريس جونسون، وزعيم حزب العمال المتشدد جيرمى كوربن، الذى يتهمها بأنها «تمالئ» أصدقاءها السعوديين الذين وقّعوا معها عدة صفقات تجارية فى الآونة الأخيرة.

أما الإيرانى، فهو يصطاد فى الماء العكر، ويرسل رسائل يقول بها: «الآن ليس أمامكم فى الرياض إلا التخلى عن الأمريكان والحوار معنا» (!).

وفى قطر، يقام سرادق فرح ومهرجان سياسى فى قناة الجزيرة وكافة الوسائل التابعة للدوحة منذ يوم 2 أكتوبر، لإثبات أن الدوحة المأزومة لم تعد مأزومة، بل إن الأزمة الآن أصبحت من نصيب خصومها.

هذا كله لإضعاف الموقف السعودى، ولشرخ جدار التحالف «المصرى السعودى الإماراتى» ضدها.

بالتأكيد إن اختفاء إنسان، أى إنسان، هو مسألة شديدة الأهمية، وتزداد أهميتها حينما يكون إنساناً مثل الأستاذ جمال، وحينما يتم فى ظروف مثل ظروفنا الحالية، وعلى مسرح أحداث دولة مثل تركيا، تأخذ المسألة أبعاداً أكبر من بعدها المنطقى.

بالطبع فإن أردوغان أدار الأزمة -كما يقولون فى مصر- «بمعلمة» و«ذكاء سياسى» من منظور «استثمار الأزمة».

فى البداية التزم الرجل الحرص فى التصريحات، وترك التسريبات تخرج من خلال وسائل إعلام تركية، أهمها محطة تليفزيون «سى إن إن» التركية، (لاحظ قناة تركية لها خطوط اتصال وارتباطات أمريكية)، تذيع ما يقال عن دلائل ووقائع، واستفاد من ذلك فى أزمته الأخيرة مع واشنطن.

بعد ذلك قبل أردوغان التعاون مع الفريق الأمنى السعودى، ثم استقبل الأمير خالد الفيصل مبعوث الملك سلمان، ثم تحادث هاتفياً مع ملك السعودية فى محاولة «ودية»، ثم بدأ التحقيق والمعاينة والتفتيش بالاشتراك مع الفريق الأمنى السعودى.

إدارة أردوغان للموضوع تحاول الموازنة بين 3 أمور: كسب واستعادة السعودية المتحالفة بقوة مع الإمارات ومصر، وفى ذات الوقت عدم خسارة قطر التى موّلته منذ 3 أسابيع بـ15 مليار دولار، والحفاظ على صورة «دولة القانون» التى يسعى لتسويقها للعالم بعدما قام بعزل 15 ألف قاض عقب محاولة الانقلاب الأخيرة.

ويجب عدم تجاهل أن فور مغادرة المبعوث السعودى وإنهاء مقابلته مع أردوغان وصل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى ليقابل أردوغان.

من الواضح الآن أن خطوط الاتصال التى أديرت فى الساعات الأخيرة بين الملك سلمان وأردوغان وترامب أدت إلى التوصل إلى «مخرج مبدئى» عنوانه «أن ما حدث هو عملية خرجت عن السيطرة وانتهت إلى وفاته، وأن هناك تحقيقاً سعودياً لمعرفة ماذا حدث بالضبط وتحديد المسئولية الكاملة عما حدث»، وذلك على عهدة المصادر الأمريكية المصاحبة لرحلة وزير الخارجية الأمريكى بالرياض.

هنا ينبغى أن نقول إن حجم ما يمكن أن يلحق من ضرر أو مسئولية على الرياض يرتبط بالآتى:

1- التقرير الخاص بنتائج التحقيق التركى.

وفى هذا المجال لا بد أن ننتبه إلى أن هناك تحقيقين يجريان الآن، الأول من لجنة تركية سعودية مشتركة، وهناك تحقيق تركى مستقل وعد الرئيس التركى أن يكون «صريحاً وشفافاً يقدم الحقائق للعالم».

2- التحقيق السعودى الذى أمر به خادم الحرمين الشريفين، والذى سوف تذاع نتائجه على الرأى العام فى السعودية والعالم.

3- ما سوف تعتمده إدارة ترامب للتقدير النهائى للموقف بناء على نتائج رحلة «بومبيو» للرياض وأنقرة وملف ما خلص إليه، مع ملاحظة أن هذا الإعلان سيتم فى زمن انتخابات مجلسى التشريع.

4- التقرير الذى وعد الأمير خالد بن سلمان، سفير المملكة فى واشنطن، بتقديمه إلى وزارة الخارجية الأمريكية عقب عودته من الرياض التى عاد إليها منذ أيام.

كل هذه التحقيقات ستشكل الموقف الرسمى لقيادات المملكة، والولايات المتحدة، وتركيا، ولكن تبقى مسألة المواءمات السياسية، وظروف الأوضاع الداخلية فى بلدانهم، وضغوط الرأى العام الدولى، وتساؤلات الإعلام، والأهم من ذلك كله «تسخين وتصعيد قوى الأعداء والمعارضين».

لقد أصبح ملف «خاشقجى» أكبر من مجرد جريمة جنائية، وأكبر من علاقة دولتين، واتسع ليشمل مؤامرات، واتفاقات، ومصالح ومزايدات، ووسائل إعلام مأجورة، وصراعات حكومات ومعارضة، وجماعات ضغط.

ذلك كله يؤكد أننا بدأنا الآن فصلاً جديداً فى فيلم طويل ما زال فى بداياته الأولى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خارطة الطريق» فى ملف خاشقجى «خارطة الطريق» فى ملف خاشقجى



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"

GMT 09:50 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

بوسعيد يعترف بارتفاع نسبة البطالة في المغرب

GMT 05:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

سلمى الصمدي تؤكد احترافها عالميًا في تصميم القبعات

GMT 15:55 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أفضل العاب فيديو على جهاز بلاى ستيشن 4 بمناسبة الكريسماس

GMT 14:40 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

جيب تطلق نظاماً بموقعها لتتيح لك بناء رانجلر 2018 الخاصة بك

GMT 06:00 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

10 جيوش أفريقية تنهي تدريباً كبيرًا في السودان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria