مفتاح شخصية «السيسى» فى السياسة والحرب 1
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مفتاح شخصية «السيسى» فى السياسة والحرب (1)

مفتاح شخصية «السيسى» فى السياسة والحرب (1)

 الجزائر اليوم -

مفتاح شخصية «السيسى» فى السياسة والحرب 1

عماد الدين أديب
بقلم -عماد الدين أديب

مستقبل العالم العربى ولسنوات مقبلة -بإذن الله- سوف يعتمد على 3 زعماء هم الرئيس السيسى، والشيخ محمد بن زايد، والأمير محمد بن سلمان.

أقول ذلك بناء على عناصر موضوعية بعيدة عن المشاعر أو المجاملات السياسية، وهى:

1 - استقراء ماذا فعلوا؟

2 - استقراء ما هو حادث الآن من تحديات؟

3 - توقع ماذا يمكن أن يحدث وتوقع سياساتهم المقبلة.

على مدار 3 أيام -بإذن الله- سوف نشرح ذلك، ونبنى تفاصيل صورة المستقبل القريب، واليوم نبدأ بالرئيس المصرى.

يخطئ من يعتقد أن عبدالفتاح السيسى الإنسان، ابن حى الجمالية، المتدين، الزاهد عن ملذات الحياة، ذا العشق الكامل للحياة العسكرية، كان يطمح إلى السلطة أو السلطان.

لكل شخصية مفتاح رئيسى فى الفهم الصحيح، ومفتاح شخصية السيسى هو «السعادة المطلقة فى تحقيق أحلام البسطاء».

يؤمن الرجل إيماناً مطلقاً، كما كان يردد وهو طالب فى الكلية الحربية، وهو يخدم فى القوات المسلحة، وهو رئيس للمخابرات الحربية والاستطلاع، وهو وزير دفاع، وهو رئيس للجمهورية، وما زال حتى الآن أن «مصر تستحق أن تقود وليس أن تقاد، وأن تصبح نموذجاً، وليس أن تكون تابعة مستضعفة».

ويردد الرجل فى مجالسه الخاصة: «شعب مصر الصبور يستحق حياة أفضل بكثير مما هو عليه الآن».

ويشعر «السيسى» أن الحلم لا يعرف سقفاً يحده، وأن أحلامه لمصر والمصريين ليست بتحقيق الحد الأدنى من سبل الحياة الكريمة، ولكن أن تتصدر بإنجازاتها كل المجالات.

يؤمن الرجل إيماناً مطلقاً بأنه لا مستقبل للضعفاء فى هذا العالم، وأن الشرعية لأى حاكم هى الإنجاز، وأن ثمن الإنجاز يجب أن يكون حصيلة إخلاص وتفانٍ وجهد لا نهائى.

انضباطية السيسى مكون رئيسى وجوهرى فى مفتاح السيسى، فالرجل الذى يستيقظ عند الفجر، ويعمل بلا سقف زمنى، ويحافظ على برنامج عمل مجهد للغاية لكل من حوله، يسعى لتطبيق نفس القواعد على فريق عمله على كافة المستويات.

الرجل لا يجامل، ولا يسعى أبداً لتقديم رشاوى سياسية، أو غضّ البصر عن أخطاء أو خطايا فى حقوق الشعب أو فى شئون المال العام.

يؤمن السيسى بأن أملاك الدولة خط أحمر ممنوع المساس به أو التعدى عليه، لذلك يمارس أكبر قدر من الانضباط والشدة والقسوة مع الذات والغير فى تطبيق حرفية القانون.

انظر إلى إصراره على تطبيق أصعب القرارات: ثورة 2013، دستور جديد، تحرير سعر الصرف، إزالة التعديات على أملاك الدولة، الإصرار على تحصيل حق الدولة من رسوم وعوائد وضرائب.

قد تبدو هذه القرارات بعيدة عن الشعبوية، لكنها -كما يؤمن إيماناً مطلقاً- هى القرارات السليمة والصحيحة لتحقيق الإصلاح المنشود.

يتعامل السيسى مع ملف شئون الإصلاح مثل الطبيب الذى اؤتمن على إنقاذ مريض يحتضر، لذلك تعامل مع هذا التحدى على 3 مراحل:

1 - إنقاذ المريض من التهديد الوجودى لحياته.

2 - الإصلاح الجاد الصعب لعبور الأزمة الصحية ومعالجة جذور الأمراض التى تراكمت منذ أكثر من نصف قرن بعلاجات جذرية حتى لو كانت تستدعى جراحات مؤلمة.

3 - إخراج المريض من الإنعاش ثم تحسين حالته، حتى يصبح إنساناً نموذجياً يضرب به المثل فى الصحة والعافية.

يعرف السيسى أن فاتورة إنجاز المراحل الثلاث هى تحديات مكلفة للغاية وقد تتعرض فيها صحة المريض لبعض الأزمات الطارئة أو الانتكاسات المفاجئة، لكنه يتسلح بالإيمان المطلق بالله، وبكل إنجاز يتحقق فعلياً وليس كلامياً على أرض الواقع مما يكسبه مصداقية لدى ملايين المصريين.

رصيد السيسى يعتمد على أنه إذا قال فعل، وإذا وعد صدق.

هل هذا كلام عاطفى أو مديح سياسى؟

الإجابة «لا»، لأن تتبع حالة الانتقال من الوعد إلى الإنجاز هو الذى يثبت مدى مصداقية هذا الكلام.

وعد السيسى بحفر قناة جديدة فى السويس بتمويل مصرى كامل، ووعد ببناء أنفاق تربط ضفتى القناة، وبإصلاح شبكة طرق وكبارى، وبتوفير كهرباء دون انقطاع، وبناء عاصمة إدارية جديدة، وتشييد 12 محافظة متطورة، وتحرير سعر الصرف، وتطوير سكك الحديد، وإنجاز مراحل المترو، والقضاء على العشوائية، وعلاج فيروس سى القاتل، وتوفير ضمانات العلاج عبر مبادرات رئاسية، ورفع إنتاجية البلاد من الاحتياجات الأساسية، وعد بذلك كله وبالفعل صدق.

إحساس الرجل بالبسطاء المهمشين حقيقى وليس من قبيل السعى إلى شعبوية جماهيرية.

وعد الرئيس السيسى بتحسين أحوال الناس فضاعف الدعم على بطاقات التموين وزاد عدد المستفيدين منها بنسبة 20٪، ووفر معاش تكافل وكرامة، ورصد مليارات لأصحاب المشروعات الصغيرة، وتدخّل لفكّ الحبس عن الغارمات فى السجون، ورفع سقف الأجور الدنيا، وزاد المعاشات، وحسّن برامج التأمين الاجتماعى، وطوّر الخدمات الصحية.

وما زال ملفا الصحة والتعليم هما التحديين اللذين يسعى ليل نهار لإحداث اختراق كبير فيهما.

يفعل السيسى ذلك فى ظروف إقليمية ودولية عاصفة، وفى منطقة متوترة، وفى وضع فيه تقلبات مخيفة تحيط بجيرانه المباشرين:

1 - عند الجنوب تحاول السودان تجاوز صعوبات مواجهة مخلفات نظام عمر البشير.

2 - عند الغرب حيث حدوده الغربية هناك مشروع شرير تقوده تركيا بتمويل قطرى لدعم ميليشيات الإرهاب التكفيرى.

3 - عند الشرق هناك مخاطر الولاءات عند حماس، وخطط بنيامين نتنياهو التوسعية.

يحدث ذلك وهناك خطر عند منافذ البحر الأحمر الاستراتيجية بسبب حرب اليمن والتطرف الإيرانى.

يحدث ذلك، وهناك تهديد وجودى لثروة مصر الواعدة من الغاز والنفط فى شرق المتوسط بسبب القرصنة البحرية التركية.

يحدث ذلك، وهناك مراوغات ومماطلات شريرة متعمدة تُفقد أى إنسان صبره الاستراتيجى من قبَل الحكومة الإثيوبية للإضرار بحصة مصر فى المياه.

معارك السيسى على 3 جبهات: فى الداخل من أجل الإنجاز، وفى المنطقة من أجل الأمن القومى، وفى العالم من أجل تحقيق بيئة مواتية وصديقة للتعاون والإصلاح والأمن.

يحسن السيسى استخدام القوة بشكل حكيم.

يدرك الرجل أنه بالرغم من قيامه بإحداث نقلة غير مسبوقة فى التوازن الاستراتيجى فى المنطقة، وبتنويع مصادر السلاح، ورفع الكفاءة القتالية ورفع مستوى الجيش المصرى مما جعله يصبح تاسع قوة عسكرية فى العالم، إلا أنه يفهم -بعمق- مسألة «كيف ومتى يستخدم القوة العسكرية»، ويفهم أيضاً نظرية «حدود القوة» فى ظل قراءة صحيحة للظروف الإقليمية التى تهيئ أو تمنع أو تحد من استخدامها.

فى 3 مسائل استراتيجية يجب ألا يسعى البعض إلى «ملاعبة أو إرغام رئيس مصر».. تلك هى:

1 - حدود مصر شرقاً، غرباً، جنوباً فى البر والبحر والجو.

2 - مياه النيل طبقاً لحقوق مصر المكفولة باتفاقات دولية.

3 - ثروات مصر من النفط والغاز، وممرات ومنافذ النقل فى قناة السويس.

يدرك الرئيس جيداً أن هناك خطة لتفتيت وتشتيت قدرات مصر العسكرية من قبَل أعداء مصر فى المنطقة.

كان حلمهم أن نجد جيش مصر يقاتل فى الداخل لمحاربة الإرهاب التكفيرى فى سيناء، ويدعم الأشقاء فى اليمن، ويخوض حرباً مستحيلة فى أفريقيا دفاعاً عن الماء، وحرباً بحرية فى شرق المتوسط للدفاع عن ثروة الغاز، وفى صحراء ليبيا لتأمين الحدود الغربية، كل ذلك فى آن واحد بأعلى كلفة بشرية ومادية من أجل إجهاض مشروع الإصلاح الاقتصادى المصرى واستنزاف موارده وتعطيل مشروع مصر القوية.

الذين درسوا أعلى الدراسات الاستراتيجية فى العالم، مثل الرئيس السيسى، يعرفون جيداً أن الحرب الناجحة لا تعنى القتال، لكنها قد تحقق أهدافها بإظهار القدرة على الردع والحسم.

إن لم يفهم عدوك رسالة الردع بدون قتال، فإن الحرب ستكون حرب الضرورة التى تنتظر فوراً البدء فيها.

وبدون لف أو دوران، لكل من يتساءل أو بداخله حيرة أو يبحث بصدق أو نتيجة عدم فهم: هل يمكن للرئيس السيسى أن يصدر أمراً بالحرب ويحارب بالفعل؟

الإجابة المباشرة التى لا «تنميق سياسى فيها» هى:

«سيحاول حتى اللحظة الأخيرة استخدام سياسة الردع الممزوجة بأقصى الضغوط الدولية، ولكن إذا لم تصل الرسالة للخصم أو العدو وتجاوز الخط الأحمر للأمن القومى المصرى فإن قرار السيسى سيكون فورياً، رادعاً بلا تردد وبلا هوادة».

مفتاح شخصية الرجل، وخياراته وطبيعته النفسية، والمصالح العليا لبلاده تجعله بالطبيعة وبالضرورة قريباً من بن زايد وبن سلمان.

غداً وبعد غد نشرح شخصية كل منهما، لنفهم لماذا هناك ارتباط معنوى ومصيرى بين القاهرة والرياض وأبوظبى.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفتاح شخصية «السيسى» فى السياسة والحرب 1 مفتاح شخصية «السيسى» فى السياسة والحرب 1



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria