لقد رحل «سيد ياسين»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لقد رحل «سيد ياسين»

لقد رحل «سيد ياسين»

 الجزائر اليوم -

لقد رحل «سيد ياسين»

بقلم : مصطفى الفقي

كان علامة بارزة على جيل بأكمله، فلقد استقطبت شخصيته أبناء الجيل كله، لأنه كان- رغم تخصصه فى «علم الاجتماع»- واحدًا من أبرز شيوخ «علم السياسة»، كما ضرب بسهم فى معارف متعددة، فكان مثقفًا رفيع الشأن له فى «العلوم السلوكية» كما له فى كافة «الدراسات الإنسانية»، وكان مفكرًا يعتز بذاته ووطنه ويتصرف بشموخ وكبرياء فى كافة مواقف حياته، وقد ربطتنى به صلات وثيقة وعلاقات طويلة، فعندما عدت من «لندن» حاملًا درجة الدكتوراه فى سبتمبر 1977 فوجئت به يتصل بى على غير معرفة مباشرة، ويقول لى إنه قد علم بحصولى على هذه الدرجة الرفيعة، وإن موضوع الدراسة يستهويه كعالم يقف على الحدود بين علمى «السياسة والاجتماع»، لذلك فإنه يدعونى- باعتباره مديرًا لمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام- إلى حوار موسع مع أعضاء المركز وضيوفه حول موضوع الرسالة، الذى يدور حول «الأقباط فى السياسة المصرية»، متخذًا «مكرم عبيد باشا» نموذجًا، فهو المجاهد الكبير وسكرتير عام «حزب الوفد» منذ رحيل «سعد زغلول» وخلافة «مصطفى النحاس» له وصولًا إلى الصدام التاريخى المعروف بين الصديقين «النحاس» و«عبيد»، حتى إن الأخير أصدر كتابه الأسود بمباركة من «القصر» وإغراء من الداهية «أحمد حسنين باشا»، رئيس الديوان، لشق عصا الحزب والثأر لحادث 4 فبراير عام 1942، ولقد تلقيت دعوة الراحل العظيم «سيد ياسين» بامتنان، وتأملت كيف يسعى ذلك الأستاذ العظيم، ومعه رفيقه د. «على الدين هلال»، وبالقرب منهما د. «سعد الدين إبراهيم»، كيف يسعون إلى إبراز طاقات أبناء جيلهم وإعطائهم الفرص ودفعهم دفعًا إلى الأمام فى إيمان متجدد بالتواصل بين الأجيال، وقد حضرت إلى مقر المركز فى صحيفة «الأهرام» فى الموعد المحدد ومعى أطروحة الدكتوراه بلغتها الإنجليزية، وقدمت عرضًا وافيًا لمحتوياتها والرسم البيانى للعلاقة الطردية بين تمثيل الأقباط فى «البرلمان» المصرى وبين درجة فوز «حزب الوفد» فى الانتخابات المختلفة، واستخلصت نتائج الدراسة، واستمعت إلى تعليق الأستاذ «سيد ياسين»، الذى أغدق علىَّ يومها تقديرًا أكثر مما أستحق، كذلك استفدت من تعليقات زملائى من الخبراء والباحثين فى المركز وكانت بداية تعاون بينى وبينهم، ومنذ ذلك المساء وأنا أضع «سيد ياسين» فى مقام المعلم، وهو الحقوقى وأستاذ «علم الاجتماع» وفارس «الدراسات السياسية» وصاحب الكتابات الرصينة والمبادرات البَنَّاءة، فقد كان بحق «ناظر مدرسة البحث العلمى» فى «العلوم الاجتماعية»، وكا

نت له إسهاماته المرموقة فى «المركز القومى للبحوث الاجتماعية»، حيث اتسمت دراساته بالموضوعية والحياد الأكاديمى، مع التواضع أمام مَن هم أقل منه والزهد فى المناصب والتمسك دائمًا بقيم العالِم الذى يحترم مبادئه، وفيًا لأفكاره، صادقًا فى معتقداته، ولقد كان لديه تقدير خاص للحقبة الناصرية، مع إقراره فى ذات الوقت بأخطائها، فكان ذلك الرجل الكبير مؤمنًا بالزعيم دون دروشة، مع إحساس حقيقى بالطبقات الكادحة وفقراء «مصر»، وقد قام بالتدريس فى الجامعات المصرية والأجنبية، كما تولى إدارة «منتدى الفكر العربى»، الذى أنشأه الأمير «الحسن بن طلال» فى «الأردن»، وقد حصد جوائز الدولة المصرية من أصغرها إلى أكبرها، وأعطى اهتمامًا خاصًا لدراسة المجتمع الإسرائيلى، وجعل الدراسات الفلسطينية مركز اهتمام بـ«الأهرام» عبر السنين، ولقد زاملته خلال الخمسة عشر عامًا الماضية فى عضوية «المجلس الأعلى للثقافة»، وراعنى دائمًا شخصيته الموسوعية وقدرته على الحديث فى الموضوعات المختلفة وإيمانه العميق بالثورة التكنولوجية وإحساسه الدائم بأهمية رعاية الشباب وتقديم خلاصة تجربته للأجيال الصاعدة، كما جمع ذلك العالِم المستنير فى أبحاثه الاجتماعية بين الدراسات النظرية والتطبيقات العملية، فكان يؤمن بالأرقام والمسح الميدانى والبحوث «الإمبريقية»، وكان يتصل بى بين حين وآخر يطلب خدمة بسيطة أو توصية عادلة، وكنت دائمًا طوع إشارته، خصوصًا فى سنوات محنته الصحية والظروف الصعبة التى اضطرته إلى العمل حتى آخر أيام عمره! فلم يتقاعس «سيد ياسين» عن مواصلة رسالته، حتى اقترب من سن الخامسة والثمانين، والفكر لا ينضب والعقل لا يتوقف والقلب لا يزال رحبًا حانيًا يتسع للجميع، أما إذا غضب فإنه ينتفض كالأسد الهصور ويزأر فى وجه مَن أمامه، مهما كان منصبه أو سلطته، وكان يتشاور معى أحيانًا وأنا أجلس بجانبه فى التصويت على جوائز الدولة حتى تكون أصواتنا شديدة الموضوعية بعيدة عن الهوى تدفع إلى الصفوف الأولى ببعض المُهمَّشين ممن لا سند لهم إلا الموهبة المكتومة والمكانة المؤجلة!.

إن رحيل «سيد ياسين» يطوى صفحة ناصعة فى تاريخ الفكر المصرى المعاصر، ويغلق فصلًا كاملًا من الأستاذية المتألقة دائمًا، وسوف يظل «سيد ياسين» شمعة مضيئة أكثر منه دمعة حزينة، لأن الرجل أدى واجبه باقتدار وانتصر دائمًا للحق وآمن إيمانًا عميقًا بالوطن ومستقبله وانحاز لشعبه وعاش راهبًا فى محراب علمه خادمًا لأمته.. رحمه الله بقدر ما أعطى من معرفة وأنار من ضوء وغرس من مبادئ وألهم من فكر!.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقد رحل «سيد ياسين» لقد رحل «سيد ياسين»



GMT 10:19 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

مخاوف مشروعة

GMT 12:44 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

الفن المصري

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى عام 2021

GMT 12:09 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الهاتف المحمول

GMT 08:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الصادق المهدي

GMT 14:15 2020 السبت ,02 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 18:39 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 23:41 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العقرب

GMT 22:23 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تنتهي من تصوير برنامج" طرب" مع مروان خوري

GMT 03:20 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تغير المناخ يؤثر على صحراء بيرو ويهدد مزارعيها بالجفاف

GMT 13:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة ميكونوس المكان المثالي لقضاء أجمل شهر عسل

GMT 08:04 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عز الدين عليا عبقرية كوكو شانيل ورحيل في هدوء تام

GMT 21:38 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية تضرب المملكة العربية السعودية الاثنين

GMT 07:11 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع فريجات في سيشل نقطة انطلاق لرحلة لن تتخيلها

GMT 13:51 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف 130 عصا في قبر توت عنخ آمون يُثبت إعاقته
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria