ضحايا مجزرة الرحاب

تداولت الصفحات المهتمة بمدينة الرحاب في منطقة التجمع الخامس أخبارًا تفيد العثور على 5 جثث داخل الفيلا الواقعة في "الرحاب 2"، الأب والأم والأبناء الثلاثة غارقين في دمائهم، ليصاب السكان بحالة من الخوف والذعر، ازدادت حدتها مع خروج تصريحات أمنية بأن صاحب الـ56 عامًا قتل أسرته وانتحر رميًا بالرصاص، بسبب تراكم الديون.

وأثيرت حالة من الجدل بين سكان المنطقة، وصولًا إلى مواقع التواصل الاجتماعي بشأن منطقية الواقعة، خصوصًا أن الرجل صاحب الأصول الصعيدية عُرف بالتقى والورع الديني بين جيرانه منذ قدومه للإقامة بالفيلا التي استأجرها عقب بيعه شقته في مدينة السادس من أكتوبر منذ 4 سنوات، فضلًا عن طبيعة العلاقة الأسرية الوطيدة التي كانت تجمعه بأبنائه "محمد 22 سنة، نورهان 20 سنة، عبد الرحمن 18 سنة",

وبدأ الجميع يعزز ذلك السيناريو حيث عُثر على جثة الأم والابنة مسجاتين على "كنبة الريسيبشن" وأحد الأبناء في المطبخ والأخير داخل غرفته، والأب بالصالة على بعد خطوات من زوجته وابنته وبجواره طبنجة عيار 9 مم و11 فارغًا، وتم التأكد من سلامة مداخل ومخارج الفيلا، وعدم سرقة محتوياتها خصوصًا المشغولات الذهبية.

واكّدت المعاينة الأولية أن الأب هو بطل "المجزرة" التي وقعت قبل 5 أيام على الأرجح في ظل تعفن الجثث الخمس، وأقوال الجيران ومالك الفيلا -أمام جهات التحقيق- بعدم مشاهدتهم لأفراد الأسرة طيلة الأسبوع الماضي، وزملاء الطالبين الجامعيين "محمد ونورهان" في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في إحدى الجامعات الخاصة، بعدم حضورهم منذ أيام عدة.

وأكد الدكتور هشام عبد الحميد، رئيس مصلحة الطب، أن الجثث الأربع تلقت 8 طلقات قاتلة، وكل جثة بها طلقتان في الرأس والوجه، واستقرت الطلقات في الجمجمة، وتفتت بداخلها، وأحدثت ثقبًا في الرأس، مشيرًا إلى أنه عثر على الجثث في حالة تعفن.
وأضاف أن فريقًا من الطب الشرعي بدأ في تشريح جثة الأب، ومن خلال المعاينة المبدئية، تبين أن جثة الأب مصابة بطلقات في الرأس أيضًا، رافضًا الإفصاح عن معلومات إضافية لحين الانتهاء من التشريح.

وأوضح مصدر أمني مطلع على التحقيقات أن الأب تلقى 3 طلقات بالرأس، واحدة أطلقت على الجبين مباشرة والطلقتين الثانية والثالثة أسفل الذقن اتجاه الجمجمة، موضحًا أن الصفة التشريحية تشير إلى احتمالية أن تكون الواقعة ليست انتحارًا؛ معللًا الأمر بأن الشخص المنتحر لا يستطيع إطلاق أكثر من رصاصة على نفسه.
و كشفت معاينة نيابة القاهرة الجديدة برئاسة المستشار محمد سلامة عن مفاجآت جديدة, تقود لعدم الجزم بأن الأمر "انتحار" واحتمالية وقوع "مذبحة"، بدءً من وجود "الخزنة" بجوار الطبنجة التي عثر عليها إلى جانب الجثث، لتأمر النيابة بتحريز الخزنة فى ظرف منفرد، وتحريز الطبنجة في ظرف ثان، وإرسالهما إلى المعمل الجنائي لفحصهما.

و لاحظ فريق النيابة العامة خلال المعاينة وجود آثار دماء في أماكن غير التي عُثر بها على الجثث الخمس، ما يوحي بنقل الجثث من أماكنها عقب التخلص منها. كلب الحراسة الخاص بالأسرة -وهو من فصيلة دوبرمان من أخطر وأشرس كلاب الحراسة- الذي يمكنه الفتك بأي غريب قد يفكر في اقتحام الفيلا أو التسلل لها، وتسلق أسوارها، لم يصدر صوتًا خلال الجريمة، ولم يتحرك من مكانه.

وطالب أحد أصدقاء الأسرة المقربين جهات التحقيق بإجراء تحليل لكلب الحراسة؛ للوقوف على ما إذا كان تم تخديره أم لا، مؤكدًا أن إصابات الضحايا جميعها في الرأس، ونفذها شخص محترف .

وأصدر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة، قرارا بمصادرة كاميرات المراقبة الموجودة في مداخل ومخارج الفيلا، موجها فريق الأدلة الجنائية برفع البصمات، وصولاً لأى خيوط تقود فريق المباحث لفك طلاسم الحادث والإجابة عن السؤال الأبرز "ماذا حدث داخل الفيلا منذ أيام.. قتل أم انتحار؟".