الأكاديمي والكاتب محمد سيف الإسلام بوفلاقـــة

يرصد الأكاديمي والكاتب محمد سيف الإسلام بوفلاقـــة من جامعة عنابة، في كتابه الجديد “محاضرات في تاريخ الجزائر المعاصر”، الصادر حديثاً عن منشورات مؤسسة دار الجنان العلمية بعمّان في المملكة الأردنية، ثلة من القضايا المهمة المتصلة بتاريخ الجزائر المعاصر.

ووفق مقدمة الكتاب قال بوفلاقة إن مؤلفه يضم مجموعة من المحاضرات والدراسات والقراءات التي تتصل بتاريخ الجزائر الحديث وهو يندرج في إطار السعي إلى لملمة بعض ذكريات الذاكرة الوطنية الجزائرية وتسليط الضوء على أحداث تاريخية معاصرة وقعت في البلاد ولم تلق عناية كافية من الدراسة.

ويعود المؤلف في هذا العمل إلى تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية والكثير منها وقع أثناء ثورة التحرير الجزائرية المظفرة ضد الاستدمار الفرنسي، حيث ركز على محطات مهمة شكلت ذاكرة الجزائر الحديثة، فتطرق إلى شهادات قُدمت من قِبل من عايشوا ثورة التحرير الجزائرية ووقفوا على أسبابها ووقائعها مثل شهادة الرئيس المجاهد بن يوسف بن خدة (1920-2003م)، رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، التي جاءت في كتاب: “جذور أول نوفمبر1954م” الذي يعد عملاً في منتهى الأهمية.

ويضم كتاب “محاضرات في تاريخ الجزائر المعاصر” وقفة مع شهادة أحد كبار المجاهدين في الولاية الثانية، أثناء ثورة التحرير الجزائرية وهي الولاية التي كانت تعرف بأنها المنطقة الأكثر خطورة على الاستعمار الفرنسي، إلى درجة أنها سميت بـ “مملكة الفلاڤة”.

ويتطرق في المحاضرة إلى مظاهرات 11 ديسمبر 1960م، التي هي ذكرى خالدة في مسار ثورة التحرير الجزائرية، فعندما يُذكر شهر ديسمبر، يتبادر إلى أذهان الجزائريين، تلك المظاهرات العارمة التي انطلقت في شهر ديسمبر سنة 1960م، وكانت لها جملة من الآثار والانعكاسات العميقة على مسار الثورة.

ويقدم في المحاضرة الثانية حدثاً تاريخيا فريداً من نوعه، غير مسار تاريخ الجزائر الحديث، هجومات 20 أوت 1955 م، التي تعد من المحطات المفصلية التي مرت بها ثورة التحرير، وهي الحدث الأبرز الذي حقق الكثير من الإنجازات الكبيرة للثورة الجزائرية في عامها الأول، وكانت لها تأثيرات عميقة على مسار الثورة، وتطورها وانعكست نتائجها على مستوى المغرب العربي والإقليمي.

كما يلفت المؤلف في جزء من عمله إلى دور المرأة الجزائرية في دعم ثورة التحرير، ووفقه فالمرأة الجزائرية لعبت دوراً متميزاً ومنقطع النظير. كما توقف بالعرض والتحليل عند موضوع الإعلام الثوري، ومهامه في الثورة.

وفي الكتاب يسرد بوفلاقة موضوعات أخرى متنوعة تتجلى أهميتها من حيث كونه يتناول بالدراسة والتحليل قضايا بارزة جدا لا يُمكن أن يتجاوزها كل مهتم بتاريخ الجزائر المعاصر.

قد يهمك ايضا

هكذا خطف التاريخ شيخ المؤرخين سعد الله من سماء الشعر والأدب

  الشاعر "داودي الطاهر" من أم الشقاق يفتك المرتبة الثانية في المسابقة الوطنية