عناصر من تنظيم "داعش"

أوقفت السلطات الفرنسية أحد المشتبه بانتمائهم إلى خلية لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" "داعش" إلى لبنان في حزيران /يونيو الماضي، ويحمل الجنسية الفرنسية، وكان حضر إلى لبنان مع أحد الموقوفين وغادر قبل توقيف زميله.

وأوضحت المصادر المواكبة للتحقيقات أن الموقوف فايز بوشران، الفرنسي من أصول عربية (من جزر القمر) الذي كان أوقف في 20 حزيران/ يوليو الماضي في فندق "نابوليون" في بيروت إثر دهمه من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أدلى في حينه باعترافات أنه كان ينتظر تعليمات من مشغليه للقيام بعملية انتحارية وأنه يعمل لمصلحة "داعش"، وأن رفيقًا له فرنسي الجنسية من أصول مغاربية حضر معه إلى بيروت لكنه اضطر للمغادرة قبل انتهاء مدة صلاحية جواز سفره. وأبلغت وزارة الداخلية اللبنانية السلطات الفرنسية بالأمر فألقت القبض عليه في فرنسا وجرى التحقيق معه أيضًا

وذكرت المصادر أن الملاحقة الأمنية التي نفذتها الأجهزة الأمنية لمجموعات "داعش" التي دخلت لبنان في حزيران/ يونيو أسفرت عن اكتشاف المديرية العامة للأمن العام بعدها انتحاريين أقاما في فندق "دو روي" في محلة الروشة في بيروت، وهما من الجنسية السعودية (فجّر أحدهما نفسه أثناء دهم الفندق)، أدت إلى التضييق على هذه المجموعات وأفشلت تفجيرين انتحاريين نفذا في منطقة ضهر البيدر في البقاع وفي محلة الطيونة في ضاحية بيروت، ورجحت المصادر نفسها أن يكون نجاح الملاحقات في التضييق على هذه المجموعات أدى إلى لجوء "داعش" ومشغليها إلى تعديل خططهم والانتقال إلى الخطة (ب) بعدما كانت الخطة (أ) تقوم على تنفيذ تفجيرات انتحارية تودي بحياة عدد كبير من الضحايا في بعض المناطق الحساسة، منها الضاحية الجنوبية لبيروت.

واعتبرت المصادر، أن ما حصل في عرسال في 2 آب /أغسطس الماضي كان دليلاً على انتقال "داعش" إلى الخطة (ب) القاضية باحتلال مناطق ثم قضم المزيد، بدلًا من استخدام الخلايا النائمة لتنفيذ تفجيرات استطاعت مراقبة الأجهزة الأمنية الدقيقة الحؤول دونها. ورأت أن لجوء "داعش" إلى خيار احتلال مناطق يعود إلى اعتقاد قادة هذه المجموعات أن احتلال عرسال قد يؤثر في مناطق أخرى ويساعدها لاحقًا على التوسع، أسوة بما حصل في العراق، بعدما تؤمّن رضوخًا من الأهالي لسيطرتها على بعض المناطق.

وأشارت المصادر إلى أن الخوف من هذا المخطط هو الذي دفع زعيم تيار "المستقبل" رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى التشديد على وجهاء بلدة عرسال عدم السماح بأي ثغرة ينفذ منها مسلحو "داعش"، وبدعم الجيش مهما كان الثمن في مواجهته مع المجموعات التي اقتحمت البلدة. وفي اتصالاته ولقاءاته مع شخصيات ومشايخ دين في عكار وفي البقاع، تحسبًا لأي عمل يستهدف الأراضي اللبنانية.

وقالت المصادر المواكبة لجهود الأجهزة الأمنية في مواجهة مجموعات "داعش" وغيرها، إن ملاحقاتها مستمرة لهذه المجموعات، وإن عين المراقبة تكثفت على عرسال من قبل الجيش والأجهزة خشية تدفق المزيد من المسلحين إلى جرود البلدة، خصوصًا أن الجيش النظامي السوري ترك ممراً آمنًا لمسلحي هذه المجموعات كي يغادروا بعض مناطق القتال في سورية إلى منطقة القلمون، بما فيها محافظة الرقة، لدفع هؤلاء إلى المناطق المحاذية للبقاع الشمالي في لبنان.

ولم تستغرب المصادر إمكان وجود مسلحين سوريين في بعض محيط عرسال، نظرًا إلى وجود 120 ألف نازح داخلها وفي ضواحيها، فيما عدد سكانها اللبنانيين يناهز الـ35 ألف نسمة. واعتبرت المصادر أنه يجب تفكيك حال الاختلاط بين المسلحين وبين النازحين في المخيمات وبعض المنازل في البلدة، حيث لهؤلاء المسلحين أهالٍ وأقارب من النازحين، فلا يتحولون إلى عبء أمني.

وأشارت إلى أن الدولة اللبنانية تسعى إلى تدابير لمنع تحول المخيمات إلى بيئة حاضنة للمجموعات المسلحة طالما لا مخيمات منظمة هناك. ومن ضمن التدابير الحؤول دون تواصل المسلحين مع النازحين، عبر الإجراءات الأمنية وانتشار الجيش، وعبر إغراء من يريد مغادرة الأراضي اللبنانية بإعفائه من غرامات الإقامة غير المشروعة.