حركة طالبان

رغم المؤشرات الواضحة بأن المسؤولين الباكستانيين يلعبون دورا مؤثرا خلف الكواليس في الدفع بحركة طالبان إلى مائدة المفاوضات فإن الزعماء السياسيين في باكستان رفضوا الإذعان للضغوط الدولية المعنية بجعل هذا الدور علنيا بشأن التأثير على سياسات حركة طالبان الأفغانية.

ورغم الضغوط الخفيفة التي تمارسها واشنطن وكابل، رفضت القيادة السياسية في إسلام أباد الإعلان عن دورها الذي تلعبه في التأثير على سياسات حركة طالبان الأفغانية، وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي الأخيرة على العاصمة الأفغانية.

وناقش رئيس الوزراء الباكستاني مسألة جلب حركة طالبان الأفغانية إلى مائدة المفاوضات مع الرئيس الأفغاني أشرف غني والمدير التنفيذي بالحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله، وذلك خلال المحادثات الرسمية مع الزعيمين الأفغانيين.

وفي ختام المحادثات الرسمية في كابل، وجه رئيس الوزراء الباكستاني نداء مشتركا مع الرئيس الأفغاني موجها إلى حركة طالبان الأفغانية للاستجابة إلى نداءات الحكومة الأفغانية والمشاركة في محادثات السلام في أقرب فرصة ممكنة.

غير أن البيان الصحافي الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني بشأن المحادثات مع الرئيس الأفغاني تجنب تماما أي ذكر للدور الباكستاني الخاص بجلب حركة طالبان الأفغانية إلى مائدة المفاوضات مع ممثلي الحكومة الأفغانية. وكانت باكستان استضافت في الماضي محادثات بين عناصر من حركة طالبان وممثلين عن الحكومة الأفغانية داخل باكستان، غير أن هذه المحادثات فشلت في إحراز أي نتائج تستحق الذكر.

وقبيل زيارة رئيس الوزراء الباكستاني مباشرة إلى العاصمة الأفغانية كابل، نقلت وسائل الإعلام الباكستانية عن مسؤول عسكري بارز أن إسلام أباد ليس لديها تأثير مباشر على حركة طالبان الأفغانية، ولم تتقدم بأي ادعاءات حول التأثير على سياسات الحركة. كما أوضح المسؤول العسكري أيضا أن الجيش الباكستاني لا يملك أي مقدرة على حمل حركة طالبان الأفغانية على الجلوس إلى مائدة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية.

وأكد المسؤولون الباكستانيون، في أعقاب محادثاتهم مع ممثلي الحكومة الأفغانية في كابل، أنهم لم يصرحوا بشيء يفيد بنفوذ باكستان وقدرتها على التأثير على سياسات حركة طالبان الأفغانية أو جلبهم إلى مائدة المفاوضات.

ووفقا للبيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني في ختام زيارته إلى العاصمة كابل، أشاد السيد عباسي برؤية الرئيس الأفغاني للسلام والمصالحة في أفغانستان، وبعرضه إجراء المحادثات المباشرة مع حركة طالبان.

وفي تناقض تام مع الموقف الباكستاني الأخير والمتمثل في مواصلة نفوذ إسلام آباد لدى حركة طالبان تحت غطاء سياسي، من الواضح أن باكستان على اتصال مع أعضاء الحركة من خلال مكتب الحركة في العاصمة القطرية الدوحة.

وقام وفد من ثلاثة أعضاء من مكتب الحركة في الدوحة بزيارة إسلام أباد في يناير/ كانون الثاني الماضي، وأجروا المحادثات مع المسؤولين في باكستان.

كما قام وفد ثلاثي آخر من أعضاء مكتب الحركة في الدوحة بعقد محادثات مع ممثلين من الحكومة الأفغانية، وذلك وفقا للتقارير الإخبارية بهذا الصدد. ومع ذلك، فإن الحكومة الأفغانية نفت تلك المزاعم تماما.​