استقبل رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة، بصفته وزيرًا للدفاع، الاثنين، نائبه  رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، بغية تدارس الأوضاع الأمنية على الحدود الجزائرية، واستكمال مخطط ملاحقة الجماعات المسلحة في الحدود الجنوبية والشرقية للبلاد. وقدم رئيس أركان الجيش الجزائري للرئيس بوتفليقة عرضًا عن الوضع الأمني في الجزائر، ونشاطات القوات المسلحة، لاسيما على الحدود الجنوبية والشرقية للبلاد، تضمن تقريرًا أمنيًا مفصلاً  بشأن الأوضاع الأمنية في الحدود الجزائرية الجنوبية مع مالي, وليبيا, وفي القسم الشرقي مع الحدود التونسية وعمليات حماية الحدود الجزائرية من  تسلل الجماعات المسلحة. و جاء التقرير في إطار تقييم التعليمات التي كان الرئيس بوتفليقة قد وجهها لحماية الحدود الجزائرية من الجماعات المسلحة النشطة على الحدود مع مالي, وتونس, وليبيا، لاسيما عقب تنامي نشاطها في الآونة الأخيرة، والتي أسفرت عن القضاء على 5 مسلحين، بداية تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في الحدود الشرقية للجزائر. يأتي هذا تزامنًا مع وجود دول غربية عدة تراقب الأوضاع الأمنية المضطربة في المنطقة، جراء تزايد نفوذ الجماعات المسلحة "الجهادية" فيها، لاسيما عبر المثلث مالي، وليبيا، وتونس، والصعوبات التي تواجه تونس في ضبط حدودها مع الجزائر وليبيا، على مسافة 1500 كيلو مترًا، و التي تعرف تسلل الجماعات المسلحة منها، وهو ما يشكل عنصر تهديد كبير للمنطقة واستقرارها. وتفيد التقارير الدورية، التي يقدمها  الجيش الجزائري بأنه عزز تواجده  في الحدود الشرقية مع الجارة تونس، في منطقة تبسة، نظرًا لتدهور الأوضاع الأمنية، منذ منتصف آب/أغسطس الماضي, حيث تم إرسال قوات أمنية، مدعومة بمروحيات، بغية تتبع تسلل المسلحين من الأراضي التونسية إلى الجزائرية، عبر جبال "الشعانبي". وتعرف الحدود الجزائرية المالية توترًا كبيرًا، بفعل المواجهات بين الجيش المالي، والذي يدعمه الجيش الفرنسي، وبين تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، إلى جانب جماعات "جهادية" أخرى نشطة في المنطقة، استدعت تعزيز الجيش الجزائري لتواجده فيها. وفي السياق ذاته، في إطار التعاون الأمني بين الجزائر وتونس، أفادت تقارير صحافية صادرة في الجزائر في وقت سابق، بأن الرئيس التونسي أبلغ نظيره الجزائري، عبر موفدين رسميين، زارا الجزائر مطلع أيلول / سبتمبر الماضي، أنه قرر اعتبار جزء من الحدود مع الجزائر منطقة عازلة، تخضع للأحكام العسكرية، بسبب الأوضاع الأمنية في منطقة "الشعانبي". من جانب أخر، قدم رئيس أركان الجيش الجزائري عرضًا لرئيس بوتفليقة عن نشاطات الوفد السياسي والعسكري الجزائري، الذي كلفه رئيس الدولة بحضور مراسم جنازة الجنرال جياب، السبت الماضي، في هانوي (الفيتنام).