أقرّت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأن القيادي فيها أيمن طه يخضع للتحقيق الداخلي في الحركة، لدواعي لها علاقة بسلوكه، واستغلاله للنفوذ، وتربحه دون وجه حق، وعدم حفظ الأمانة. وأكّدت "حماس"، في تصريح صدر على لسان مصدر مسؤول فيها وصل "العرب اليوم" نسخة منه، أنّ "اعتقال طه ليس له أيّة علاقة بجوانب أمنية مع جهات معادية للفلسطينيين"، موضحة أنّ "هذا الإجراء الذي اتخذته لا يمس مكانة عائلة أيمن، ووالده الشيخ محمد طه، وهو أحد أبرز مؤسسي الحركة، وما قدّمه لدينه ولشعبه وقضيته من جهد". وكانت الحركة قد اخضعت طه، الذي كان يتولى مسؤولية متابعة الملف الفلسطيني مع المخابرات المصرية، للتحقيق قبل حوالي أسبوعين، فيما أكدّ النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي سابقًا أحمد بحر نبأ اعتقال طه. وكشفت مصادر مطلعة عن أنّ "المتحدث السابق باسم حركة حماس أيمن طه اعتقل منذ حوالي أسبوعين"، لافتة إلى أنّه "متواجد في سجن سري، يتبع مباشرة لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، بغية التحقيق معه على خلفية قضية فساد كبرى". يأتي هذا فيما رفض النائب عن حركة "حماس" في المجلس التشريعي إسماعيل الأشقر التعليق على الخبر، مؤكدًا أنّ "هناك من اعتقل"، ولكنه رفض تأكيد اعتقال أيمن طه، وهو أيضًا ما فعله القيادي الحمساوي سالم سلامة، لاستشعاره بالحرج. ورجّحت المصادر أن يكون قيام طه بشراء فيلا على طريق صلاح الدين لاستثمارها قد أثار الريبة لدى الحركة، التي سارعت لاعتقاله منذ نحو عشرة أيام. وكانت حركة "حماس" قد ادعت أنّ القيادي أيمن طه متواجد في السجون المصرية، لكن مصادر مطلعة في غزة كشفت عن صفقة تمت بين عائلة طه، والتي تنتمي لـ"حماس"، والجهات المسؤولة في كتائب القسام، تقضي بحماية سمعة القيادي الحمساوي خلال فترة التحقيق معه في التهم المنسوبة إليه، عبر إشاعة إرساله في مهمة سرية داخل الأراضي المصرية، تتعلق بمفاوضات مع المخابرات العامة المصرية، وهي الشائعة التي تداولتها الأوساط الصحافية في غزة، كحقيقة، بعد أن نشرها صحافيون تابعون لـ"حماس"، ويعملون في مؤسسات إعلامية أجنبية. وأكّدت المصادر أنّ "اعترافات طه بالفساد المالي والأخلاقي خلال عملية التحقيق، وطول فترة الزيارة السرية المزعومة لمصر، دفعت بعائلة طه والخلية المسؤولة عن الاعتقال والتحقيق، والتي تتبع مباشرة لقيادة القسام، إلى تعديل الشائعة في الأوساط الصحافية، بحيث يكون مفادها قيام الجهات الأمنية المصرية باعتقاله". يذكر أنّ أيمن طه يعدُّ أحد الكوادر البارزة في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وقياديًا فاعلًا فيها، وأحد المؤسسين لها، وأحد مقاتليها، وكان والده محمد طه، مسؤولًا محليًا في الحركة، ومديرًا في الجامعة الإسلامية في قطاع غزة. وكان أيمن طه، في 1998، يشغل موقع رئيس مجلس طلاب الجامعة الإسلامية، واختير ليكون قائدًا في كتائب "عز الدين القسام"، في البريج، مع بداية الانتفاضة الثانية في 2000، وبعد أحداث صيف 2007، التي أدت إلى سيطرة "حماس" على قطاع غزة أصبح أيمن طه المتحدث الرسمي باسم الحركة في غزة.