غرّد رئيس الجمهورية ميشال عون عبر حسابه على “تويتر”، مستخدماً هاشتاغ "#كلنا_جيش"

أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن تنفيذ عملية أمنية وصفت بأنها “نوعية”، ضد “مجموعة إرهابية” في عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية، وغرّد رئيس الجمهورية ميشال عون عبر حسابه على “تويتر”، مستخدماً هاشتاغ "#كلنا_جيش"، “دائماً على الموعد عند كل خطر يتهدّد الوطن، ثقتنا بكم لا تنتهي، حماكم الله”، وواصلت الطائرات الحربية السورية قصفها جرود عرسال، وبات هذا القصف شبه يومي منذ الأسبوع الماضي.

وأقدمت قوة من مديرية المخابرات في الجيش، وفق بيان صادر عن مديرية التوجيه، “في ضوء معطيات أمنية، وتنفيذاً للخطة الاستباقية التي يقوم بها الجيش والتي أدت إلى دهم مخيمات عرسال قبل اقل من أسبوعين، على دهم مجموعة إرهابية موجودة في عرسال، كانت تعدّ لتنفيذ عمليات إرهابية”، وأوضحت أنه “لدى محاولة أفراد المجموعة المتطرّفة مقاومة القوّة المداهمة، تصدّى لهم عناصر الدورية ما أدّى إلى مقتل الإرهابيَين السوريَين ياسر الغاوي وعاطف الجارودي وتوقيف 3 آخرين، كما تمّ ضبط 7 عبوات معدّة للتفجير وحزاماً ناسفاً و50 كلغ من المواد المستخدمة في تصنيع المتفجرات، بالإضافة إلى كميّة من الرمانات اليدوية والصواعق”.

وأوضح البيان أن “الإرهابي الغاوي” يشتبه بأنه “الرأس المدبر لعملية التفجير التي حصلت في رأس بعلبك بتاريخ 24/5/2017”، وذكرت مصادر أمنية أن المداهمة استهدفت منزلاً في البلدة، وأن العبوات المضبوطة كانت تزن كل منها ما بين 7 و12 كلغ من المواد المتفجرة، اما الموقوفون فهم السوري وليد جمعة وابنه خالد واللبناني خالد عز الدين، وتأتي العملية الأمنية في وقت تتواصل التحقيقات في وفاة 4 سوريين كان الجيش أوقفهم خلال المداهمة السابقة.

وأوقفت المديرية العامة للأمن العام، لبنانياً للاشتباه بانتمائه إلى “تنظيم إرهابي”، وأوضحت في بيان لها أن التوقيف تم “في إطار متابعة نشاطات المجموعات الإرهابية والأشخاص الناشطين لمصلحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبناء لإشارة النيابة العامة المختصة”، وأشارت إلى أنه “بالتحقيق معه اعترف بأنه تلقى دروساً دينية خارج لبنان على يد أحد رجال الدين المنتمين لتنظيم داعش ، ثم قام بتنزيل لعبة BOOM BEACH القتالية على الإنترنت ودخل إلى غرف المحادثة ضمن اللعبة المذكورة حيث تعرف إلى عدد من المؤيدين لتنظيم داعش المتطرّف، وكانوا يتداولون اخبار التنظيم وبأنه يطبق الشريعة الإسلامية الصحيحة، كما انتحل صفة شرعي مكلف من قبل تنظيم داعش المتطرّف

وصار يتلقى أسئلة دينية من أفراد المجموعة ويحرض أعضاءها على الانضمام لداعش ومبايعة أميره أبو بكر البغدادي انطلاقاً من ايمانه بأن الجهاد فرض واجب على كل مسلم، كما تعرف من خلال اللعبة المذكورة إلى أحد المتطرّفين الذي أوقفه الأمن العام بجرم التخطيط لأعمال أمنية في منطقة أسواق بيروت”، وأشارت إلى إحالة الموقوف “على القضاء المختص والعمل جار لتوقيف بقية الأشخاص المتورطين”.

وتحول الملف الأمني في عرسال إضافة إلى دعوة “حزب الله” إلى التنسيق الحكومي اللبناني مع الحكومة السورية في شأن عودة النازحين السوريين، مصدر سجال سياسي استكمالاً للنقاش الذي حصل داخل مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، ودعا رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط، في تغريدة على “تويتر” إلى وجوب “الحدّ من عاصفة الحقد والعنصرية تجاه اللاجئ السوري الذي يضيف على الاقتصاد المحلي حوالي بليون دولار ونيف”.

وحذّر عضو “اللقاء الديموقراطي” النيابي غازي العريضي، من أن يؤدي ملف النازحين السوريين “إلى تفجير الحكومة”، داعياً إلى “لملمة الأمور الداخلية وتخفيف الانقسام”، وحمّل مسؤولية “عدم ضبط عملية النزوح السوري في لبنان إلى الجميع”، معتبراً أن “ما يقوم به الجيش من ضمن مسؤولياته، في حين ان دور القوى السياسية، سواء داخل الحكومة أم خارجها، أن ترى في الأمر مسألة طبيعية”، ونوه بالإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية في البلد، مؤكداً أن “مواجهة العمليات الإرهابية لا علاقة لها بمسألة النازحين”، وتوقف عند كلام رئيس الحكومة سعد الحريري وتأكيده أن الطائفة السنية تدعم الجيش، واستذكر أيام معركة نهر البارد، والكلام الذي قاله قائد الجيش يومذاك العماد ميشال سليمان في إحدى الجلسات الوزارية انه لولا البيئة السنية لما توصلنا إلى ما توصلنا إليه في تلك المعركة.

وقال الأمين العام لـ “تيار المستقبل” أحمد الحريري، إنّه “لا يزايدن احد على تيار المستقبل في دعم الجيش، فنحن الذين وفرنا له الغطاء السياسي للقيام بمهماته في الوقت الذي كان غيرنا يرسم في وجه الجيش الخطوط الحمر”، مؤكّدًا على أن “الجيش يجب أن يعان وأن لا يدان في مهماته الوطنية، وعلى رأسها مكافحة خطر الإرهاب وحماية لبنان من الحرائق التي تدور حولنا”، وأشاد بـ “الوعي الذي أظهرته قيادة الجيش في التنبه لهذه المزايدات، وفي الاستماع إلى صوت الناس وملاحظاتهم”، وقال: “كل ما نريده، نحن وقيادة الجيش، وضع الأمور في نصابها الصحيح، وتصويب الأداء إذا كانت هناك أخطاء، والاعتراف بها، وتوضيح الصورة ليس إدانة للجيش بل حماية له من المصطادين بالماء العكر، ولا يزايدن أحد علينا في قضية النازحين، وكلام الرئيس الحريري واضح وصريح، بأننا لا يمكن أن نقبل بتسليم إخواننا السوريين النازحين إلى مصير مجهول، في تيار المستقبل نعتبر أن كرامة إخواننا النازحين السوريين من كرامتنا، ولا يمكن أن نحملهم مسؤولية تغلغل بعض الإرهابيين بينهم”، وشدد على أن “قضية النازحين حساسة جداً، ولا يجب أن تستخدم لضرب الاستقرار الداخلي أو التأثير في عمل الحكومة، ولا يجب أيضًا أن تكون عرضة للابتزاز السياسي، أو عرضة لبازار طائفي أو مذهبي”.

ودعا الحريري إلى تشكيل مظلة أمان حول الجيش للقيام بمهماته في وجه الإرهاب الذي يتستر خلف معاناة النازحين بعيداً من أي مزايدات”، واعتبر “الكلام عن التنسيق مع نظام الأسد لعودة النازحين إلى سورية ساقطاً بكل المعايير، طالما أن الأزمة لم تنته، ولا ضمانات من الأمم المتحدة بعودة آمنة”، وكان مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية استدعى الصحافي اللبناني فداء عيتاني للتحقيق معه، في دعوى قدمها وزير الخارجية جبران باسيل على خلفية “موقف” على موقع “فايسبوك”، وبات عيتاني ليلته في النظارة وأطلق أمس، على ذمة التحقيق، وكان عيتاني انتقد على الموقع الالكتروني السلطة بسبب “التنكيل الذي يتعرض له نازحون سوريون”.