منظمة التعاون الإسلامي

دافعت الحكومة الأندونيسية عن قرارها بدعوة الرئيس السوداني عمر البشير لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها، رغم ملاحقته من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور، بينما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل قادة التيارات الإسلامية في السودان إلى جعل وفاة المفكر الإسلامي حسن الترابي "موسمًا للوحدة". وشارك البشير في قمة منظمة التعاون الإسلامي في جاكرتا والتقى على هامش القمة الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو ووزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي.

ودافع الناطق باسم وزارة الخارجية الأندونيسية أرامنتا ناصر عن قرار حكومتها استقبال الرئيس السوداني، موضحًا أن بلاده مرغمة على دعوة كل أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي. وأضاف: "بإمكان قادة دول منظمة المؤتمر الإسلامي أن يأتوا، ونحن نعامل كل دول المنظمة كضيوف. لا يمكننا بكل بساطة أن نختار لمَن نوجه الدعوة ولمَن لا نوجه الدعوة".

وردًا على سؤال حول توجيه اتهامات للبشير بارتكاب جرائم حرب، أجاب: "نحن لسنا في المحكمة الجنائية الدولية، ولسنا قادرين على توجيه تلك الاتهامات"، مشيرًا إلى أن اندونيسيا لم توقع المعاهدة التي أُنشئت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية.

وشارك البشير في حزيران/يونيو الماضي في قمة الاتحاد الأفريقي في جنوب أفريقيا، ومنعته محكمة في بريتوريا من مغادرة البلاد بانتظار صدور حكم نهائي، لكن حكومة جنوب أفريقيا سمحت له بأن يستقل طائرته من قاعدة عسكرية والعودة إلى بلاده.

من جهة أخرى، دعا خالد مشعل قادة الحركة الإسلامية في السودان المنقسمين إلى تنظيمات عدة، إلى الوحدة. وقال: "اجعلوا من محنة المصاب ووفاة الترابي فرصة لانطلاقة جديدة للحركة الإسلامية وموسمًا للوحدة، وأرجو أن لا ينسيكم الخلاف السياسي الفضل الكبير بينكم".

من جهة أخرى، يصل إلى الخرطوم الأربعاء مساعد رئيس فريق الوساطة الأفريقية محمد عبد القادر عبدول، لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار في الحكومة السودانية في شأن اللقاء "التشاوري الاستراتيجي" الذي دعت إليه الوساطة الفرقاء السودانيين خلال الفترة من 16 إلى 18 آذار/مار) الجاري في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وذلك بعدما أبلغت الحكومة فريق الوساطة موافقتها مبدئيًا على المشاركة في اللقاء ولكنها طلبت توضيحات حول أجندته.

ودعت الوساطة الأفريقية زعيم حزب الأمة الصادق المهدي ومتمردي "الحركة الشعبية– الشمال"، وحركتي "تحرير السودان" برئاسة أركو مناوي و "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم إلى اللقاء، حيث يُتوقَع مناقشة فرص تسوية سياسية في البلاد بعد فشل جولات محادثات سابقة. ويُعتبر اللقاء "فرصة أخيرة للوساطة الأفريقية" بشأن ملف النزاع في السودان".