قررت الجزائر فتح حدودها مع مالي بشكل موقت منتصف شهر أيار/مايو المقبل، للسماح بدخول اللاجئين الماليين الفارين من ويلات الحرب بشمال البلاد، وكانت الجزائر قد قررت غلق حدودها مع مالي التي تصل إلى 1300 كلم، عقب اندلاع الحرب التي شنتها القوات الفرنسية كانون الثاني/يناير الماضي لمنع تسلل الجماعات الإرهابية إلى التراب الجزائري. وتعمل السلطات الجزائرية بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري على تحديد الآليات والوسائل للتكفل باللاجئين الماليين على مستوى الحدود. وأشار مصدر مسؤول إلى أن مشاورات تتم على المستويين السياسي و الأمني وبالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري، لإعداد الآليات والإجراءات اللازمة لاستقبال هؤلاء النازحين الذين فروا من الحرب الدائرة شمال مالي بين القوات المشتركة والمجموعات الإرهابية. وأضاف المصدر أن السلطات الجزائرية ستقوم بفتح الحدود الجزائرية المالية بصفة مؤقتة لدخول اللاجئين الماليين، وذلك في الفترة المتراوحة بين منتصف شهر آيار/مايو وبداية شهر حزيران/يونيو المقبلين. وأوضح المصدر أنه سيتم فتح نقطة حدودية واحدة، وهي منطقة "الخليل" التي تبعد حوالي50 كلم عن منطقة برج باجي مختار، والتي يوجد فيها عدد كبير من المواطنين الماليين القادمين من منطقة غاو وكيدال وتومبوكتو، والذين يعانون من وضعية إنسانية مزرية من جوع وتشرد جراء تلك الحرب.   ويتم حاليا إحصاء عدد اللاجئين الموجودين في مخيم تيمياوين، لمعرفة قدرة استيعابه بالإضافة إلى التدابير الأمنية التي سيتم العمل بها لمنع تسلل الإرهابيين وعناصر الجماعات المسلحة الفارة من ساحات المعارك مع الجيش الفرنسي والقوات المشتركة، مشيرا إلى أنه سيتم العمل خلال هذه الفترة بتدابير أمنية مشددة، من شأنها غربلة المواطنين القادمين من الحدود. وكانت تقارير أمنية قد أشارت إلى وجود مقاتلين مصابين من الجماعات الإرهابية حاولوا التسلل إلى التراب الجزائري عبر النقطة الحدودية برج باجي مختار، إضافة إلى ورود أخبار مؤكدة عن وجود قيادات جماعة أنصار الدين في النقاط الحدودية. وفي سياق متصل، أدرجت الولايات المتحدة الأميركية حركة أنصار الدين المالية على لائحتها للمنظمات والشخصيات الإرهابية الأجنبية، التي يتوجّب إيقاف التعامل معها وتجميد كل حساباتها المالية في أميركا، وذلك بعد قرار ضمّ زعيمها إياد آغ غالي إلى القائمة شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، نتيجة اتجاهاتها الفكرية وتعاملها مع تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي. وأشار بيان الخارجية الأميركية الذي صنّف زعيم الحركة ضمن الشخصيات الإرهابية إياد آغ غالي في وقت سابق، إلى أن المنظّمة الناشطة في مالي والتي تتعاون بشكل وثيق مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أن هذا الأخير أسّس الحركة على أساس أفكاره المتطرّفة، وأن اتجاه أتباعه لن يخرج على المبادئ المتطرّفة والإرهابية التي سطّرها.